#علامات_الفعل قال : والفِعْلَ يُعْرَفُ بِقَدْ ، وَالسينِ و" سَوْفَ " وَتَاءِ التأْنيثِ السَّاكِنة .
وأقول : يَتَميز الفعْلُ عن أَخَوَيْهِ الاسمِ وَالْحرفِ بأَرْبعِ علاماتٍ ، متى وَجَدْت فيه واحدةً منها ، أو رأيتَ أنه يقبلها عَرَفْتَ أَنَّه فعلٌ :
الأولى : قد والثانية " السين " والثالثة : " سوف " والرابعة تاءُ التأْنيث الساكنة .
أما "
#قد " : فتدخل على نوعين من الفعل ، وهما : الماضي ، والمضارع .
فإذا دخلت على الفعل الماضي دلَّتْ على أحد مَعْنَيَيْن ـ وهما التحقيق و التقريب ـ فمثالُ دلالتها على التحقيق قولُه تعالي: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } وقولُه جل شأْنه: { لَقَدٍ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ }
وقولنا : " قَدْ حَضََر مُحَمَّدٌ" وقولنا : " قد سافَرَ خَالِدٌ "
و مثالُ دلالتها على التقريب قولُ مُقيم الصلاة : " قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ " و قولك : " قَدْ غَرَبَت الشَّمْسِ"
إذا دخلتْ على الفعل المضارع دلَّتْ على أحدِ مَعْنَيَيْن أيضاً ـ وهما التقليل ، والتكثير ـ فأما دلالتها على التقليل، فنحو ذلك : " قَدْ يَصْدُقُ الكَذُوبُ " و قولك : " قَدْ يَجُودُ الْبَخِيلُ " و قولك : " قَدْ يَنْجَحُ الْبَلِيدُ " .
وأما دلالتها على التكثير ؛ فنحو قولك : " قَدْ يَنَالُ الْمُجْتَهِدُ بُغْيَتَه " وقولك : " قَدْ يَفْعَلُ التَّقِىُّ الْخيْرَ " وقول الشاعر :
قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَل
ُ
#وأماالسين_وسوف : فيدخلان على الفعل المضارع وَحْدَهُ ، وهما يدلان على التنفيس ، ومعناه الاستقبال ، إلاّ أنّ " السين " أقَلُّ استقبالاً من " سوف" . فأما السين فنحو قوله تعالي : { سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النِّاس}ِ ، {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُون}َ وأما " سوف " فنحو قوله تعالي : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَي } ، { سَوْفَ نُصْلِيهمْ نارًا} ، {سَوْفَ يَؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ} .
#وأماتاءُ_التأْنيث_الساكنة : فتدخل على الفعل الماضي دون غيره ؛ والغرض منها الدلالة على أنَّ الاسْمَ الذي أُسند هذا الفعلُ إليه مؤنَّثٌّ ؛ سواءٌ أَكان فاعلاً ، نحو " قَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤمِنِينَ " أم كان نائبَ فاعل ، نحو " فُرِشَتْ دَارْنَا بِالْبُسُطِ " .
والمراد أنها ساكنة في أصل وَضْعها ؛ فلا يضر تحريكها لعارض التخلص من التقاء الساكنين في نحو قوله تعالي : { وقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِن}َّ ، {إذْ قَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْن}َ ، {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين}َ .
ومما تقدم يتبين لك أن علامات الفعل التي ذكرها المؤلف على ثلاثة أقسام : قسم يختص بالدخول على الماضي ، وهو تاءُ التأنيث الساكنة ،
و قسم يختص بالدخول على المضارع ، وهو السين وسوف ،
وقسم يشترك بينهما، وهو قَدْ .
و قد تركَ علامة الفعل الأمر ، وهي دلالته علي الطلبِ مع قبول ياءَ المخاطبة أو نون التوكيد ، نحو " قُمْ " و "اقْعُدْ" و " اكْتُبْ " و " انْظُرْ" فإن هذه الكلمات الأرْبَعَ دَالةٌ على طلب حصول القيام والقعود والكتابة والنظر ، مع قبولها ياء المخاطبة في نحو : " قُومِي ، واقْعُدِي " أو مع قبولها نون التوكيد في نحو " اكُتُبَنَّ ، وانْظُرَنَّ إلى مَا يَنْفَعُكَ "
ُ