من الوسائل التي تنفع في غلبة النفس الأمارة بالسوء وقهرها والانتصار عليها قراءة سورة النصر في الفرائض والنوافل
فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأ إذا جاء نصر الله في نافلةٍ أو فريضةٍ نصره الله على جميع أعدائه، وجاء يوم القيامة ومعه كتاب ينطق، قد أخرجه الله من جوف قبره، فيه أمان من النار، ومن زفير جهنم، يسمعه بأذنيه، فلا يمرّ على شيءٍ يوم القيامة إلا بشّره وأخبره بكل خيرٍ حتى يدخل الجنة ويُفتح له في الدنيا من أسباب الخير ولم يخطر على قلبه» الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 865.
و ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك. ميزان الحكمة ج ٣ ص ١٨٤٨
وعليه فإن قراءة سورة النصر يدخل في هذا الجانب كورد مجرب في الاستعانة على النفس الأمارة بالسوء
الإنسان إذا كان قلبه طيباً نسبياً، قابلٌ لأن تؤثِّر فيه كلمة واحدة، يقال أنَّ المرحوم السيد محمَّد سعيد الحبوبي {قدس سره} شاعرٌ طبعاً في شبابه، شاعرٌ وله ديوان شعرٍ ضخمٌ وإلى الآن هو موجود -محل الشاهد ليس هذا-، وكانوا سابقاً في ذلك الحين يعتكفون بمسجد الكوفة فهو -ماذا يشتغل؟- بدون عمل يقضي هناك ثلاثة أيّامٍ بلياليها، يشتغل بشعره، يصلح شعره، في يومٍ ما، دخل عليه أيضاً كأنه أحد المعتكفين، لكنه كان إنساناً أخلاقياً، من النعم أنَّ الإنسان يرزق إنساناً أخلاقياً فيسمع موعظته، أي يتعظ بموعظته، وإلا كلنا نسمع، لا تسمعون أي لا تفهمون، أو لا تتعظون، أو لا تطيعون، وإلا في السماع حتى الحيوانات أيضاً تسمع، المهمُّ أنه قال له كلمةً واحدة: «هل أصلحتَ نفسكَ كما أصلحتَ شِعرَك» انقلب سيد محمَّد سعيد الحبوبي من رجلٍ كذائيٍّ إلى رجلٍ كذائيٍّ، ومات وهو متقشِّفٌ متبرِّئ من الدنيا وما فيها ومن فيها (قدس الله روحه الزكيّة) إنقلب من عالم اللفظ إلى عالم المعنى.