🔘 قـناة عــبق الانـــتظار 313🔘

#الإيمان
Channel
Logo of the Telegram channel 🔘 قـناة عــبق الانـــتظار 313🔘
@AlisparyPromote
1.1K
subscribers
54.7K
photos
5.71K
videos
1.8K
links
إذا كنت تدعو وضاق عليك الوقت 💓 وتزاحمت في قلبك حوائجك⚘ فاجعل كل دعائك 💯 أن يعفو الله عنك❣ فإن عفا عنك💥 أتتك حوائجك من دون مسألة 💫 قبل أن تغادر سلم على اميرك الغائب ✋ #السلام عليك يا صاحب الزمان 🌺 تواصل مع المدير أدارة ملأ علي الواسطي @Alizbynewbot
#حكمة_الصباح.

النظافة مرغوبة
#لـــــ
معظم
#الناس إلا
شخص
#إعتاد على
القذارة،
#وهي من
لوازم
#الإيمان كما
جاء
#في الروايات،
لكنها
#لا تقتصر
على
#نظافة البدن،
#أو الثوب،
أو
#المنزل، أو
السيارة،
#النظافة الأهم
هي
#نظافة الباطن،
نظافة
#القلب من
الشرك،
#والوسوسة،
#والحقد، والغِل،
والحَسَد،
#والتذمر،
والسُّخط،
#ونظافة اللسان
من
#الكلام القبيح
الفاحش،
#والقول الباطل.

#السيد_بلال_وهبي.

💫🥀🦋
الليالي #الصعبة وقود
لـــــ
#أيام سعيدة
في
#الطريق إن لم
تستظل
#بــــــ بركاتها
في
#هذه فـــــ في
الآخرة
#عند رب كريم..
لا
#تنقض حبال
الصبر
#ولا يخبو
في
#قلبك طرق
الباب
#ولا يشع
في
#روحك إلا
الرضا
#ولا تعتنق
إلا
#الإيمان بــــــــ
أنه
#الخير مهما
كان
#شاقاً وأن
عاقبته
#لن تكون
شيئاً
#معتاداً ســــــ
تكون
#فوق ما تأمل
بــــــــــ
#إذن الله♥️

#دمتم_بــــــــ_خير_أحبتي🦋

🦋♥️
ما #الفرق بين الكافر والمنافق ؟

الكافر:
#ظاهره وباطنه واحد،
فليس
#في قلبه إيمان،
ولا
#يظهره أو يدعيه،

المنافق:
#فـــــ قلبه خال
من
#الإيمان،لكنه يظهر
الإيمان #على لسانه،
وعندما
#يخلو بجميع،
المنافقين
#فــــ أنه يسخر
من
#تظاهره بالإيمان،
#فـــــــــــــــــــــ
علينا
#أن ننتبه..
#لــــــ أفعالنا وأقوالنا..

🌸💫
#القلب_عضلة ..
ولكنه
#عاصمة كل شيء
الحب
#الدفئ الوفاء
الصدق
#الطيبة الإحتواء
والإهتمام
#حين ينبض
يضبط
#لك إيقاع الإحساس
يطمئنك
#يوجهك يهديك
لما
#هو مناسب لك حين
يضحك
#تستجيب له حواسك
تُخلق
#لك حياة بشتى
الألوان
#حين يطمئن تنزل
السكينة
#وتغسل الهموم
وتزداد
#الثقة بــــــ الله

#القلب..
موطن
#الإيمان منه
توثق
#حبال التوكل
ومن
#خلاله نستشعر
محبة
#الله ومعيته
وفوق
#ذلك كله
إن
#الله لا ينظر إلى
صورنا
#ولا أجسادنا
ولكن
#لــــــ قلوبنا
التي
#في الصدور.. ♥️

♥️🤍
الليالي #الصعبة وقود
لـــــ
#أيام سعيدة
في
#الطريق إن لم
تستظل
#بــــــ بركاتها
في
#هذه فـــــ في
الآخرة
#عند رب كريم..
لا
#تنقض حبال
الصبر
#ولا يخبو
في
#قلبك طرق
الباب
#ولا يشع
في
#روحك إلا
الرضا
#ولا تعتنق
إلا
#الإيمان بــــــــ
أنه
#الخير مهما
كان
#شاقاً وأن
عاقبته
#لن تكون
شيئاً
#معتاداً ســــــ
تكون
#فوق ما تأمل
بــــــــــ
#إذن الله♥️

#دمتم_بــــــــ_خير_أحبتي🦋

🦋♥️
الليالي #الصعبة وقود
لـــــ
#أيام سعيدة
في
#الطريق إن لم
تستظل
#بــــــ بركاتها
في
#هذه فـــــ في
الآخرة
#عند رب كريم..
لا
#تنقض حبال
الصبر
#ولا يخبو
في
#قلبك طرق
الباب
#ولا يشع
في
#روحك إلا
الرضا
#ولا تعتنق
إلا
#الإيمان بــــــــ
أنه
#الخير مهما
كان
#شاقاً وأن
عاقبته
#لن تكون
شيئاً
#معتاداً ســــــ
تكون
#فوق ما تأمل
بــــــــــ
#إذن الله♥️

#دمتم_بــــــــ_خير_أحبتي🦋

🦋♥️
الراحة #التي يبحث
عنها
#كل الناس
ولا
#يعرفها إلا القليل
هذه
#الراحة تكمن في
قلبك
#الصافي النقي
المعطاء المليء بــــــ
#الإيمان_الصادق!!

#مساء_الورد_للقلوب_الطيبة💚

💚🌾
#القلب_عضلة ..
ولكنه
#عاصمة كل شيء
الحب
#الدفئ الوفاء
الصدق
#الطيبة الإحتواء
والإهتمام
#حين ينبض
يضبط
#لك إيقاع الإحساس
يطمئنك
#يوجهك يهديك
لما
#هو مناسب لك حين
يضحك
#تستجيب له حواسك
تُخلق
#لك حياة بشتى
الألوان
#حين يطمئن تنزل
السكينة
#وتغسل الهموم
وتزداد
#الثقة بــــــ الله

#القلب..
موطن
#الإيمان منه
توثق
#حبال التوكل
ومن
#خلاله نستشعر
محبة
#الله ومعيته
وفوق
#ذلك كله
إن
#الله لا ينظر إلى
صورنا
#ولا أجسادنا
ولكن
#لــــــ قلوبنا
التي
#في الصدور.. ♥️

♥️🤍
#القلب_عضلة ..
ولكنه
#عاصمة كل شيء
الحب
#الدفئ الوفاء
الصدق
#الطيبة الإحتواء
والإهتمام
#حين ينبض
يضبط
#لك إيقاع الإحساس
يطمئنك
#يوجهك يهديك
لما
#هو مناسب لك حين
يضحك
#تستجيب له حواسك
تُخلق
#لك حياة بشتى
الألوان
#حين يطمئن تنزل
السكينة
#وتغسل الهموم
وتزداد
#الثقة بــــــ الله

#القلب..
موطن
#الإيمان منه
توثق
#حبال التوكل
ومن
#خلاله نستشعر
محبة
#الله ومعيته
وفوق
#ذلك كله
إن
#الله لا ينظر إلى
صورنا
#ولا أجسادنا
ولكن
#لــــــ قلوبنا
التي
#في الصدور.. ♥️

♥️🤍
تتناثرُ #السعادةُ من
بين
#طياتِ رُوحك
عندما
#تعودُ من بعدِ
غيابٍ
#طويل، و وِحدةٍ
كئيبة
#بعد ليالٍ تركتَ
فيها
#القيام..
حُبِسَ
#دمعُ الخشيةِ
والرّهبةِ
#فيك، ضاقَ قلبُكَ،
أظلمت
#الدنيا في عينيكْ،
آثَرْتَ
#الدنيا على الباقية،
بَلغَتْ
#ذنوبكَ عنان السّماء!
يأتي
#لطفُ اللَّه ويتجسّدُ
على
#هيئةِ دَمعٍ رَقراق،
ينهمِرُ
#ساعةَ الفجرِ لحظةَ
سجُودِ
#القلب و عودتهِ تائبًا،
يُقَدِّمُ
#إعتذاراتِ الحُبِّ
الممزوجةِ
#بالرجاءِ والنّدم،
تعُودُ
#كما كُنت، وتُجاهِدُ
نفسك
#بالبعدِ عن المُحرّمات، والقُرب #من اللَّه أكثر وأكثر،
يعُودُ
#شعورُ السّعادةِ لــــــ
قلبك،
#وتنهضُ بعدها بـــ
راحةٍ
#تبلغُ الأُفُق، يتجدَّدُ
حُبُّ
#الحياةِ فيك..
هذا
#حالنا جميعًا، مع قلُوبٍ
يضعُفُ
#الإيمانُ فيها ويزيد
في
#هكذا حياةٍ صارتِ
الفِتَنُ
#فيها أكثرُ مِنْ
حبّاتِ
#المطر،
لا حُرمنا
#لطف اللَّه الذي
ينتشلُنا
#عندَ موتِ القلب
ويأسه..
#ضاعفَ الرّحمٰنُ الإيمانُ فينا #وزادنا منهُ حُبًّا وقُربًا..

«فـــــــ
#اللهمّ الثبات
حتّى
#نلقاك💜

💜🌸
✹⇉🍃📚⇉✹


#قصـة_وعـبرة


🌀 #الإيمان_والحب


الحلقة الأخيرة
القسم 3
.

مضى على سفر فارس شهر تقريباً ، كانت ملاذ في هذه الفترة تُلاحظ تغيرات كثيرة على والدها ! لقد قرر أخيراً أن يُصليّ !

بل وإنهُ صار يُكثر من الصلاة في محاولة لقضاء ما فاته طوال خمسين سنة مضت ..

شعرت ملاذ بأن هذه التغيرات ماهي إلاّ بتأثير كلمات فارس به .. فلقد طلبت منهُ أن يكلمه بخصوص الصلاة ولكن كيف اقتنع والدها بعد كل هذا العناد ؟

كانت فرحة ملاذ لا توصف وهي ترى إن والدها صارت حالته تتغير يوماً بعد يوم نحو الأحسن .. صار يُحسن من معاملتها وكثيراً ما يحاول ممازحتها وفي بعض الأحيان يطلب منها أن تختار أي مكان ليأخذها إليه !

وفي إحدى تلك الليالي قال لها بعد إكمال وجبة العشاء :
ـ ما رأيك يا ملاذ لو نقوم غداً بزيارة بيت عمك أبي منتظر ؟

ـ ماذا ؟!
ـ ها .. لم تقولي رأيك ؟
ـ حسناً حسناً يا أبي .. الأمر في النهاية لك !

ـ حسناً إذاً .. سأتصل الآن بكريم وأخبره بالأمر لكن .. لا ، سنجعلها مفاجأة !

لم تعرف ملاذ ماذا تقول فالمفاجآت صارت كثيرة هذه الأيام !

وفعلاً في مساء اليوم التالي رافقت والدها إلى دار العم كريم ، وهناك كانت مفاجأة فعلاً لجميع أفراد العائلة .. !

كان أبو ملاذ يبدو شخصاً آخر ، مما حدى بمنتظر ووالده أن يتبادلا بين فترة وأخرى نظرات التعجّب والاستغراب !

ولكن أم منتظر كانت شُبه متأكدة من أن فارس قد فعلها وكلّم صاحبه بالموضوع ، مما جعله يبدو شخصاً آخر تماماً !!

قالت هامسة وهي تميل برأسها نحو ملاذ :
ـ ألا ترين بأن والدك قد تغير تماماً ؟!!

أجابت ملاذ وهي تحاول أن تخفض صوتها :
ـ ليست أخلاقه فقط يا خالتي ، لقد صار ملتزماً بكل شيء وأهمها الصلاة ! ..

أظن إن عمي فارس قد كلّمهُ محاولاً هدايته .

ـ لا تظنّي ذلك ، بل تأكدي من إن فارس قد كلمهُ فعلاً .

وفي تلك الأثناء قامت أم منتظر إلى المطبخ ولحقتها ملاذ ، أما منتظر وأخوته فقد كانوا يجلسون أمام التلفاز منشدّين لمعرفة نتيجة الفريق الوطني الذي خاض مباراة مهمة بكرة القدم مع أحد المنتخبات الأجنبية .

استغل حامد انشغال الجميع فتحدّث مع صاحبه قائلاً :
ـ يقولون يا أبا منتظر ( إخطب لابنتك ولا تخطب لابنك )

ولذلك فها أنا اليوم أتيتك لأخطب ولدك منتظر لأبنتي ملاذ !

فتح كريم عينيه أكثر في محاولة للتأكد من إن الذي أمامه هو صاحبه حامد فعلاً !

قال وهو غير مصدّق لما يسمع :
ـ أبو ملاذ .. أرجو إعادة ما تفضلّت به قبل قليل ! فأظنني لم أسمع جيداً !

قال حامد مبتسماً :
ـ أرجو أن لا تجعلها واحدةً بواحدة وتُرجعني خائباً كما فعلتها بك سابقاً !

ـ لكن يا صاحبي .. هل أنت متأكد مما تقول ؟

ـ أبو منتظر .. هل توافق على زواج ابنك من ابنتي أم لا ؟

قال أبو ملاذ هذه الجملة وقد بدا جادّاً في كلامه ، فبادره أبو منتظر بالقول :
ـ وكيف لا أوافق يا صاحبي !؟ وأنت تعرف إن هذه أُمنيتي منذ زمن .

ـ حسناً .. وهي الآن أُمنيتي أيضاً ، فمتى سيكون إعلان الأمر إن شاء الله ؟

ـ على راحتك يا صاحبي ، أتريد أن نُعلن عنهُ اليوم .. أنا مستعد !

ـ وأنا كذلك ، بعد العشاء سنعملها مفاجأة للجميع !
وبعد أن إنتهى الجميع من تناول العشاء قالت أم منتظر لابنتها الصغيرة :

- قومي وساعدي ملاذ في رفع الأواني من المائدة لأقوم أنا بصب الشاي ..

قال زوجها مقاطعاً إياها :
-لا يا أم منتظر .. اتركي الشاي اليوم وليكن عصيراً فالليلة ليلة فرح !

تعجبت المرأة من كلام زوجها الذي أكمل قائلاً :
-لا تستغربوا جميعكم ! ما بكم تنظرون إليّ هكذا ، سنُعلن الليلة خطوبة منتظر وملاذ !

ابتسم أبو ملاذ وهو يحاول أن يجعل الأمر طبيعياً جداً ثم قال مازحاً ـ ماذا يا أم منتظر .. ألا يوجد لديكم عصير ؟

ـ بلى ، يوجد ... لكن !
ـ لكن ماذا .. تأكدي من إن كلام زوجك مضبوط مئة بالمئة .

شعرت أم منتظر بأنها ستطير من الفرح بعدما تأكدت من صحة الخبر ، أسرعت بإتجاه المطبخ وهي تقول بلهفة : سيكون كل شيء جاهزاً حالاً !

أما منتظر وملاذ فلم يكونا مصدّقين لما يدور حولهما !!
بقى منتظر مُتسمّراً أمام جهاز التلفاز دون حراك !

قال له والده بصوت يملئه الفرح والسعادة :
ـ ألا تقوم لتشكر عمك يا منتظر ؟

قام منتظر وقبّل يد حامد ليعود ويجلس في مكانه !
أما ملاذ فلقد تصرفت وكأنها لم تسمع شيئاً ، استمرت في رفع الصحون الفارغة من المائدة وقد شعرت بأن يديها ترتجفان وقلبها يخفق بشدّة ، أما قدماها فلم تشعر بهما في تلك الساعة !

اتجهت نحو المطبخ فاستقبلتها أم منتظر وقد أخذت منها الصحون ووضعتها على الطاولة ثم حضنتها وهي تبكي وتقول :

- مبروك يا ملاذ .. وأخيراً يا حبيبتي سيتحقق الأمل .

قالت ملاذ والدهشة مازالت باديةً عليها :
ـ أخاف يا خالتي أن يكون هذا مجرد حلم فأستيقظ منهُ لأجد كل شيء ما يزال كما كان !

ـ لا .. لا يا ملاذ لقد أمر الله في أن يجمعكما معاً وتحت سقفٍ واحد ، ألم تس
✹⇉🍃📚⇉✹


#قصـة_وعـبرة


🌀 #الإيمان_والحب


الحلقة الأخيرة
القسم 2
.

قضى فارس تلك الليلة مع صاحبه أبي ملاذ بالتحدث في أمور مختلفة لكنهُ لم يتطرق إلى الأمر الذي جاء من أجله !

وفي اليوم التالي حيث لم يذهب فيه أبو ملاذ إلى عمله لأجل قضاء ذلك اليوم مع ضيفه ، كان فارس عازماً على إقناع صاحبه بما يروم التحدث فيه .

قال لهُ وهما يتناولان الشاي :
ـ سأستغل تواجد ملاذ في غرفتها لأسألك يا حامد عن أمرٍ يشغلني كثيراً ..

ـ وما هو يا صاحبي ؟
ـ ما سبب رفضك لمنتظر عندما تقدّم لخطبة ملاذ ؟

ـ أوه ... هل غسلوا دماغك أنت أيضاً ؟
ـ ماذا ؟ غسلوا دماغي ! ثم من هو الذي ( غسلوا دماغه ) قبلي !؟

ـ ملاذ .. ابنتي !
ـ إتّقِ الله يا رجل ، هل لأنهم أنقذوها من الضلالة وجعلوها تُبصر النور .. فيكونون كما وصفتهم !

ـ ماذا تقصد يا فارس .. هل إنني جعلت ابنتي تعيش في ضلالة كل تلك السنوات ؟

ـ للأسف يا حامد ... نعم ! ولا داعي أن أوّضح أكثر فأنت تفهم ما أعني جيداً !

أطرق حامد برأسه إلى الأرض دون رد ، وأكمل فارس كلامه بصوت لا يخلو من نبرة الألم والعتاب :

ـ ثم متى قصّر معك كريم في شيء حتى تحاربهُ هكذا ؟ لقد وهب لك حياة ولدهُ بلا ثمن ثم تردّ إليه الجميل بهذا الجحود وعدم العرفان !

قل لي يا حامد.. ماذا لو كان كريم قد فقد ولدهُ في تلك العملية بعدما حصل لهُ من مضاعفات كادت تودي بحياته ! فما الذي كان سيقبضهُ منك حينها ؟!

لقد جازف صاحبنا كثيراً يا حامد حين وافق على تعريض ولده لخطر الموت من أجل إسعادك وإنقاذ ابنتك ..

إن أمرك عجيب يا رجل ! ربّك لا تريد شكرهُ ومن يُقدم لك المساعدة ليس فقط لا تشكره بل تحاول إهانته وإبعاده عن دربك !

ما بك يا حامد هل ركب الشيطان رأسك إلى هذه الدرجة ؟!

لقد احترمتُ فارق العمر الذي بيننا وكنتُ دائماً أصغي إليكما وأُذعن لأمركما أنت وكريم لأنكما تكبرانني بكثير ، لكن الآن يا أخي فلقد طفح الكيل !

قال حامد محاولاً تهدئته :
ـ ما بك يا فارس ، لماذا تضخّم الأمور ؟

أجاب فارس محاولاً السيطرة على أعصابه :
ـ أنا لا أضخم الأمور أبداً ..

قل لي يا أبا ملاذ ما هي عيوب منتظر التي دعتك إلى رفضه ؟
ـ في ذلك الوقت أي عندما تقدم لخطبة ملاذ كان لا يملك شيئاً ، فخفتُ على مستقبل ابنتي معه .

ـ يعني رفضتهُ بسبب فَقرهِ ؟!
ـ تقريباً ...
ـ هل هذا سبب عُقلائي يا صاحبي .. قل لي عندما قبلت بك أم ملاذ (( رحمها الله )) ماذا كان عندك ؟

ثم ألم تسمع قوله تعالى : ((وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) ،

وبعدها تأتي أنت لترفض ذلك الشاب فقط لأنهُ فقير !
ـ ليس هذا السبب الوحيد يا فارس .. فلقد شعرت حينها بأنني محتاج إلى تواجد ملاذ معي فالوقت مازال مبكراً لزواجها وتركها إياي !

وخاصة إنني قد تعودت على تواجدها معي منذ وفاة والدتها رحمها الله ولم أفارقها يوماً أبداً ، لذلك كنت خائفاً من معاناة الوحدة لو هي تزوجت وتركت المنزل .

ـ هذا ليس سبب معقولاً أيضاً ! فالذي أعرفه إن ابنتك كان عمرها في حدود العشرين أو أكثر عندما تقدّم منتظر لخطبتها ، يعني إنه كان قد مرّ على دخولها سن التكليف أحد عشر سنة !

فكيف تقول مازال الوقت مبكراً لتزويجها ... !؟
ثم اسمع هذا الحديث الشريف وأعطني رأيك فيه .. جاء في الكتب الموثوقة ومنها كتاب بحار الأنوار إنهُ نزل جبرائيل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال :

(( يا محمد إن ربك يُقرئك السلام ويقول : إن الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر فإذا أينع فلا دواء لهُ إلاّ اجتنائه وإلا أفسدته الشمس وغيرته الريح ، وإن الأبكار إذا أدركن ما تُدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول ـ أي الأزواج ـ وإلاّ لم يُؤمن عليهن الفتنة )) .

ها يا صاحبي .. ! ما رأيك ؟ هذه توصية من الله سبحانه وتعالى إلى رسولهِ الكريم ليُخبر بها أبناء أمته بأن الفتاة إذا صارت بمنزلة النساء فيجب تزويجها وإلاّ فقد تنحرف إلى طريق الشيطان وهذا ما أسماه الله بالـ ( فتنة ) ...

ـ لكنّ ابنتي من الصالحات كما ترى يا فارس ! ولا أظنها سوف تنحرف إلى طريقٍ آخر أبداً !

ابتسم فارس وقال :
ـ سبحان الله الآن صرت تعترف بأنها فتاة صالحة ! أولاً يا حامد هي ما كانت كذلك قبل أن تلتقي بمنتظر !

وأنت تُدرك تماماً إنهُ كان صاحب الفضل بعد الله طبعاً في هداية ابنتك وإصلاحها بعدما أفسدتها حياة الفن والطرب التي كنت أنت من هيأها لها !

ثم هل تعرف بأن ابنتك كان من السهولة أن تنحرف لولا إيمان ذلك الشاب وخوفه من الله فلو إن شخصاً غيره كان مكانهُ لاستغل جهل ملاذ وعاطفتها الشديدة نحوه ولأرتكب حراماً معها والعياذُ بالله !

قال حامد متسائلاً :
ـ ماذا ؟ عاطفتها الشديدة نحوه ! ماذا تقصد ..

ـ لا توهمني بأنك لا تعرف ! فأنت أكثر شخص يعرف إن ملاذ قد تعلقت
✹⇉🍃📚⇉✹


#قصـة_وعـبرة


🌀 #الإيمان_والحب


الحلقة الأخيرة
القسم 1
.
.
منذ الصباح كان فارس يستعد للاتجاه نحو منزل أبي ملاذ فهو لم ينسَ أنه وعد ملاذ بالمكوث عندهم يوماً إضافياً قبل سفرهِ .

خرج من غرفته التي خصصها كريم لهُ متجهاً نحو غرفة الجلوس حيث الجميع هناك لتوديعه ، وقبل أن يدخل غرفة الجلوس سمع صوت أم منتظر تناديه وهي تقف عند باب المطبخ :

-أخي فارس ..إلتفت فرآها واقفة وتُشير إليه قائلة :
-أرجوك .. قبل أن تدخل إلى الغرفة ، عندي كلام معك !

إتجه فارس نحوها وقد لاحظ علامات الحزن عليها .. قالت بصوتٍ شجي :

-أيها الأخ العزيز .. صدّقني يصعب علينا فراقك فلقد كنت واحداً منّا ولا تزال ، ولقد احبك الأولاد كثيراً وسيحزن الجميع لرحيلك .

أطرق فارس خجلاً من هذا الثناء وهو يردد كلمات الشكر والإمتنان ، ثم أكملت أم منتظر قائلة :

ـ وقبل أن ترحل .. هل لك أن تُسدي لأختك أم منتظر خدمة سوف لن تنساها طول حياتها !

ـ آه .. تفضلي يا أختاه ، أنا خادمكم يا أم منتظر .

ـ أستغفر الله يا أخي .. كلنا خدم وعبيد لله .
ـ ماذا هناك يا أم منتظر ؟ هل يوجد شيء لا سمح الله ؟

ـ إنهُ بخصوص منتظر ، لقد تركته وكان في عمر السادسة عشر تقريباً وعدتَ من السفر وهو في عمر الخامسة والعشرين وهو إلى الآن لم يتزوج كما ترى ..

ابتسم فارس وقال :
-عرفتُ ما يدور في خُلدك يا أُخيّة ! تُريديني أن أتحدث مع حامد بخصوص ابنتهُ ملاذ ومسألة خطوبتها لمنتظر.. صح !

ـ لكن ... كيف عرفت ؟ !
ضحك فارس قائلاً :
-أما عن كيفية معرفتي بالأمر فهو سر لا أستطيع البوح به !

وأما عن حديثي مع حامد بخصوص موضوع منتظر فصدّقيني أنا ذاهب اليوم إليهم من أجل هذا الموضوع !

قالت أم منتظر وقد لمح فارس الدموع في عينيها :
ـ لقد قرأت في كتاب وسائل الشيعة حديثاً عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) عن الذي يسعى في تزويج أخيه المسلم يقول فيه :

(( ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم لا ظلّ إلاّ ظله ، رجل زوّج أخاه المسلم ، أو أخدمه ، أو كتم لهُ سراً ))

فعسى أن تكون أحد هؤلاء الثلاثة يا أخي فارس ، ستكون أنت أملنا من بعد الله سبحانه وتعالى ..

وأظن أن أبا ملاذ وبحكم الصداقة التي تجمعكما معاً وبحكم قُدرتك الكبيرة على الإقناع فأنهُ سيتفهم الأمر ويوافق .

ـ إنها أمنيتي يا أم منتظر ، أن أرى ملاذ ومنتظر وقد جمعهما منزلٌ واحد .

ـ يسمع الله منك يا أخي ! لقد صبر منتظر كثيراً وعسى الله أن يجعل في تدخلك خيراً ونهايةً مباركة لهذا الصبر !

ـ وأنا أظن ذلك إن شاء الله ، لذلك أنا متفائل جداً وسأتوكل على الله في محاولة إقناعه .

ـ إن اقتنع أبو ملاذ فعلاً وحصلت الخطبة ثم الزواج فستكون يا أخي من الذين قال عنهم الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته ( عليهم السلام ) :

(( من عمل في تزويج حلال حتى يجمع الله بينهما زوّجهُ الله من حور العين وكان له بكل خطوة خطاها وكلمة تكلمّ بها عبادة سنة )) .

ابتسم فارس ثم قال :
ـ أدعو من الله أن يوفقني لأكون عند حسن ظنكم بي .

بعدما وعد فارس أم منتظر بالتدخّل السريع لايجاد حل لقضية ولدها دخل غرفة الجلوس وصار يُسلّم عليهم مبتدئاً بالصغار الذين كانوا مستاءين جدّاً لفراقهِ وقد ودّعوه بالدموع والقُبلات الحارة حتى وصل إلى منتظر الذي قال محاولاً إخفاء دموعه :

ـ أنا لن أودّعك الآن يا عم لأنني سأرافقك بعد غد إلى المطار كما اتفقنا !

ثم قال أبو منتظر :
ـ وأنا كذلك ! سنلتقي هناك يا فارس بعد أن تتصل بنا يوم غد لتُخبرنا بموعد إقلاع الطائرة ...

ـ ولكن هذا يعني إنكما يجب أن ترافقاني إلى العاصمة .. حيث المطار !

أجاب منتظر بسرعة :
ـ وماذا يعني ذلك ؟! السيارة موجودة .

ثم ضرب على صدره وقال : والسائق موجود !
ابتسم الجميع وقد اختلطت ابتسامتهم تلك بدموع الفراق ..

بعد ذلك رافقوا فارس إلى الباب وقد قام منتظر بإيصاله بسيارته إلى بيت حامد حيث سيقضي آخر يوم قبل سفره هناك .

#يتبع

👤رويدة الدعمي


••┈‏​‏​​‏❀•🌷•❀┈‏​‏​‏​‏​​‏•‏​‏​​•
✹⇉🍃📚⇉✹


#قصـة_وعـبرة


🌀 #الإيمان_والحب


الفصل التاسع عشر
القسم 3
.

دمعت عينا منتظر حين وجد إن فارس يقارنهُ مع أولئك الشباب المنحليّن ..قال والعبرة تخنقه :

ـ لكن صدّقني يا عم ، أنا لا أنظر لملاذ كما ينظر أولئك الشباب لفتياتهم الساذجات .

ـ لكن ما بك يا منتظر !! أنا لم أقصد أن ..

قاطعهُ منتظر :
-أعرف يا عم ، لكن أرجوك أن تتفهم حقيقة مشاعري تجاهها ..

فأنا ما أحببتها إلاّ لإيمانها وعفّتها .. سترها وحجابها جعلاني أتمنى قربها ، جعلاني أتمنى أن تكون ملاذ شريكة حياتي التي سأفتخر بها طيلة عمري .

فأنا لا أريدها لعبةً بيدي أبداً .. إنني أريدها ملاكاً تحفظني في حضوري وغيابي ، أُريدها أُماً صالحة تُربّي لي أولادي .

قال لهُ فارس وقد أمسك بيده :
-أنا أعرف أن حبّك لها ليس نزوة ولا شعوراً عابراً ..

اعرف إن حبها إمتداد لحب الله ولو كان نزوة لأحببتها في وضعها ذلك قبل الهداية فأكيد إنها كانت أكثر إثارة وهي في ذلك الوضع !

لكن الحقيقة التي قد تكون جاهلاً لها وهي ما تُسبب لك هذا الألم هي إن أي شاب في عمرك وطموحك ويتعرف على فتاة مثل ملاذ بعفتها وإيمانها سيتعلق قلبهُ بها ،

فالمرأة العفيفة تفرض نفسها عليك شئت أم أبيت !

فأنا عندما كنت شاباً وسافرت إلى الخارج وألتقيت هناك بمريم ـ زوجتي ـ عندما رأيتها لأول مرة في أحد مراكز الشباب بكامل حجابها وأدبها ـ كانت تمثل إنموذجاً رائعاً للفتاة المسلمة في البلاد الغربية ـ

تعلّق قلبي بها وطلبتها للزواج فوافقت ..
وهكذا يا منتظر فالمرأة المؤمنة الملتزمة تفرض نفسها وشخصيتها على الجميع ، ولا أحد يستطيع أن يلومك على مشاعرك إتجاهها أبداً .

ثم إن مشاعرك كانت (( إعجاباً )) ليس إلاّ وحتى لو قلنا إنها تحولت إلى (( حب )) فهو

(( حبٌ في الله ))

والدليل إنك لم تتعدى حدود الله أبداً بل بقيت ملتزماً بها وحتى عندما حاول الشيطان أن يُحوَّل ذلك الشعور إلى مرض العشق ـ والعياذ بالله ـ

فإنك وبفضل إيمانك وطاعتك لله وحبك الخالص لهُ سبحانه رفضت ذلك النداء الشيطاني فلا تتصور إنك وقعت بالعشق أبداً لأن مرض

العشق يا منتظر هو ما يجعلك تتعدى حدود الخالق من أجل المعشوق فترتكب
المحرمات والمعاصي من أجل أن تلتقي بذلك المعشوق أوتراه

وكل هذا لم يحصل لك - والحمد لله - لأنك كنت متسلح بسلاح الإيمان والمعرفة فلقد عرفت كيف تروّض مشاعرك وعواطفك وتجعلها طاهرةً سليمة بعيدة عن التخيلات الشيطانية الجامحة ، ولو أن شبابنا الضائع اليوم يملكون ولو نصف معرفتك لما تاهووا في الفساد هكذا فالجهل هو الذي ركب الناس وجعلهم يغطوّن في الفساد والحرام إلى هذه الدرجة !

ولذلك نحنُ نؤكّد دائماً على لزوم الإطلاع والتعلم والتعرّف على أمور الدين وقراءة القصص والحكايات ذات العبر والمواعظ حتى يحصل لدى الشباب وعي حقيقي للأمور وحتى لا يسقطوا أمام أول فتنة يواجهونها !

شعر منتظر بارتياح كبير لكلام فارس الذي شدَّ من عزيمته ..
وشرع يكمل سرد قصته وكيف إن والد ملاذ رفض الخطبة رغم إلحاح والده وذهابه إليه مرة ومرتين لكن بدون جدوى ،

قال منتظر محاولاً إنهاء كلامه :
ـ منذ ذلك الحين وأنا أحاول نسيانها وتجاهلها ، صرتُ أجلس في الليل أبثّ حزني وشكواي إلى الله من خلال (( صلاة الليل ))

فلقد سمعت من أحد الخطباء إنها أفضل علاج للشباب الذين هم في مثل حالتي .. وفعلاً فلقد صرتُ أؤديها دون انقطاع وكنتُ أشعر بأني صرتُ شيئاً فشيئاً أنسى تلك الفتاة فعلاً ، حتى نسيتُ ملامحها نهائياً ولم أتذكر سوى طلعتها ذات الهيبة والوقار .

لم يعد الشيطان يوسوس لي عن أمرها شيئاً ! وانشغلتُ بعد ذلك بالعمل في ذلك المصنع وبالعبادة والقراءة التي إزدادت عن ذي قبل بكثير حتى جئتَ أنت و ...
ـ وماذا ؟

ـ وأعدت أحزاني !
ـ لكن ألا ترى إنه اختبار لك يا منتظر ؟
ـ بل أنا متأكد من ذلك .. إنهُ اختبار واختبار صعب يا عمّاه !

ـ لكنك يجب أن تنجح فيه حتى تحصل على فتاتك في النهاية !

ـ أنا لا أريد في النهاية سوى (( رضا الله )) من خلال نجاحي في هذا الابتلاء ..

أدعُ لي يا عمي في صلاتك .
ـ سأدعو لك ولها .. لأني أراها هي كذلك متعلقة بك جداً ، هذا ما تأكدتُ منه عندما قابلتها في ذلك اليوم على البحيرة ، دموعها كانت تفصح عن مشاعرها !

إنها في اختبار أيضاً .. لكني أراها أقوى منك !

أطرق منتظر برأسه خجلاً ، فقال له فارس مبتسماً :
ـ لا تصدّق يا فتى ، إن قلبيكما ـ أنتما معاً ـ عامران بحب الله وهو سبحانه يريد أن يختبر حبكما لهُ فالمؤمن مبتلى يا بُني ...

ثم لا يأتي كل شيء بالهيّن أبداً والدُنيا هي محل ابتلاء يا منتظر ،

وأضرب لك نفسي مثلاً ثانياً فبالرغم من أن حصولي على الفتاة التي أحببت كان سهلاً جداً ... لكن ! ها أنت ترى إننا إلى الآن وبالرغم من مرور سنوات طِوال على زواجنا ما نزال بلا أطفال !

قل لي : لماذا ؟ فسأقول لك : لأننا يجب أن نتعرض للابتلاء حتى يتميّز الحب الصادق لله من ال
✹⇉🍃📚⇉✹


#قصـة_وعـبرة


🌀 #الإيمان_والحب


الفصل التاسع عشر
القسم 2
.


عرف منتظر ما يريد فارس التحدث به !
وبعد تناوله للفطور ، دخل غرفته فوجد إن فارساً ما يزال فيها .. كان يُقلّب صفحات الكتب الموجودة في مكتبة منتظر فلما انتبه إلى مجيء الأخيرقال لهُ :

ـ أغلق الباب خلفك !
إنصاع منتظر لأمر فارس فأغلق باب الغرفة ثم جلس على السرير ، التفت إليه فارس قائلاً :

ـ هل لي أن أعرف ما الذي حصل لك في اليوم الأخير من السفرة ؟

ـ هل هذا كل ما تريد معرفته يا عم !
ـ تكلّم يا فتى .. هيا !

ـ الحقيقة يا عمي .. إنني تلك الليلة سهرتُ في التفكير بما سببتهُ لملاذ من ألم وحزن أثناء حديثي معها عند البحر حيث رأيتني هناك .. ثم فكرت بأنها جاءت إلى هنا لتروّح عن نفسها ولتخرج من وحدتها القاتلة في ذلك المنزل الذي يخلو إلا منها ومن أبيها ..

فكرتُ كثيراً فيما كان يتصرفهُ والدها معها وكيف إنها مُحتاجة الآن ولو لشيء بسيط من السرور ، وكذلك فكرتُ في إنني طوال أيام السفرة كنتُ متوتراً وكئيباً .. حتى إن والديَّ وأخوتي لم يشعروا بلذّة السفرة بسببي ..

ولذلك ولأجلكم جميعاً قررت أن أجعل اليوم الأخير هو أحلى أيام السفرة ، وأتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك
!

ـ تريد الصراحة يا منتظر ، كان فعلاً أحلى أيام السفرة ، فلقد كان مزاجك رائقاً جداً ولقد شعرتُ بأن ملاذ لم تفرح إلاّ في ذلك اليوم !

ـ هل فعلاً هذا ما أحسستهُ يا عم ؟ أعني هل كانت تبدو سعيدة !

ـ ألم تقرأ هذا الشعور في عينيها يا فتى !

ـ ماذا ... عينيها ! وهل لي الجرأة أن أنظر إلى الجهة التي تجلس فيها هي حتى أتجرأ بعد ذلك وأنظر إلى عينيها !

ـ صحيح يا منتظر ... لماذا كل هذا التحَسس من تلك الفتاة ؟ أرى إنك في بعض الأحيان تحاول تجاهلها ولا أصدّق بأنك ترغب بالزواج منها كما قلت لي!

ـ أما بالنسبة لرغبتي في الزواج منها ... فهذه هي رغبتي منذ سنتين مضت ومازالت تلك الرغبة يا عم ولم تتغير أبداً ..

أما مسألة التحسس منها أو من الحديث معها أو حتى النظر إليها فهذهِ مسألة معقدة لا أظنك قادراً على فهمي إن فسرتها لك !

ـ ماذا .. ماذا ؟ غير قادر على فهمك ! ما بك يا فتى ؟ أنا فارس .. أتفهم ما معنى فارس ... فارس الذي لا تخفى عليه حركات الشباب أبداً .. هل فهمت!

ضحك منتظر من طريقة كلام فارس ثم قال :

ـ لم أقصد أن أنتقص منك يا عمي صدّقني .. لكن المسألة تحتاج إلى شرح طويل !

ـ قد أستطيع مساعدتك يا فتى .. هيا تكلم ، كُليّ آذانٌ صاغية !

بدأ منتظر يسرد لفارس قصته تلك وقد بدأها منذ اللحظة التي أخبرهُ أباه بمرض ملاذ وكان لم يتعرف عليها بعد .. ثم صار يتحدث لهُ عن مشاعرهِ عندما رآها أول مرة وكيف إنها لم تعجبهُ أبداً ..!!

حدّثه بعد ذلك عن الحوارات التي دارت بينه وبينها حول الدين والإيمان والحب الصادق العفيف وكيف يجب أن تكون علاقتنا بالله..
إلى أن وصل إلى ما بعد العملية حينما زارها مع عائلته في منزلها وكيف إن مشاعره مُنذ تلك اللحظة قد تغيرت تجاهها تغيراً جذرياً !
قال حينها :

ـ آه يا عم ... منذ أن دخلت علينا الغرفة في ذلك اليوم ونظرتُ إليها حتى شعرتُ أن قلبي صارت ضرباته تزداد فبدل أن يكون 72 ضربة في الدقيقة صار يدق 160 ضربة في الدقيقة الواحدة !

حاولتُ أن أكون طبيعياً ، كلّمتها وسألتها عن أحوالها .. وتحدّثنا طويلاً ، وعندما عدت إلى المنزل لم أستطع أن أنم تلك الليلة !

صرتُ أفكر كثيراً ، استمر حالي هذا شهر تقريباً .. نعم ثلاثون يوماً وأنا لم أرها .. شعرتُ بشوق كبير نحوها ، تساءلت هل يمكن أن أكون قد .. !

صمت منتظر وتأوه ، قال لهُ فارس :
-أكمل يا عزيزي ها .. وماذا حصل بعد ذلك ؟

ـ لقد تدخل الشيطان يا عم في ذلك اليوم رغم إنه طوال ذلك الشهر لم أشعر بوجودهُ قربي ، صحيح إنني كنت أفكر فيها .. لكن ليس كتفكيري بها ذلك اليوم !

وكما أظن إن الشيطان حينها قد سيطر عليَّ بالكامل ، فلقد تمنيت أن أصرخ لأُسمع العالم كله بأني ..

ـ بأنك ماذا ؟
ـ مشتاقٌ لرؤيتها !
ـ وهل توقف ( أبو مُرّة ) إلى هذا الحد ؟!

ـ لا ... لقد وسوس لي أن أتصل بها هاتفياً !

صاح فارس : وهل فعلت ؟
ـ لا .. لا يا عم ، فلقد أنقذني ضميري ـ بفضل الله ـ في اللحظات الأخيرة !

ـ أحسنت ... أكمل !
بكيتُ في ذلك اليوم كثيراً ، شعرتُ بالندم وبشدة الإحتقار لنفسي ، بل إلى الآن احتقرها كلما تذكرت ذلك الموقف !

ـ لكنك لم تتصل بها ..
ـ لكني اصغيتُ لأمر إبليس .. !

ـ هل تعلم يا منتظر لو إنك إتصلت بها حينها وصارحتها بمشاعرك اتجاهها لسقطتَ من نظرها إلى الأبد !

قال منتظر متألماً :
ـ بل لسقطتُ في نظر ربّي ونظر نفسي ونظر أهلي لو عرفوا بما كنتُ أنوي فعله .
قال فارس وقد ضرب على رأس منتظر مازحاً :

ـ ولسقطتَ من نظري أنا أيضاً !!

قال منتظر بحزن :
ـ آه يا عم .. أنا أتألم وأنت تمزح !

ـ إنسَ ذلك الألم يا منتظر .. فكل شاب في عمرك يمر بما مررت به أنت ..و
✹⇉🍃📚⇉✹


#قصـة_وعـبرة


🌀 #الإيمان_والحب


الفصل التاسع عشر
القسم 1
.

بعد تلك السفرة السياحية التي استمرت عشرة أيام كاملة كان أجملها وأحلاها اليوم الأخير ..

تهيّأ الجميع للعودة إلى مدينتهم ، وقد ساد طريق العودة جو من المرح والسعادة ، كان أخوة منتظر الصغار يرددون بعض الموشحات الدينية والأناشيد التي تتغنى بحب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) وكان منتظر ووالدته وكذلك ملاذ يرددون تلك الأناشيد مع الصغار واكتفى الثلاثة ( فارس وكريم وحامد ) بالتصفيق والمزاح ...
قال أبو ملاذ لمنتظر بعد انتهائهم من ترديد إحدى الموشحات :

ـ ألم تقل إنك لا تستطيع الكلام أثناء السياقة ؟
قال منتظر بصوت مازح : ..

- لقد صرتُ حائراً معك يا عم أصمت فتقول لي : لماذا
تبدو حزيناً ! فأُشارك أخوتي في الإنشاد تعترض عليّ وتستهجن فعلي .. قل لي بربك ما الذي يُرضيك حتى أفعله !

انطلقت الضحكات عالية .. وهكذا فلقد كان طريق العودة يختلف تماماً عن طريق الذهاب لما قد أصاب النفوس من ارتياح شديد بدا واضحاً على الجميع .

رجع كلٌ إلى منزله وعاد فارس إلى منزل أبي منتظر وكانت ملاذ قد اعترضت عليه بالقول :

ـ سيكون مكوثك لديهم أكثر من مكوثك لدينا .. فأين قسمتك العادلة ؟!

قال مبتسماً وهو يودعهما :
-تطلبونني يوماً يا ملاذ .. سأمكثه لديكم قبل سفري بأذن الله .

وفي اليوم التالي لم يتمكن منتظر من الذهاب إلى عمله لشدّة الإرهاق الذي أصابه من طول الطريق وتعب السياقة ، فما أن صلّى فريضة الفجر وأدّى تعقيباتها حتى عاد للنوم ثانية .

وبينما كان ما يزال مستلقياً على فراشه حتى شعر بشيء قد وقع على رأسه قام لينظر فوجد فارس واقفاً بجانب السرير وبيده وسادة ثانية يحاول ضربهُ بها ! قال رافعاً صوته :

ـ ألم يحن الوقت للاستيقاظ يا فتى ؟ ها ...!
ـ آه يا عم .. لو تشعر بالتعب الذي أشعر به !

ـ هيا استيقظ لتتناول فطورك ، فعندي كلام كثير معك .


#يتبع

👤رويدة الدعمي


••┈‏​‏​​‏❀•🌷•❀┈‏​‏​‏​‏​​‏•‏​‏​​•
✹⇉🍃📚⇉✹


#قصـة_وعـبرة


🌀 #الإيمان_والحب


الفصل الثامن عشر
القسم 5
.
كانت تحاول أن تواسيه في كلامها هذا ، وتحاول أن تخبره بأنها ستبقى في انتظاره إلى أن يأمر الله باجتماعهما .

تركتهُ وسارت مبتعدة عنه ، أما هو فلقد ردّد بعد أن سمع جملتها الأخيرة تلك :

ـ لماذا يا ملاذ ؟ لماذا تُرجعين الأمل لي .. ليتكِ تقطعينه نهائياً ..

جلس على ركبتيه ودموعه تتساقط أنهاراً ، خفض رأسه إلى الأرض وصار يردد كلمات من دعاء كان حفظهُ عن المعصوم (عليه السلام) :

إلهي استعملني بما تسألني غداً عنهُ واستفرغ أيامي فيما خلقتني لهُ ، ربي .. إذا كان عمري مرتعاً للشيطان فأقبضني إليك !

كان منتظر خائفاً من أن يقضي بقية أيامه في هذه الحرب والصراعات النفسية بينه وبين الشيطان .. وقد يبقى في أمل طيلة حياته مما قد يُنسيه الآخرة .. فلقد علّمه رسول الله وأهل بيته إن

(( طول الأمل يُنسي الآخرة )) .

وضع يديه على وجهه وهو يبكي وينتحب كالطفل الصغير ، أدارت ملاذ وجهها نحوه وهي تراقبه من بعيد رأت حالته تلك ، بكت هي الأخرى ثم رفعت بصرها
إلى السماء وهي تقول :

ـ إلهي .. ها نحنُ ننتظر أمرك ، فلا تُخيّب ظننا فيك يا رب .

سارت بإتجاه المنزل الذي يقطنوه .. وفي الطريق إلتقت بفارس الذي سألها :
ـ ألم تُشاهدي منتظر ؟

نظرت إليه فرأى أثر البكاء واضحاً على عينيها ! قال لها :
ـ ما بك يا ملاذ ؟ أتبكين !
أجابت بألم :

ـ لاشيء يا عم .. وإن كنت تسأل عن منتظر فأنهُ هناك وأشارت إليه ثم ابتعدت ...

إتجه فارس نحو منتظر وما أن رآه حتى استغرب حالتهُ وجلوسه على ركبتيه في وضع الذليل ! اقترب منه ، وضع يده على كتف منتظر ثم قال :
ـ لقد بحثت عنك طويلاً يا فتى !

قام منتظر من مكانه وهو يمسح دموعه ، صاح فارس :

ـ أتبكي أنت أيضاً ! ما بكما ؟
قال منتظر وقد استهجن حديثه :

ـ من رأيته يبكي غيري يا عم !
ـ لقد التقيتُ ملاذاً قبل قليل ...

سكت قليلاً ثم أكمل :
ـ هل إنكما تعانيان من مشكلةٍ ما ؟ تكلّم بربك يا منتظر ..

مشى منتظر وهو يمسك بيد فارس ويقول :

ـ انسَ الأمر يا عماه !

وقف فارس مكانه وقد امتنع عن المسير ..ثم قال وهو ينظر لعيني منتظر :
ـ أنت ترغب بالزواج منها .. صح !

ابتسم منتظر لأول مرة في هذه السفرة ! ثم قال :

ـ صح يا عم .. الآن أستطيع أن أؤكد إنك خبير فعلاً بأمور الشباب !

لكن استحلفك بالله أن تنسى الأمر على الأقل الآن ، وأعدك عندما نعود من هذه السفرة إلى مدينتنا سأخبرك حينها بكل شيء .

استيقظ منتظر في صباح اليوم التالي وهو يشعر بارتياح لم يعهدهُ مسبقاً !

وكأن تلك الدموع التي ذرفها أمام البحر مناجياً بها خالقهُ جلّ وعلا قد غسلت الحزن عن قلبه وأبعدت التوتر عن أعصابه ،

خرج إلى الحديقة فرأى إن الجميع قد استيقظ وهاهم يتناولون إفطارهم فوق حشائش تلك الحديقة الخضراء ..

قال وهو يهّم بالجلوس معهم :

-السلام عليكم جميعاً ..
ردّ الجميع السلام وهم يلحظون التغير الذي بدا واضحاً عليه هذا اليوم !
طلب من أمه أن تصب لهُ كوباً من الشاي ثم قال :

ـ عندي لكم مفاجأة !
تسائل الجميع :
-خير إنشاء الله !

ـ بما إن اليوم هو آخر أيام سفرتنا الجميلة هذه ، فلقد قررت أن أستأجر أحد القوارب الكبيرة من ميناء المدينة وأأخذكم في رحلة بحرية !

صاحوا وقد أعجبتهم الفكرة كثيراً :
ـ فكرة رائعة !
ـ وبعدها سنذهب إلى مركز المدينة فأنتم مدعوون للغداء في ذلك المطعم الكبير الذي رأيناه قبل أيام .. وبعدها سنذهب إلى قاعة الإلكترونيات إن أحببتم ذلك !

قال فارس مازحاً :
- ما هذه التغيرات يا منتظر ؟ هل أصابتك الحمّى اليوم أم ماذا ؟!

ضحك الجميع وصاروا يمازحون منتظر بفرحٍ وسرور .
.
#يتبع

👤رويدة الدعمي


••┈‏​‏​​‏❀•🌷•❀┈‏​‏​‏​‏​​‏•‏​‏​​•
✹⇉🍃📚⇉✹


#قصـة_وعـبرة


🌀 #الإيمان_والحب


الفصل الثامن عشر
القسم 4
.

لم يبقَ لوجودهم في المنطقة الشمالية سوى يومين وفارس إلى الآن لم يحصل على مراده بصورة قطعية !

فرغم الثمانية أيام التي قضوها هناك لكنهُ لم يرَ منتظر قد حاول التحدّث مع ملاذ لمفردهما أبداً !

أما ملاذ فكانت هي الأخرى تبدو طبيعية جداً .

وفي اليوم قبل الأخير من وجودهم قررت ملاذ أن تسأل منتظر عن سبب محاولة تجاهلها .. !

كان جالساً على رمال الشاطئ ينظر إلى الشمس وهي تشرف على المغيب ، انتبه إلى صوت ملاذ تناديه ،

قام من مكانه رآها تقترب نحوه ، عاد قلبه معربداً وقد ملأ صدرهُ ضجيجاً ! وصلت عنده ثم نظرت إليه قائلة :

ـ السلام عليكم ...
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

ـ لقد انتهزت فرصة وجودك لوحدك هنا لأسألك عن هذا التغير العجيب تجاهي !

حاول منتظر إخفاء ارتباكه ، أمرها بالعودة قائلاً :
ـ ملاذ .. ارجعي إلى المنزل حالاً ، فقد يراكِ والدكِ ويعمل لنا مشكلة !

تألمت ملاذ لمّا رأته يتهرب منها بهذا الشكل الغريب ، قالت بصوتٍ مخنوق :

ـ لو أعرف ماذا فعلتُ لك حتى تعاملني هكذا !؟ أنت تعرف جيداً إنني لم أرفضك بل والدي الذي رفض فكرة زواجنا .. صدّقني !

قال منتظر وقد بدا هادئاً بعض الشيء :
ـ أنا أعرف ذلك .. لكنّي لستُ غاضباً منكِ أبداً يا ملاذ ..

ـ إذاً لماذا لا تريد أن تتكلم معي ؟ لماذا تُدير وجهك عني هكذا ؟ لماذا لم تسألني عن أحوالي ووضعي مع والدي رغم مرور سنتين كاملتين على لقائنا الأخير ..

لماذا لا تتحدث معي كالسابق عن الإيمان والحب الإلهي والسعادة الحقيقية و...
قاطعها منتظر قائلاً :

ـ الوضع تغيّر يا ملاذ ، أرجوك افهميني !
ـ هل يعني ذلك إنك صرت تكرهني ولا تريد رؤيتي ؟

ـ أبداً .. أبداً ! لماذا تفكرين هكذا ؟
ـ تعاملكَ معي يوحي لي بهذه الحقيقة، وسأتحملها بالرغم من إنها مرّة .

صار منتظر يسمع صوت بكائها وهي تتكلم بهذه الكلمات لم يتحمل سماع ذلك الصوت المجروح ، شعر بمقدار الألم الذي يسببهُ لها ، قرر أخيراً أن يُخبرها بالحقيقة !

ـ اسمعي يا ملاذ ، إنني في تحدّي وجهاد عظيمين ... إنني أجاهد نفسي يا ملاذ وجهاد النفس أشدُّ وقعاً من جهاد الأعداء ، إنه الجهاد الأكبر كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأنتِ بالنسبة لي الآن لستِ كالسابق أبداً !

فلا تظني بأنني مستاءٌ منكِ عندما لا انظر اليك ِ ولكن لي أسبابي ..
أرجوكِ ِاعذريني !

كان يتكلم ووجههُ مازال جهة البحر ، شعرت ملاذ بعد أن فهمت قصدهُ بأنهُ في صراع حقيقي مع نفسه ( فالنفس جند من جنود الشيطان ) .
قالت لهُ بثقة :

ـ إذاً يجب ان ننتظر الفرج معاً يا منتظر ، وسيكون
قريباً إن شاء الله .

#يتبع

👤رويدة الدعمي


••┈‏​‏​​‏❀•🌷•❀┈‏​‏​‏​‏​​‏•‏​‏​​•
✹⇉🍃📚⇉✹


#قصـة_وعـبرة


🌀 #الإيمان_والحب


الفصل الثامن عشر
القسم 3
.

في ظهيرة اليوم السادس كان كل من فارس وملاذ والأخ الأصغر لمنتظر قد اجتمعوا حول طاولة مستديرة وضعت في حديقة المنزل ..

وفي هذه الأثناء خرج منتظر إلى الحديقة فلاحَظ الثلاثة وهم يجلسون حول تلك الطاولة ، حاول أن يتجاهلهم لكن فارس استغل هذه الفرصة فناداه :

ـ منتظر .. منتظر ! تعال واجلس معنا ..

اتجه منتظر نحوهم فهو لا يستطيع أن يتهرب هذه المرة ! صارت دقات قلبه تزداد عنفاً كلما اقترب منهم ، ألقى التحية وجلس صامتاً .

أكملت ملاذ الحديث الذي دار بينها وبين فارس :
ـ وماهي طبيعة عملك في بلاد الغرب ياعم ؟

ـ أنا مختص في حل مشاكل الشباب المسلم هناك .
قالت مبتسمة :
ـ لكن شبابنا هنا بحاجة إليك أيضاً ، فمشاكلنا هنا لم تُحل حتى تذهب لتحلّها في الغرب !

ضحك فارس ثم قال :
ـ كلامك صحيح .. لكن الشباب هنا يوجد من ينصحهم من علماء ومُصلحين ، أما هناك فقليلٌ هم الذين أخذوا على عاتقهم قضية الإصلاح والهداية ، فشبابنا المسلم هناك شُبه تائه ، وفي أحيان كثيرة تجرّهُ الأفكار الغربية إلى أمور لا يرتضيها الإسلام أبداً .

قال منتظر محاولاً الاشتراك في الحديث :

ـ إن العمل في الغرب في حدّ ذاته يُمثل رسالة عظيمة خاصة للمثقفين فالواجب عليهم أن ينقلوا رسالة الإسلام إلى هناك بصورة صحيحة من خلال تعاملاتهم مع الغربيين ومع المسلمين المغتربين بأن يحاولوا إبقاء حب الإسلام في قلوبهم وتعريفهم بواجباتهم هناك ، وكيف يمكنهم المحافظة على أطفالهم وأولادهم من خطورة غزو أفكار الغرب لهم .

قالت ملاذ :
ـ إن أفكار الغرب لا تُشكّل خطورة في الغرب فقط بل إنها صارت تغزونا في عقر ديارنا من خلال الفضائيات وكذلك الانترنيت ...

قال فارس :
ـ فعلاً يا ملاذ ، لكن الخطورة القصوى تبقى متركزة هناك في هوليود ومثيلاتها من المدن المتحررة !!

قالت ملاذ :
ـ أدعو الله لك يا عم من كل قلبي ، أن تنجح في إيصال رسالتك لأبنائنا العرب والمسلمين هناك لتُنقذهم من براثن الثقافة المنحلّة ..

كان منتظر يستمع لملاذ دون النظر إليها عندما تتحدث ، هذا مما جذب انتباه فارس وجعله يكون شُبه متأكد من ظنونهُ التي تخالج أفكاره !

في هذه الأثناء جاءت أخت منتظر لتُناديهم فوقت الغداء قد حان .


#يتبع

👤رويدة الدعمي


••┈‏​‏​​‏❀•🌷•❀┈‏​‏​‏​‏​​‏•‏​‏​​•
✹⇉🍃📚⇉✹


#قصـة_وعـبرة


🌀 #الإيمان_والحب


الفصل الثامن عشر
القسم 2
.

خرجت الأم من الغرفة وقد أقنعت ولدها بالذهاب وكان الجميع ينتظر النتيجة ، قالت وقد وجهت كلامها لفارس :

ـ سيذهب منتظر وستكون سفرة جميلة إن شاء الله .

طار فارس من الفرح واتجه نحو الهاتف وأدار رقم منزل حامد :

ـ ألو .. السلام عليكم ...
ـ وعليكم السلام ورحمة الله .. مَن فارس ؟
ـ نعم .. نعم يا صاحبي ،

اسمع أنت مدعو مع ابنتك للذهاب في سفرة إلى شمال البلاد .
ـ لكن مع من ؟
ـ أنا وكريم وعائلته وأنتما طبعاً .

ـ لكن يا فارس ... قاطعهُ فارس بالقول :
ـ لا تتعذر يا رجل ، لن تستطيع رفض دعوتي ولن تجعلني أرحل من الوطن وأنا زعلان منك !

ـ حسناً .. حسناً ، متى سننطلق ؟
ـ بعد غد إن شاء الله في الساعة الثامنة صباحاً .

في تلك الساعة من ذلك اليوم كان الجميع قد تهيأ للسفر ، قاد منتظر سيارته العائلية إلى منزل أبي ملاذ بعد أن إتصل بهم الأخير وأخبرهم بأنه وأبنته جاهزين .

وفي تمام الساعة الثامنة كانت سيارة منتظر تقف أمام منزل حامد ، خرج الإثنان بعد أن نزل فارس لاستدعائهما ، صعد الأب إلى السيارة وصعدت ملاذ خلفه ، ألقيا التحية وانطلق الجميع في سفرتهم تلك .

طوال ساعات الطريق كان منتظر صامتاً ولم ينبس بكلمة والحديث كان كلّه للأصدقاء الثلاثة ...

فلقد كانوا في غاية السعادة بعد أن جمع الله شملهم من جديد .

حاول أبو ملاذ أن يتناسى ما فعلهُ بكريم وولده قال موجهاً كلامهُ لمنتظر :

ـ مالك لا تتحدث يا منتظر ، شاركنا في الحديث يا رجل !
ـ اعذرني يا عم ، لا أستطيع التكلم وأنا أسوق السيارة ! فهذا يُربكني جداً ..

ـ لماذا .. هل أنت حديث العهد بالسياقة ؟
ـ نعم بالضبط .

ـ متى اشتريت هذه السيارة ؟
ـ قبل شهرين تقريباً .

بعد ساعات طويلة وشاقة وصل الجميع إلى المدينة المقصودة ، كان الوقت قريباً من الغروب ، وسر الجميع كثيراً برؤية الجبال وشلالات المياه وفي اثناء ذلك ذهب منتظر وفارس للبحث
عن منزل كبير يضمهم جميعاً وبعد بحث ليس بالطويل وجدا ضالتهما ، وصاروا يُنزلون الأغراض إلى داخل ذلك المنزل الجميل الذي يطل على بحيرة كبيرة ..

وبعد أن أخذوا قسطاً قليلاً من الراحة توضأ الجميع ليتجهوا نحو الصلاة فوقت المغرب قد حان ، قال فارس بصوتٍ عالٍ :

ـ ما رأيكم يا شباب أن أُصلّي بكم صلاة جماعة ؟
فرحوا بهذا الاقتراح ما عدا حامد الذي احمرّت عيناه غضباً من فارس ، قال في نفسه : هل يريد إجباري على الصلاة !

وفي حقيقة الأمر لم يرد فارس أن يسبب لصاحبه هذا الإحراج بل إنهُ قد نسى تماماً أن أبا ملاذ لم يصلِّ مرةً في حياته !

بعد دقائق من هذا الاقتراح أدرك فارس ما سبّب لصاحبه من إحراج عندما رآه قد أخرج سيكارة من جيبهِ وأشعلها ثم خرج في الحديقة ليتمشى !

وقف الجميع كباراً وصغاراً خلف فارس في جو إيماني رائع أنساهم تعب السفر وبُعد الطريق .

كانت ملاذ تتمنى أن يقف أبوها معهم بين يدي الخالق ليؤدي تلك الفريضة ، أخذت حسرة طويلة ثم اتخذت
مكانها بين والدة منتظر وأخته الصغرى ..

وما أن بدأ فارس بأداء الأذان بذلك الصوت الشجي حتى تذكرت ملاذ وقوفها لأول مرة للصلاة حيث كان منتظر يقرأ وهي تردد بعدهُ ... !

مضت خمسة أيام على وجودهم في تلك المنطقة السياحية وماتزال أمامهم خمسة أيام أخرى ...

كان الجميع يشعر بالفرح والسرور لما تتمتع بهِ تلك المدينة من طبيعة خلاّبة وساحرة ، وفي كل مكان يذهبون إليه في تلك المدينة كانت تتجسد إليهم قدرة الخالق على الإبداع والجمال .

كان فارس ومنتظر لا ينفكان عن التحدث حول القدرة الإلهية في الخلق وبين فترة وأخرى كان يُشير أحدهم إلى إحدى المناظر العجيبة لتلك الجبال الشاهقة والوديان العميقة والصخور المتراكبة بقوله :

ـ سبحان الله ..
إنظروا إلى إبداع خلق الله وعظيم قدرته !

#يتبع

👤رويدة الدعمي


••┈‏​‏​​‏❀•🌷•❀┈‏​‏​‏​‏​​‏•‏​‏​​•
More