ما زلتُ أراني مُتَعَلَمًّا..
مهما بلغتُ مِن معرفةٍ فأنا جاهل! كلُّ بابِ علمٍ طرقته يُفضي إلى أبواب لا عِلمَ لي بها، كلّ مهارة اكتسبتها لها مساحة للتّحسين المستمر، كلّ كتابٍ قرأته، وبرنامج تابعته، ودورة أخذتها، وفكرة أُلهمتها، هناك ما لم أصل إليه بعد! لكلِّ سلوكٍ وعادةٍ وأسلوب ما يقابله من الضّبط والتعديل والتّصحيح
تَذبُل حين تظن أنّك وَصَلت، طالما نحن هنا -دنيا- ليس هناك وصول! الجهل هو أن تقف عن البحث، أن تظن أنّك عالم، أن توقف زادَ القلب مِن التّزكية، والفكر من التّنقية، والعمل من التّرقية، وأن تترك التّدريب ظَنًّا أنّك وصلت، أنت لم تصل، أنت مُتَعَلِّم، تموت إن تركت المحاولة.
لذلك كانت التّفاصيل، وكان جهاد النّفس، وخلوة اللّيل، وسهرة الغرس، ودفاتر الكتابة، ومراجعة القديم، وتّرتيب الجديد، ووقفة إعادة النَّظَر، وإعداد الذّات لمهمةٍ أكبر.. واعلم أنّك مهما وصلت إلى مَراتب، ومُسَمّياتٍ، ومستويات
أنتَ مُتَعَلِّم، طَالِبٌ، تِلميذٌ، مُريدٌ، مجتهد.