السَّلام عليكَ يا صاحبي ..
لا عليكَ يا صاحبي .. لا عليكَ
هذه التي أتعبتكَ هي نهاية المطاف دُنيا!
هكذا سمَّاها خالقها كي لا نغترَّ بها
فاستجمِعْ قواكَ إنَّ لكَ طريقاً عليكَ أن تمشيه .. وعلى كاهلكَ أمانة عليكَ أن تؤديها .. وقد كان شعاركَ دوماً .. لا أبرحُ حتى أبلغ!
فلا تبرح!
أعيذكَ بكلماتِ الله التامات يا صاحبي من أن يكسركَ في هذا العالم شيء .. ومن أن يمسكَ سوء .. ومن أن تنطفىءَ قبل أوانك .. ومن أن تُؤتى من قِبلِ قلبكَ ... فمن هناك مصارعُ الرِّجال!
ضَعْ يدكَ اليُمنى على قلبكَ يا صاحبي .. ورتّلْ عليه "فاللهُ خيرٌ حافظاً" .. واطمئن ما كان لكَ سيأتيكَ إلى بابكَ .. وما لم يكن لكَ لن تناله بقوتك!
رغماً عن اليمِّ وعن أنف فرعون عاد موسى إلى أمه .. لأنه منذ البداية كان لها!
ورغماً عن كيد النسوة .. وقضبان السجن .. عاد يوسف إلى يعقوب لأنه منذ البداية كان له !
فاطمئنَّ يا صاحبي .. اطمئن
كل ما فاتكَ لم يكُنْ لكَ
وكل ما لكَ فلن يفوتكَ
سلِّمِ الأمر لصاحب الأمر .. وسله أن يردَّ غائبكَ .. ويرمم قلبكَ .. ويجبر خاطركَ ..
وقبل كل هذا سله الرضا عن أقداره ..
فإنكَ متى رضيتَ استوى عندكَ المنحُ والمنعُ
فاللهمَّ الرضا .. اللهم الرِّضا !
والسلام لقلبك.
#بوح