﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾
قال ابن القيم -رحمه الله- :
"فإنه شبه تمزيق عرض الأخ بتمزيق لحمه,
ولما كان المغتاب يمزق عرض أخيه في غيبته
كان بمنزلة من يقطع لحمه في حال غيبة روحه عنه بالموت,
ولما كان المغتاب عاجزًا عن دفعه عن نفسه
بكونه غائبًا عن مجلس ذمه
كان بمنزلة الميت الذي يقطع لحمه
ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه,
ولما كان مقتضىٰ الأخوة التراحم والتواصل والتناصر،
فعلق عليها المغتاب ضد مقتضاها
من الذم والعيب والطعن :
كان ذلك نظير تقطيع لحم أخيه،
والأخوة تقتضي حفظه وصيانته والذب عنه".