View in Telegram
فهم الإسلام .. لا يمكن فهم الإسلام إلا من خلال معرفة طباع وصفات من نزل عليهم القرآن .. الكثير يتكلم عن أهمية اللغة في فهم الدين ويغفل عن الحديث عن أثر الطبيعة النفسية والأخلاق التي بسببها اختص الله العرب والتي من خلالها يفهم الكلام .. عزّة العربي الأوّل بلغت حد الطغيان لدرجة تفضيل الظلم وعدّه من المناقب ! يقول عمرو بن كلثوم في معلقته: بُغَاةٌ ظَاِلَمينَ وَمَا ظُلِمْنَا وَلكِنَّا سَنَبْدَأُ ظَاِلِميِنَا بل يقول أحد حكمائهم: وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ يُهدمْ وَمَنْ لا يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ والوفاء وحفظ الجميل .. قال عروة بن مسعود لأبي بكر يوم الحديبية: ( أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك ) ويأنف عن الانقياد فيقول مفتخرا: وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ عَصَيْنَـا المَلكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا أمّا الموت فكان من أيسر الأشياء عليهم إن كان ثمنا لعزتهم وكرامتهم ! والكرم والصدق وحسن الجوار .. الخ والقصص في ذلك كثيرة شهيرة حتى في بقايا العرب في العقود الماضية .. الشاهد: نزل القرآن على نفوس هذه تركيبتها فهذّب الطاغي منها وأزال السيء وثبّت الحسن .. في الحديث: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" معرفة عقل ونفس وخلق من نزل عليه القرآن من شروط فهم الإسلام .. كلما كانت صفات الشخص أقرب لصفات من اختصهم الله بحمل رسالة الإسلام وإنزال القرآن كان فهمه -مع فهم اللسان العربي- أقرب للإسلام .. لا يمكن لمن فقد الشجاعة أن يفهم فضل ومعنى نصوص الصدع بالحق .. ولا يمكن لمن اعتاد الخوف أن يستدل بها .. بل -دائما- ينصرف ذهنه وينطلق لسانه في ذكر الذي يوافق طبعه ووصفه ويترك النصوص التي تخالفه .. ومن أكبر الخطر أن يدخل بوابة العلم والدعوة من لم يكن وصفه مكتملا وكان معدنه رديئا فيفتن ويفتن ولابد .. بدأ بطلب العلم ولم يكن يتصف بالشجاعة قبل ذلك ولم يأخذها من الدين واستمر حتى كثرت لديه المعلومات وأصبح في نظر الناس من العلماء لكنه لا يملك القوة ولا القدرة على الصدع والبيان .. يكون بين خيارين: إن كان صاحب إيمان وخوف من الله فالسكوت .. وإن غلبته نفسه وضعف إيمانه فسيقول الباطل تحت ستار الحكمة وغطاء النصوص ! لا تنتظر منه أن يقول الحق لأنه يفتقر إلى وصف لا يملكه ! كذا الوفاء وحفظ العهد والجميل: يُبتلى الداعية أو العالم ويسجن الصديق والصاحب أو يموت الرفيق والخليل .. فينساه وينسى أهله أقرب الناس إليه ومن كان له فضل عليه .. معتذرا بما لا يمكن للشريف ذكره .. لكنها الطباع الغالبة على العقل والدين إن لم يتطبع بأخلاق الإسلام .. قال أنفس البشر معدنا وأنقاهم قلبا وأشرفهم نفسا -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في أُسَارَى بَدْرٍ: لو كانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي في هَؤُلَاءِ النَّتْنَى؛ لَتَرَكْتُهُمْ له. حفظا لموقفه -وهو كافر- بعد رجوع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الطائف .. القصد: لا تنتظر ممن لم يكن من أهل هذه الأوصاف بالتربية أو البيئة ولم يأخذها من الدين بعد دخوله في طلب العلم أن يقدر هذه المعاني أو أن يحسن تطبيقها .. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «النَّاسُ مَعَادِن كَمَعَادِن الذَّهَب وَالفِضَّة، خِيَارُهُم فِي الجَاهِلِيَّة خِيَارُهُم فِي الإِسْلاَم إِذَا فَقُهُوا»
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily