الخطبة الثانية
الحمدلله ولي الصالحين
واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..
اما بعد
عياد الله
*#الأقصى_قصة_لا_ولن_تنتهي*
*الاقصى قصة مزجت في مشاهدها بين انتصارات وفتوح، ومأسآت وجروح، بين عزة وقوة وجهاد وإباء، وبين ذل وضعف وقتل ودماء وأشلاء،*
*الأقصى قصة سمعنا بها منذ الصغر ، فكنا نسمع ببطولة ذاك الطفل وشجاعة تلك العجوز ، وبسالة ذاك الشاب ، وكان سلاحهم الحجر ...!*
*وبالمقابل طيران عدو حاقد، ودبابات ومدرعات وقذئف نار تهدم البيوت وتزهق الارواح، وتحرق الارض والشجر ...*
*فتحترق قلوبنا ونردد اين حكام العرب...!*
أين ضميرهم..!
أين نخوتهم..!
أين غيرتهم..!
هل هم فعلا بشر ......!
*الأقصى قصة خدعونا بأن نهايتها سلام ، وهي في باطنها حرب وإن كان ظاهرها سلام، ينثروا فوق رؤسنا الورود فنطمئن لهم ، ثم يطعنونا سرا بالسهام ،*
*يرسلوا لنا الغربان فنحسن الظن بهم ونكرم غربانهم، ثم نرسل لهم طير الحمام، فيسيؤا الظن بنا فيذبحوها بحجة الانتقام،*
*تبا لأمة الغدر التي لا تفهم لغة السلام ، وانما تفهم لغة السلاح وصواعق القسام......!*
*الأقصى قصة رواها لنا أجدادنا ،وسنرويها نحن لأحفادنا، ونخط مآسيها بدموعنا ثم نسطر كلماتها بدمائنا ؛*
*لتبقى روايتها حية في قلوبنا، وتبقى أحداثها متجددة بين أجيالنا ، ويبقى تأريخها ينبض في قلوب أبطال أمتنا ،حتى يأت اليوم الذي نسترد فيها كرامتنا قبل حقنا ..! وتعود لنا عزتنا قبل أرضنا ....*
الأقصى قصة مستمرة تستنهض الهمم، وتشد من عزم أولي النخوة والشيم، وتصرخ فيهم حتى يعودوا كما كانوا في القمم ، رجال عظماء تهابهم وتخشاهم كل الامم...!
وهذا ما أثبتته فصائل المقاومة في غزة في عملية طوفان الأقصى وخلال الاربعة الأشهر التي مضت من ايام الحرب البرية على غزة، فقد اشترطوا لإنهاء الحرب شروطا قوية ومنها
*وقف العمليات العسكرية تمهيدا إلى "هدوء مستدام"، مقابل الإفراج عن أكثر من 100 أسير للعدو الصهيوني*
*انسحاب العدو الإسرائيلي من المناطق السكنية في غزة ..*
*إنهاء الحصار على القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى هناك*
*إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإعادة الإعمار*
*فهذه الشروط قوية لا يشترطها الا المنتصر بل وتثبت للعالم أن زمام المعركة لا زال بيد المقاومة ، وأنهم لا زالوا أقوياء وأصحاب القرار في غزة، وان جيش الاحتلال الاسرائيلي قد تورط في حربه هذه ويريد الخروج منها بأقل الخسائر، فعلى مدار اربعة اشهر لم يحققوا ولا حتى نسبة 20% من أهداف حربهم على غزة ، بينما خسائرهم كبيرة في الاقتصاد وفي الأرواح وفي السلاح، ولم يستولوا حتى الآن إلا على بعض المناطق الصغيرة في أطراف غزة بعد أن سحقوها بكل أنواع الأسلحة الطيران والصواريخ والقنابل الارتجاجية والفوسفورية وغيرها من الأسلحة المدمرة حتى المحرمة دوليا ثم دخلت الدبابات والمجنزرات وطحنوا ما بقي للبيوت وللارض من أثر وحجر وشجر وقلبوا تربتها رأسا على عقب ومع ذلك لا زال الموت يخرج لهم بين حين وآخر من تحت ترابها ...*
وهذا يشعرنا بالأمل بأن النصر للاسلام ولأهل الإسلام وأن الله ينصر عباده الصالحين وهو القائل ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )
هذا وصلوا وسلموا على من امركم الله بالصلاة عليه .......