✹⇉
🍃📚⇉✹
〰 #قصـة_وعـبرة 🌀 #الإيمان_والحبالحلقة الأخيرة
القسم 3
.
مضى على سفر فارس شهر تقريباً ، كانت ملاذ في هذه الفترة تُلاحظ تغيرات كثيرة على والدها ! لقد قرر أخيراً أن يُصليّ !
بل وإنهُ صار يُكثر من الصلاة في محاولة لقضاء ما فاته طوال خمسين سنة مضت ..
شعرت ملاذ بأن هذه التغيرات ماهي إلاّ بتأثير كلمات فارس به .. فلقد طلبت منهُ أن يكلمه بخصوص الصلاة ولكن كيف اقتنع والدها بعد كل هذا العناد ؟
كانت فرحة ملاذ لا توصف وهي ترى إن والدها صارت حالته تتغير يوماً بعد يوم نحو الأحسن .. صار يُحسن من معاملتها وكثيراً ما يحاول ممازحتها وفي بعض الأحيان يطلب منها أن تختار أي مكان ليأخذها إليه !
وفي إحدى تلك الليالي قال لها بعد إكمال وجبة العشاء :
ـ ما رأيك يا ملاذ لو نقوم غداً بزيارة بيت عمك أبي منتظر ؟
ـ ماذا ؟!
ـ ها .. لم تقولي رأيك ؟
ـ حسناً حسناً يا أبي .. الأمر في النهاية لك !
ـ حسناً إذاً .. سأتصل الآن بكريم وأخبره بالأمر لكن .. لا ، سنجعلها مفاجأة !
لم تعرف ملاذ ماذا تقول فالمفاجآت صارت كثيرة هذه الأيام !
وفعلاً في مساء اليوم التالي رافقت والدها إلى دار العم كريم ، وهناك كانت مفاجأة فعلاً لجميع أفراد العائلة .. !
كان أبو ملاذ يبدو شخصاً آخر ، مما حدى بمنتظر ووالده أن يتبادلا بين فترة وأخرى نظرات التعجّب والاستغراب !
ولكن أم منتظر كانت شُبه متأكدة من أن فارس قد فعلها وكلّم صاحبه بالموضوع ، مما جعله يبدو شخصاً آخر تماماً !!
قالت هامسة وهي تميل برأسها نحو ملاذ :
ـ ألا ترين بأن والدك قد تغير تماماً ؟!!
أجابت ملاذ وهي تحاول أن تخفض صوتها :
ـ ليست أخلاقه فقط يا خالتي ، لقد صار ملتزماً بكل شيء وأهمها الصلاة ! ..
أظن إن عمي فارس قد كلّمهُ محاولاً هدايته .
ـ لا تظنّي ذلك ، بل تأكدي من إن فارس قد كلمهُ فعلاً .
وفي تلك الأثناء قامت أم منتظر إلى المطبخ ولحقتها ملاذ ، أما منتظر وأخوته فقد كانوا يجلسون أمام التلفاز منشدّين لمعرفة نتيجة الفريق الوطني الذي خاض مباراة مهمة بكرة القدم مع أحد المنتخبات الأجنبية .
استغل حامد انشغال الجميع فتحدّث مع صاحبه قائلاً :
ـ يقولون يا أبا منتظر ( إخطب لابنتك ولا تخطب لابنك )
ولذلك فها أنا اليوم أتيتك لأخطب ولدك منتظر لأبنتي ملاذ !
فتح كريم عينيه أكثر في محاولة للتأكد من إن الذي أمامه هو صاحبه حامد فعلاً !
قال وهو غير مصدّق لما يسمع :
ـ أبو ملاذ .. أرجو إعادة ما تفضلّت به قبل قليل ! فأظنني لم أسمع جيداً !
قال حامد مبتسماً :
ـ أرجو أن لا تجعلها واحدةً بواحدة وتُرجعني خائباً كما فعلتها بك سابقاً !
ـ لكن يا صاحبي .. هل أنت متأكد مما تقول ؟
ـ أبو منتظر .. هل توافق على زواج ابنك من ابنتي أم لا ؟
قال أبو ملاذ هذه الجملة وقد بدا جادّاً في كلامه ، فبادره أبو منتظر بالقول :
ـ وكيف لا أوافق يا صاحبي !؟ وأنت تعرف إن هذه أُمنيتي منذ زمن .
ـ حسناً .. وهي الآن أُمنيتي أيضاً ، فمتى سيكون إعلان الأمر إن شاء الله ؟
ـ على راحتك يا صاحبي ، أتريد أن نُعلن عنهُ اليوم .. أنا مستعد !
ـ وأنا كذلك ، بعد العشاء سنعملها مفاجأة للجميع !
وبعد أن إنتهى الجميع من تناول العشاء قالت أم منتظر لابنتها الصغيرة :
- قومي وساعدي ملاذ في رفع الأواني من المائدة لأقوم أنا بصب الشاي ..
قال زوجها مقاطعاً إياها :
-لا يا أم منتظر .. اتركي الشاي اليوم وليكن عصيراً فالليلة ليلة فرح !
تعجبت المرأة من كلام زوجها الذي أكمل قائلاً :
-لا تستغربوا جميعكم ! ما بكم تنظرون إليّ هكذا ، سنُعلن الليلة خطوبة منتظر وملاذ !
ابتسم أبو ملاذ وهو يحاول أن يجعل الأمر طبيعياً جداً ثم قال مازحاً ـ ماذا يا أم منتظر .. ألا يوجد لديكم عصير ؟
ـ بلى ، يوجد ... لكن !
ـ لكن ماذا .. تأكدي من إن كلام زوجك مضبوط مئة بالمئة .
شعرت أم منتظر بأنها ستطير من الفرح بعدما تأكدت من صحة الخبر ، أسرعت بإتجاه المطبخ وهي تقول بلهفة : سيكون كل شيء جاهزاً حالاً !
أما منتظر وملاذ فلم يكونا مصدّقين لما يدور حولهما !!
بقى منتظر مُتسمّراً أمام جهاز التلفاز دون حراك !
قال له والده بصوت يملئه الفرح والسعادة :
ـ ألا تقوم لتشكر عمك يا منتظر ؟
قام منتظر وقبّل يد حامد ليعود ويجلس في مكانه !
أما ملاذ فلقد تصرفت وكأنها لم تسمع شيئاً ، استمرت في رفع الصحون الفارغة من المائدة وقد شعرت بأن يديها ترتجفان وقلبها يخفق بشدّة ، أما قدماها فلم تشعر بهما في تلك الساعة !
اتجهت نحو المطبخ فاستقبلتها أم منتظر وقد أخذت منها الصحون ووضعتها على الطاولة ثم حضنتها وهي تبكي وتقول :
- مبروك يا ملاذ .. وأخيراً يا حبيبتي سيتحقق الأمل .
قالت ملاذ والدهشة مازالت باديةً عليها :
ـ أخاف يا خالتي أن يكون هذا مجرد حلم فأستيقظ منهُ لأجد كل شيء ما يزال كما كان !
ـ لا .. لا يا ملاذ لقد أمر الله في أن يجمعكما معاً وتحت سقفٍ واحد ، ألم تس