لأني لا أحبّ وجهي، انا اجبن من أن أنظر إلى المرآة؛ بالكاد امتلكت واحدة طوال حياتي، و أستطيع - بصدق - عدّ المرات التي طالعت فيها وجهي بقصد، وتلك التي بغير قصد و أيضًا كتابة وَصف حيّ لكابوس متكرر أجدني فيه أواجه عدد لا حصر له من مرايا تعكس وجهي، اتحاشاها هناك و هنا. و اتحاشى تفرّس الآخرين لي، إن كانوا غرباء و إن كنت احبّهم و يحبونني ، و أبرر الذعر داخل الكابوس بالخوف، و الخوف خارجه بإحتمالية الرفض، و هذه بعدم الحب، و عدم الحب بعدمه. لكني لمرة كنت شجاعة كفاية لتقبّل ما يمكن للحب أن يبنيه من حطام ، وللألم ما قد يخلّفه من فراغ و خلو معنى في ذاته. و لأني أرى صورة لوجهك في الصباح بشكل عرضي مقصود، اتخّم، و أبرر سعادة اللحظة بالحب، و الحزن بالحب، و الكُره بالحب و الحب بالحب؛ ولأنه في شكله الأنقى توق انفعالي شديد من إبداع خيال الفرد نفسه - علميًا - ينتج عن حاجته للفرار من شعوره بالنقص و القصور أفهم نوع رغبة ميشيما التي حاكت ألمًا لاذعًا، و أفكر، ماذا كنت لأفعل أكثر من ذلك؟و لأني لا أملك شجاعته تلك، أهرب من وجهي في المرآة لصورة وجهك في الصباح، بسبب حاجتي للفرار من الشعور بالنقص و القصور و لتوقي الشديد، و أتساءل عن، من يجب أن أظهر له هذا الوجه ؟ و أيضا لأني اصلا لا احبّني لا املكني، بالمقابل أملك الأشياء التي أحب بسبب الألم و الاضطراب، أملك الصورة و التحديقة المطوّلة لليد التي تنُمّ عن وحدة، و شجاعة التقبّل، و ميل الإعتراف بالشكل الأنقى للتوق الإنفعالي الشديد. مع ذلك.. أرى نوعا من الحزن في أنني اجبن من أن أنظر إلى المرآة ،و أبغض شجاعة التقبّل و مخلفات الألم و أحبّ سؤالي..
من يجب أن أظهر له هذا الوجه ؟
من يجب أن أطلب منه أن يلمس هذا القلب؟
-عناب علمان