فيقول إبراهيم :_ أما منك يا جبريل .. فلا
فيقول له جبريل :_ إسأل الله يا إبراهيم [[ لا تريد مني إذن إدعي الله ، اطلق لسانك ادعو الله ]]
فيرد إبراهيم :_ عِلمهُ بحالي يغني عن سؤالي
[[ لماذا ، لأن سيدنا إبراهيم شعر بتجلي الله وأن مع القرب من الله العيب ان يكون هناك الطلب ، علمه بحالي يغني عن سؤالي ، يعني يا جبريل هو متجلي عليّ وناظر إليّ .. فماذا أسأله إذا كانت إرادته أني أحرق .. فلتحرقني النار ما في مشكلة إذا إرادته أن لا أحرق فمن غير أن أطلب منه هو اعلم بحالي متجلي عليّ]]
علمه بحالي يغني عن سؤالي
{{مَن شَغلهُ ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل مما أُعطي السائلين }}
فتجلى الله ذلك التجلي ولم يخاطب جبريل الواسطة بل خاطب النار مباشرة
يا نااار
فتقول النار :_ لبيك اللهم لبيك
فيأتيها الأمر من العلي القدير {{ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم }}
فكان التجلي الإلهي أن النار تحرق من حولها والذي في وسطها لم يحترق حتى ثوبه
بل إنقلب كل الأغصان والأخشاب التي جمعوها إنقلبت إلى أشجار مورقة مثمرة وماء يجري حول إبراهيم يأكل ويشرب عشرة أيام حتى هدأت النار واستطاعوا أن يقتربوا إلى إبراهيم
فلما إقتربوا وجدوا إبراهيم عليه السلام يأكل ويشرب ، ولولا تجلي الله ،والنار كانت برداً وسلاماً لتجمد إبراهيم من شدة البرد في وسط النار
ويقول بعدها الخليل عن أجمل أيام حياته
قال :_ عندما ألقوني في النار
___
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا ... فإنا منحنا بالرضا من أحبنا
ولذ بحمانا واحتمِ بجنابنا ... لنحميك مما فيه أشرار خلقنا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغلٌ ... وأخلص لنا تلقى المسرة والهنا
وسلم إلينا الأمر في كل ما يكن ... فما القرب والإبعاد إلا بأمرنا
فأحبابنا اختاروا المحبة مذهباً ... وما خالفوا في مذهب الحب شرعنا
فلو شاهدت عيناك من حسننا ... الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا ... خلعت عنك ثياب العجب وجئتنا
ولو ذقت من طعم المحبة ذرة ... عذرت الذي أضحى قتيلاً بُحبنا
ولو نسمت من قربنا لك نسمة ... لمُت غريباً واشتياقاً لقربنا
فما حبنا سهلٌ وكل من ادعى ... سهولته قلنا له قد جهلتنا
__
هكذا كان لبلال الحبشي التجلي الإلهي بالحضور ((أنا جليس من ذكرني)) فلو أن بلال توقف عن ذكره لله
وقوله أحد أحد
كان شعر بالألم في جسده وإستجاب لقريش وكان سكت حتى يخفف عنه العذاب
ولكن دوام ذكر الله وتجلي الله عليه غاب عن الوجود وعاش بشعور اللذة بالقرب من الله {{ولمن خاف مقام ربه جنتان}} جنة الزخارف [[ اي القصور والانهار والحور ]] التي في الآخرة
الجنة الثانية جنة المعارف وهي القرب من الله من عاشها بالدنيا وذاقها لا يمنع عنها بالآخرة ، ومن لم يذقها في الدنيا لن يعرفها في الآخرة حتى لو دخل الجنة
____
فبلال مصر على أحد أحد والذين حوله لا يدرون
وقد ملوا منه ويإسوا وتعبوا وتعذبوا أكثر مما عذب بلال حتى جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
إشتراه من أمية ثم أعتق بلال رضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
_ الأنوار المحمدية
_ صلى الله عليه وسلم __
https://t.center/Alsyraalnbaoya