تخيّل أن تكون أثرًا خالدًا في حياة أحدهم، وأن يغيب وجودك كجسد، لكن تظل كلماتك التي كنت ترددها نبراسًا يضيء دروبه، كأنك حاضرٌ في غيابك.. أن يُمحى اسمك من صفحات الأيام، لكن يبقى صوتك مخلّدًا في القلوب، يتردد في كل حين، يحمل الحكمة والحب والصدق... كأنك زرعت شجرةً في أرض قاحلة، ثم رحلت، لكن الشجرة ظلت تظلل العابرين، تمنحهم السكينة والراحة، فتكون أنت الحاضر الغائب، الذي لا يراه أحد، لكن الجميع يشعر به، وكأن وجودك لم يكن يومًا قيدًا بزمنٍ أو مكانٍ، بل امتدادًا خالدًا في الأرواح التي لامستها، والقلوب التي أحييتها... هذا هو الأثر العظيم، أن تفنى أنت كشخص، لكن تبقى كلماتك، أفكارك، وحبك، شاهدة على أنك كنت هنا، وأنك ما زلت هنا، تسكن القلوب، وتحيا في الأرواح...