فِي كل مرّة أراقِب فيها هذَا العالم عن كثَب يَزداد يقينِي أن الحيَاة الحقيقية التي نرجوها أو نحلُم بها أو نتمناها لن تكون على هذه الأرض أبداً ، حياةً حيث الكُل يحِب الكُل .. حيث العدل والسّعادة والرِضا وكل تلك القِيم المُهملَة في عالمنا اليَوم
من الإستحالَة بمكان أن نجدَ مجتمعاً يعيشُ فيه الجميع بسعادَة تامَة ورِضاً لا ينفَد .. إنها أمنيَة أفلاطُونية إذا ما تأملنَا حاضرنا الرّاهن أو حتى تارِيخنا البشرِي كله..
فكلّ حدَث ، كلّ كارِثة ، كلّ خبرٍ ، وكلّ شئ في هذا العالم يرسِّخ في داخلِي يوماً بعد يوم أنّه لا بُدّ من إنصاف .. من قوةٍ عُظمَى تفوقُ البشَر ونزواتهُم وتقلُّباتهم وأطماعهم وفناءهُم ، قوةً تعطِي كل ذي حقٍ حقه ، تتعامل بالكفاءة والجهُود والسَعِي والإستحقاقية لا بالوساطَة والقوة والسُلطَة والقَهر
لو لم أُولَد مُسلمة لتمنيتُ أن أكون مسلمة ، لو لم أعرِف الإسلام يوماً وقرأت عنه بالصُدفة لإقتنعتُ به!
لذا وعلى الأقل أشعرُ بالإمتنان وبالطمأنينة لأنَّ الله يسمَع ويرَى ما لا نسمعه ولا نراه ، ويراقِب ويُقدِّر ويسيِّر العالَم بحكمتِه ، يعلَم ما خُفِيَ من نوايَا وما إستترَ من أحقاد وضغائن وخُطَط وأطماع خلف وجُوه مُبتسِمة وبشُوشة وخِطابات مُنمّقة ومُبتذَلَة!
في مثل هكذا أوقَات يبقى إيماننا به وبقُدرته وحكمته ولطفِه وعونه ومعرفته اللامتناهية .. قارب نجاتنا الوَحِيد!
يكفينَا أن نؤمِن لكي لا نتُوه
#مريم_الشيخ●