بدَتْ لي فكرة جيّدة في البداية، أن أكون وحيده تماماً و ألّا أتخبّط لِفراق هذا و ذاك بشكل مُتكرر، ألّا يتصدّع رأسي باستمرار لأنّ أحدهم يودّ الغياب طويلاً و تَركه لي في منتصف كُلّ شيء ..
بدَتْ فكرةً مُشوّقة جدّاً بالنسبةِ لي، أن يُصبح قلبي في نهاية القائِمة و أن تُصبح المشاعر لا تعدو عن كَونها أمراً مُقلِقاً لا حاجة لهُ و مرفوضٌ دائماً من قِبَلي، أن تتخدّر أصابعي عند طَبطَبتِها على أحدهم لِتَسكينهِ و كأنّها تُرسِل إشارة تُوضّح لي فيها أنّهُ لا يجب عليّ أن أكون قريب من أي أحد إلى هذا الحدّ لأنّها تعلَم كَم أنّني شخص غير مُتّزِن أحياناً و كَم أنّهُ باستطاعتي الإفلات و النُّفور من أيّ شخص في أيّ وقتٍ كان ..
بدَتْ لي الفكرة كما لو أنّها سُترةُ نجاةٍ أعبرُ بها بِراحةٍ تامّة كُلّ ما يُثير حنقي و يُبعثِر مساحة الأمان الخاصّة بي، بدَتْ مُنصِفةً جدّاً لفتىً لا يعترِف بعواطفه بسهولة تجاه أي شيء و يفضّل أن يضع الحواجز مُطمَئنّ على ألّا يكسرها بِقلق ..
أن يرصد بِحذر كُلّ من يُغادره و يبتسِم، أن يرى قلبهُ بمثابة حديقة أزهارٍ مُلوّنة و أنّ كُلّ زهرة تنبُتُ هي تعويض كبير له عن رحيل شخص ما آخر ..
لقد بدَتْ لي فكرة جيّدة جدّاً في البداية و ما زالت كذلك و ستظلّ حتّى النهاية ..
لا تعتقِدوا أنّ شيئاً ما قد تغيّر الآن..
#كــهــلان..