عابر سبيل

لـمـا مـات الـبـخـاري رحـمـهُ اللّٰه

فـاحـت رائـحـةُ الـمـسـك مـن قـبـره.

قالَ رجلٌ لعُمرَ بنِ الخطَّابِ: ما رأيتُ مِثلَكَ!

قالَ عُمر : رأيتَ أبا بكرٍ؟! قالَ الرَّجُلُ: لا.

قالَ: لو قُلتَ نعم إنِّي رأيتُهُ لَأَوْجَعْتُكَ ضَرْبًا.

‏قـال ابـن الـجـوزي رحـمـه الله:

أحـــق الأشـــيــاء بـالـــضـبــط

والـقـهــر: الـلــسـان والــعـــيـن.

خير الكلام ما تجمّل باللطف ما هـوَّن مِن

جُرح أو عاوَن على ضعف أو طَمأن مِن خوف.

قـال ابـن الـقـيـم رحـمـه الله:

‏لـو عـلـم الـمـتـصـدق أن صـدقـتـه
تـقـع فـي يــد الله قـبـل يـد الـفـقـيــر
لڪـانـت لـذة الـمـعـطـي أڪـبـر مـن لـذة الآخـذ.

قـال سُـفـيـان الـثـوري رحـمـه الله:

ڪُـنـا إذا أردنـا أن يُــسـتـجـاب لــنـا

دعــونـا لإخـوانـنـا فـي ظـهـر الـغـيـب.

‏من شِـدَّة بُكَاء الـرَّبِيع بن خثيّم في اللَّيل وكثرَة

عِبَادَتِه وَطُولِ قِيَامِه سَألَتهُ أُمُه: هَل قَتَلتَ نَفسًا

يا بُنيّ ؟ قال: نعم! قَتَلتُ نَفسِي بِالذُّنُوب .

قـيـل لـلأحـنـف بـن قـيـس:

إنـك ڪبـيـر والـصـوم يُـضـعـفـك

قــال: إنـي أُعِــدُّه لــســفـرٍ طـويــل.

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تُطيعُوا الَّذينَ كَفَروا يَرُدّوكُم عَلى أَعقابِكُم فَتَنقَلِبوا خاسِرينَ﴾

[آل عمران: ١٤٩]

ويــحَ الـفـتـى عَـشِـقَ الـذنُـوب

أَراحَ ضَــمـيـرهُ بــغـــداً أتـــوب.

قـالَ الإمـامُ الـقـرطـبـيِّ -رحـمـه الله-:

مَـن أظـهـرَ لـلـنـاسِ خـشـوعـاً فـوق مـا

فـي قـلـبـهِ؛ فـإنَّـمـا أظـهـرَ نـفـاقـاً عـلـى نـفـاق.

الـذنـب بـمنـزلـة شـرب الـسـم

والـتـوبــة هـي تــريـاقـه ودواؤه

والـطـاعـة هـي الـصحـة والـعـافيـة.

‏لا يـڪـتـب الـمـرء فـي صـفـحـتـه

مـنـشــورا إلا ويـلـقـاه يــوم الـقـيـامـة

مـنـشـورا فـأحـسـن الـنـشـر لـيـوم الـحـشـر.

قــال ابــن الـقـيـم رحـمـه الله:

أجــمــع الــعــارفــون بـالله عـلـى أن

ذنـوب الـخـلـوات هـي أصـل الإنـتـڪـاسـات.

يقول أحد الفقراء :

كنت أبكي لأنني أمشي حافياً ولكنني

توقفت عن البكاء عندما رأيت رجلاً بلا قدمين.

‏- ماذا لو سقطت؟ تنهض.

- ولو سقطت مرة أخرى؟ تنهض مجددًا.

- وهل يمكنني ألا أسقط؟ ستبقى تسقط طالما أنت حي.

- الموتى وحدهم يسقطون ولا ينهضون.

ذنـوبُّ الـخـلـوات تَـطـعـنُ في خـاصـرةِ الـثـبـات

وڪُـلـمَـا طـيَّـب الـعـبـدُّ خَـلـوَتَـه طـيَّـب الله

فـي الـقـبـرِ وَحـشـتَــه.

قَالَ أبو الدَردّاء -رضَيَّ اللَّهُ عَنه-:

إعلّم أنَّ قَليّلًا يُغنِيك خَيرٌ مِن كَثيرٌ

يُلّهيك وأن البِر لا يُبلّىٰ وأن الإثّم لا يُنسَىٰ.

ومَن يتصَبَّر يُصَبِّرهُ الله.

وحـدهـم الـذيـن مـاتـوا يـعـرفـون ان

ڪـل مـا يـحـدث هـنـا سـخـيـف لـلـغـايـة.