سابقٌ ولاحِق!
خلال اطّلاع الواحد منا على تراجم أهل العِلم والفَضل ممّن سَبق، يتوقّف مُتأملًا، ويتساءل مُندهشًا؛ بل وتثور حمّاسته وعزيمته لمَا يرى من همم ثوّارة وعزائمَ ربانيّة!
ومن هذه التراجم المُلهمة: تَرجمة أبي الفرج بن الجَوزي (تـ٥٩٧)، ذلك الرّجل الذي كان عالمًا بحَقّ.. قيل إنه كان يحضرُ مَجالس الوَعظ وعُمره أربَع سَنوات، ثم لمّا قارَب السّابِعة لازَم مُحدِّث بغداد، ثم بَعدها في الثالثة عشرة من عُمره شَرع في التّصنيف.. ترجَمةٌ تدعو للتّأمل بحَق!
فأين نحنُ من الرّابِعة أو السّابِعة أو الثالِثة عشرة.. شتّان شتّان بين السابِق واللّاحق..! سائِل نَفسك، أين أنت من هؤلاء؟ وليَكن لك اطلاعٌ بين الفنية وأختها على تراجم بعض السَّبق من أهل العلم؛ شحذًا لهمتك وتثويرًا لعزيمتك.