مِن حِكمة الله وعدْله أنْ أبقى هذا الصِّراع والمُدافعة بين الحقِّ والباطِل ما بقيتْ الحياة..
فلا صلاح للعاَلم والبشرية إلا باستمرار هذه السُّنّة (سُنّة المدافعة) = وعليه؛ فإنّ من البدهي أنْ لا يُحسَم هذا الصراع لفئةٍ دون فِئة، ولا حتى للفئة المؤمنة وإنْ كنا نُحب ذلك..
وكيف يُحسَم والله تعالى يقول: "وتِلْكَ الأيامُ نُداوِلُها بين النَّاس"!
ولو قرأتَ تاريخ العالَم كُلّه من أوّلِه إلى آخِره، لم تجده إلا كذلك!
ومما يكشف لك طرفا من حكمة الله تعالى وعدْلِه في هذه المبادَلة: أنْ تعلَم أمرين مهمّين:
1️⃣ أنّ الباطل لا يَكُفّ عن مجابهة الحق، وأنّ أهله لا يرضون بشيء حتى يستأصلون شأفته من الوجود إن استطاعوا.
2️⃣ أنّ الحق الذي نُحب أنْ يستولي على كل شِبر في هذه الأرض؛ فإنّ أهْله لا يثبتون عليه على طول الطريق، بل يُصيبهم شيء من الرُكون والخوَر والتفريط في شيء من حقِّ الله..
فيكونوا هم الذين تخلّوا عن أماكِنهم، ووضعوا السلاح عن أكتافهم، وقد علِموا أنّ العدو مترصِّدٌ لهم.. فهل ظلمهم الله؟!
لقد نصَرَهم ومكّن لهم، بل كتبَ على نفْسِه أنْ يتولاهم ويُدافع عنهم وينصرهم، وأعلمَهَم بذلك وآذنهم بأنها سُنّة مطّرِدة، ولكنهم هم لم ينصروه كما أمرَهم!
ومردُّ ذلك: ما استقرَّ في خلَد طائفةٍ من المسلمين من حُسْن الظنّ بأنفسهم، واعتقاد أنهم قائمون بما يجب عليهم، فهم لذلك أهْلٌ للنصر ولا بد، وأنّ خصومهم بخلاف ذلك!
وما انتهى إلى عقول وضمائر آخرين من أنّ الله قد لا يؤيّد صاحب الدِّين الحق وينصُرُه، بل ينُصر الكافر عليه، وقد لا يجعل له العاقبة في الدُّنيا!
وكلّا؛ فهذين من أعظم الأسباب التي أقعدت بعض المسلمين عن مدافعة الباطل، والاستظهار بالله عليه.
وسببُ ذلك ومرجعه: ما فيهم من الجهْل بأمْر الله ونهيه، ووعده ووعيده، وسُنّته وقانونه في خلْقِه.
➖➖➖
وإليكم هذا الكتاب المهم = الذي أعتبره من أهم المراجع في معرفة السُّنن الإلهية، وحِكمتها، وكيفية عملَها👇🏻