#الجزء_الرابع_الاخير
#صندوق_أمريكاني
سيبتهم واقفين وجريت على أوضتي، ساعتها الدنيا ضلمت وحسيت ان كل حاجه بتدور من حواليا وفقدت الوعي، دماغي كان هينفجر، نفس إحساس الألم القديم بس المرة دي على أفظع، معقول الورم يكون رجع تاني، أنا عارفة ان احتمالية تكوينة ورجوعه وارده، بس عمرها ما تبقى بالسرعة دي، حاولت أخبط على دماغي، بس ايدين ماما كانت سبقاني، وبسرعة أخدتني في حضنها وطبطبت عليا...
-احكيلي يا بنتي.. ايه اللي بيجرالك؟
ولما حكيتلها اللي حصل كله ردت وقالتلي...
-يعني انتي شوفتي أبوكي.. وهنا في الاوضة!
-أيوه يا ماما، بس لما لقيت طنط سعاد معاكي، خوفت تقول عليا مجنونه أو فيا حاجة، فغيرت الحوار.
- لله الامر من قبل ومن بعد.
-تقصدي ايه يا ماما؟
-في دكتور في مرة قالي ان العملية دي ممكن تأذيكي، عشان كده كنت خايفة من العملية، واللي كنت خايفة منه، بيحصل أهو.
-مش فاهمة؟
-هي دي محتاجة شرح، واضح كده ان العملية اثرت على دماغك، أو جزء بالتحديد على جزء من الدماغ، الجزء خاص بالذاكرة زي الدكتور ما قال.
-يعني كنتي عارفة ان احتمال أتأذي وسيبتيني أدخل وأعملها؟
-هو قالي ان اقصي حاجة ممكن تجرالك انك تشوفي هلاوس.
- هلاوس!، آه.. لا أنا عاقلة يا أمي، وعشان اثبتلك ده هروح لدكتور نفسي وأحكيله اللي بيحصل معايا وهو الحكم بيني وبينك.
مانطقتش ب ولا كلمة، عينيها كانت مليانة دموع، بعد كده شدت الباب وقفلته ووقفت وراه تعيط، كنت سامعها، مش عارفة بصراحة اللي أنا فيه ده ايه وفين الغلط بالظبط؟ بس قررت إني أتعافي عشان ماحدش يقول عليا إني مجنونة أو ممسوسة والكلام الاهبل ده، وعلى آخر النهار نزلت لدكتور نفسي في منطقة قريبة مننا وحكيتله جزء من اللي حصل معايا وحددلي معاد جلسه تانية نكمل فيها، لكن وانا ماشية حسيت ان الدكتور نفسه مش مصدقني، فرجعت البيت زي المدمنين، طلعت الجهاز من الكرتونة وشغلت التراكات اللي عليه وغمضت عنيا، كنت حاسه ان الاستريس وكل الطاقة السلبية بتختفي من جوايا، هديت أوي، هديت لدرجة البرود، ولما شيلته ودخلت المطبخ عشان أعمل أي حاجة أكلها، كنت سامعه أصوات بتهمس بكلام غريب في وداني، وفي خلفيتها سمعت صوت التراك اللي على الجهاز بس كان ضعيف، خلصت الأكل، بس للأسف، حسيت فجأة اني شبعانة، فسيبت الأكل ودخلت والأوضة وقعدت على السرير، الجهاز كان مركون على الكوميدينو جنبي، لكن.. لكن كان فيه ضل بيتحرك على الحيطة اللي قدامي، فضلت قاعدة على السرير وخايفة اتحرك لحد الصبح، او بالظبط لحد ما سمعت صوت باب الشقة وهو بيتقفل، ساعتها قومت جري من على السرير وخرجت من الاوضة، كنت مفكره ماما نزلت شغلها، فقولت الحقها عشان ماكنتش عايزة أفضل قاعدة لوحدي في البيت، يمكن أكون اتأثرت من العملية واتجننت فعلا زي ما هي بتقول.. وقفت في نص الصالة وكنت بَاصَّة لباب الشقة بيأس؛ انا أول مرة أعيط بحرقة اوي كده؛ بس مرة واحدة، لقيت إيد محطوطة على كتفي؛ ساعتها نطيت من مكاني وصرخت، وبعد ثواني، شدتني لحضنها وفضلت تطبطب عليا لحد ما هديت ...
-ده الزبال يا حبيبتي.. كان جاي ياخد الزبالة.
وبس.. طول اليوم كنت لازقة في ماما ومش بسيبها، حتى لو دَخلِت الحمام، كنت بقفلها على الباب، ماعرفش ليه ماكنتش مرتاحة، كنت حاسة إني مش طبيعية ومهزوزة من جوايا، كان في حاجة بتشدني أسمع الساوند اللي على الجهاز عشان ارتاح، بس أول ما بخلعه بحس بتوتر، المهم ان بعد الغدا ماما وقفت قدامي وهي بتلبس طرحتها....
-انا هنزل عند طنط سعاد، ربع ساعة وراجعة عشان عايزاها في موضوع ضروري.
-لا والنبي يا ماما.. خليكي معايا وكلميها في التليفون.
-في إيه يا نورهان، هو انتي صغيرة، انا هتفق معاها على جمعية وراجعة.
وبعد ما لِبست، نزلت وسابتني، فضلت قاعدة جنب باب الشقة وعينيا على باب الأوضة بتاعتي؛ ولما اطمنت شوية، خدت نفسي وقعدت على الكنبة بتاعت الأنترية وفضلت عيني متعلقة بين باب أوضتي وبين باب الشقة؛ باب الشقة اللي اتصدمت لما لقيته بيتفتح وشوفت بابا داخل منه وفي إيده حبل، بلعت ريقي بخوف وطلعت أجري من قدامه، كل اللي كنت بفكر فيه ساعتها إن ده كابوس وهينتهي، جريت على المطبخ، مسكت السكينة وفضلت مستنيّاه لحد ما دخل المطبخ ووقف قدامي، السكينة كانت ورا ضهري...
-أنت عاوز مني ايه.. أنت ميت، وأنا هثبتلك ده حالا.
كان واقف ثابت، مابيتهزش، رفعت السكينة في الهوا ونزلت بيها عليه كذا مرة، وبعد ما طعنته، ماحستش بنفسي إلا وإيدي غرقانة بالدم وعينيا قفلت ووقعت في الأرض، بعد شوية فوقت وبصيت حواليا باستغراب، ماما كانت واقعة على الأرض وغرقانة في دمها، ايدي وهدومي كانوا كلهم دم، بس أنا مأذتهاشش، أنا فاكرة كويس ان اللي كان واقف قدامي هو بابا اللي ميت، مابقتش فاهمة ايه اللي بيحصل معايا بالظبط، انا سيبت كل حاجة وقربت من أمي وخدتها في حضني وفضلت أعيط، ولما دخلت أوضتي عشان أغير هدومي، وقفت قدام المراية وواجهت نفسي...
@stories_adjective