• لنفترض بأن الوحدة بدأت صفحةً جديدةً في حياتك، لا وجود لأي مخلوقٍ على هذه الأرض سواك، بعد أن كانت تلك الأحاديث الطويلة مع الأهل والأصدقاء، وتلك الابتسامات والضحكات تملأ حياتك بريقًا برغم الصعاب، تلك التي كانت تحتوي مشاعرك ورغباتك، كلها اختفت!!
• كل من أحببت وكل ما أحببت، كل من كرهته وكل ما كرهت، كل شيءٍ غدا ماضٍ مطموسةٌ ملامحه، هذه الحياة الرغيدة لم تعد صفةً تُوصف بها حياتك بعد الآن!!
• كل شيءٍ صار مبهمًا، ولا وجود لأي تفسيرٍ يثري أجوبةً تروي بها عطش رغباتك وتساؤلاتك، فهل مشاعرك ستبقى كما هي؟
• لم يُعد لمشاعرك أي اهتمام بعدم وجود من يسمعها، حزنك لمن؟ ولمن غضبك؟ من ستكره ومن ستصطفيه لينال محبتك؟ من ستُلقي عليه أثقالًا يُخفف في حملها عنك تعب الدنيا؟ من وأين الملجأ؟
• تخيل لحظةً في هذا العالم حيث لا صدى يجيب على همساتك، ولا وجوهٌ تتبادل معك الأحاديث. فأنت وحدك، في هذا الكون الفسيح والضيق في نفس الوقت، لا تجد من يشاركك أحلامك وطموحاتك، ولا من يتعاطف معك في لحظات ضعفك.
• كل مشاعر الحب والكراهية التي عشتها أصبحت ذكرى تذروها رياح الوحدة في الفراغ السرمدي، وكل العلاقات التي بنيتها ونسجت منها أحلامك صارت سرابًا. وحدك الآن تواجه سكون العالم ووحشته، وتخوض معركةً مع نفسك.
• ستُبنى في نفسك معانٍ أخرى للوجود، منظورٌ آخر للوحدة، ليست تلك الوحدة التي تختارها بوجود الناس من حولك، بل تلك الوحدة التي تكون مُجبرًا على تقبُلها والتعايُش معها.
• فوجود الوحدة يعني عدم تواجد الآخرين، وعدم وجودهم تتلاشى مفاهيمٌ كثيرة، وأولها المشاعر، فالمشاعِر وُجدت للتواصل الروحي بين الناس، فعندما تعجز الكلمات تفيض العينين أو يتبسم الثغر، تنبض الألباب أو تقشعِّر الأبدان، فإن لم تُقدر مشاعر الآخرين فقد تخليت عن مشاعرك وتخليت عن إنسانيتك.
#Fiddler
@ThinkersCV