🔸️معنى قول العِترة الطاهرة:
⚜لو بقيتْ الأرضُ بغَير إمامٍ لساختْ بأهلها
⚜🍁يُحدّثنا الوشاء يقول: سألتُ أبا الحسن الرضا "صلواتُ الله وسلامهُ عليه": هل تبقى الأرضُ بغير إمام؟!
قال: لا، قُلتُ لهُ: إنَّا نَروي أنَّها لا تَبقى إلّا أن يسخطَ الله عزَّ وجلَّ على العِباد؟
قال "عليه السلام": لا، لا تبقى إذاً لساختْ
• وفي روايةٍ أُخرى يقول "عليه السلام":
(لو خَلَتْ الأرضُ طَرْفةَ عَينٍ مِن حُجّةٍ لساختْ بأهلها).
[علل الشرائع: ج١]
•حين يقولُ الأئمة "صلواتُ الله عليهم":
(لا تبقى الأرض بغَير إمام، أو لا تبقى بغَير حُجّة)
الحديثُ هُنا ليس عن إمامةٍ سياسيّة كما يفهمُها الناس..
وليس الحديثُ عن إمامةٍ هي رئاسةٌ دينيّةٌ ودنيويّة لترتيبِ أمور الخَلْق كما يتحدّث المُتحدّثون عن تعريف الإمامة في الثقافة الشيعيّة..
فهذا التعريف للإمامةِ (أنّها رئاسةٌ على الدين والدُنيا) تعريفٌ ليس صحيحاً ولا علاقةَ لهُ بثقافة أهل البيت، وإنّما هو مأخوذٌ من كُتب المُخالفين.
علماً أنّنا لا ننفي هذا الوصف للإمامة عن المعصومين "صلواتُ الله عليهم" ولكنّهُ يقعُ في حاشيةِ معنى الإمامة، بل في حاشيةِ الحواشي..
فلا قيمةَ لمعنى الإمامةِ بهذا الوصف.
تعريفُ الإمامةِ في ثقافة أهل البيت:
🌟هي الزيارةُ الجامعة الكبيرة
🌟فكُلُّ ما ذُكِرَ في الزيارة الجامعة الكبيرة هو تعريفٌ للإمامة ولِمقامات الإمام المعصوم "صلواتُ الله وسلامه عليه".
فحين يقول
#الإمام_الرضا:
(لا تبقى الأرضُ بغَير إمام) الحديثُ هُنا عن الإمامة الكونيّة وعن الولاية الكونيّة بكلِّ أبعادها.
•وحين نقول الولاية الكونيّة؛ فليس المُراد ما يُصطلَحُ عليه بالولاية التكوينيّة،
فالولايةُ التكوينيّة جُزءٌ يسيرٌ مِن شُؤوناتِ الولاية الكونيّة..
الحديثُ هُنا عن إمامةٍ كونيّة وهي الإمامةُ الإلهيّة الواسعة المُطلقة.
فهذا الأمر "أنَّ الأرض تسيخ بأهلها" هذا أثرٌ تكويني وليس أثراً اجتماعيّاً ولا أثراً أخلاقياً..
لأنَّ الحديثَ هنا عن إمامةٍ كونيّةٍ مُطلقة - كما مرّ -
إذْ لا يُمكن أن نتصوّر الأرض مِن دُون وصولِ الفيض الكوني إليها مِن الإمام الكوني..
فلو انقطعَ هذا الفيضُ الواصلُ إلى الأرض مِن الإمام المعصوم لساختْ وعُدمتْ.
فالإمامُ المعصوم هو قلبُ هذا الكون،
وكلُّ الكائناتِ في عالم التكوين هذا تَمدُّ إلى الإمامِ بصِلةٍ وارتباط..
كما نُخاطِب إمام إزماننا في دُعاء النُدبة الشريف:
⚡أين السبَبُ المُتّصل بين الأرض والسماء
⚡فهُم "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم" قَلْبُ هذا الكون،
ومِنهم تمتدُّ الأسباب لثباتِ هذا التكوين..
وهذا هو معنى أنَّهم "صلواتُ الله عليهم" أركان الأرض وأركان البلاد في "البعد التكويني"
وإلّا ما معنى أنَّ الأرض تسيخ..؟
ألم يُقتَل الأئمة "صلواتُ الله عليهم"..؟!
الأئمة قُتِلوا وجَرَى عليهم ما جرى مِن ظُلامات، ورُغم ذلكَ ما ساختْ الأرضُ ولا ماجتْ..
لأنَّ الذي قُتِل هُو المعصوم في مَظْهرهِ البشري..
أمَّا الإمامةُ الكونيّة للمعصوم فإنَّها لا تُقتَل،
الإمامُ يُقتَلُ ظاهراً في هذهِ البُنية البشريّة الظاهرة..
أمَّا الإمامةُ الكونيّة التي هي جوهرُ ثباتِ الكون، فهذهِ الإمامةُ ثابتة..
وما أهلُ البيتِ إلّا مظاهر بشريّة لجوهرهم الأصلي وهو ذلك النُورُ الأوَّل..
فلذلكَ يجري عليهم القتل.
لو كانتْ حقيقةُ الإمامةِ - كما يقولون - هي أنَّ الإمام رئيسٌ على الدين والدُنيا فقط لَمَا استطاع الطُغاةُ الأوغادُ على مرَّ الزمان أنْ يسلبوا هذا الوصف..
ولكنَّ حقيقة الإمامة هي أنّها منزلةٌ رُبوبيّةٌ ذاتيّةٌ لمُحمّدٍ وآل مُحمّد "صلواتُ الله عليهم" لا يمكنُ أنْ تُسلَب عنهم..
مثلما معنى الإنسانيّةِ لا يستطيعُ أحدٌ أن يسلبهُ منَّا.
فكما أنَّ معنى الإنسانيّة ذاتيٌ فينا، فكذلكَ الإمامةُ ذاتيةٌ في مُحمّدٍ وآل محُمّد..
لا يمكن أنْ تُسلَب منهم.
ولِهذا الأرضُ ما ساختْ بعد قتلهم، لأنَّ إمامتهم الكونيَّةُ لا تُقتَل..
كما نُخاطِبهم في زيارة سيّد الشهداء المُطلقة الأولى:
(وَبِكُم تُسَبِّحُ الأَرضُ الَّتي تَحمِلُ أبدانَكُم وتستقِرُّ جبالُها على مَراسيها..)
•ويُشير إلى هذا المعنى أيضاً إمامنا
#باقر_العلوم "صلواتُ الله عليه" حين يقول:
(لو بقيتْ الأرضُ يَوماً بلا إمام مِنّا لساخت بأهلها، ولَعذّبَهُم اللّهُ بأشدّ عذابه، إنَّ اللّهَ تباركَ وتعالى جَعَلنا حُجّةً في أرضهِ وأماناً في الأرضِ لأهْل الأرض، لم يَزالوا في أمانٍ مِن أنْ تَسيخَ بهم الأرض ما دُمنا بينَ أظهركم، فإذا أرادَ اللّهُ أن يُهلكهم ثُمّ لا يُمهلُهُم ولا يُنْظِرُهم ذهَبَ بنا مِن بينهم ورفعنا إليه، ثمَّ يفعلُ اللّهُ ما شاءَ وأحبّ)