بعد نص الفيلم تقريبا لقيت إني عطشانة؛ فقومت عشان أشرب، وأول ما دخلت المطبخ سمعت صوت نفس جاي من الممر الضلمة اللي بين أوضة ماما والصالون، لفيت ورايا بسرعة وساعتها لمحت حاجة بتجري، كانت عينيها بيضا وقامتها قصيرة، حسيت إن صدري طابق عليا ومش قادرة آخد نفسي، حاولت أصرخ بس صوتي ماكنش راضي يطلع، وفجأة، وقعت على الأرض وجسمي كله اتشنج وسمعت أصوات غريبة كتيرة حواليا، أصوات بدأت تختفي بمرور الوقت وجسمي كمان فك خالص، ماقدرتش أقوم من مكاني، فضلت قاعدة أعيط لحد ما سمعت صوت حاجة وقعت على الأرض جنبي، بصيت بخوف على الأرض لقيت في كوباية واقعة ومكسورة، ماكنش في حد غيري في المطبخ، كنت حاسه إن قلبي هايقف، وفي نفس اللحظة سمعت صوت خطوات بتقرب من الممر اللي بيدخل على المطبخ، قومت بسرعة ومسكت السكينة، جسمي كان كله بيتنفض وفجأة صوت الخطوات اتقطع ولقيت أمي واقفة قدامي وبتبصلي من فوق لتحت ...
- في إيه؟ ايه اللي بيحصل هنا؟ بتعملي إيه يا نورهان؟
-ولا حاجة يا ماما، ماتخافيش.. مافيش حاجة.
-مافيش حاجة ازاي؟ اومال إيه الإزاز اللى على الأرض ده والسكينة اللي في إيدك دي بتعمل ايه!
-مافيش حاجة ياماما، قولتلك مافيش حاجة.
زقيت ماما وطلعت أجري على أوضتي وقفلت على نفسي الباب، في اللحظة دي حسيت بنار ماسكة في جسمي، اترميت على السرير وفضلت أعيط، ولما هديت مع نفسي، قومت بصيت حواليا بخوف، خوف من إيه مش عارفة، بس كنت حاسة إن في حد مراقبني وسامعه نفسه معايا.. بعد كده طلعت قعدت في الصالة شوية ودماغي راحت للفيلم اللي كنت بسمعه، وفي لحظة لقيت نفسي تلقائيا بقوم وبدخل الأوضة وبشغل الفيلم وبلبس الجهاز على راسي، بس للأسف الجهاز رفض يقترن مع الموبايل فجأة، ماكنتش عارفة أعمل ايه، كنت متوترة وحاسة ان في حاجة غلط بتحل، وقتها افتكرت الساوند اللي جاية مع الجهاز، هي بتشتغل عادي من غير موبايل، ولما جربت أشغلها، اشتغلت، الدنيا ماكانتش سايعاني من الفرح، الجهاز ده بقى إدمان بالنسبالي، إدمان لدرجة اني فضلت سهرانة عليه وماحستش بنفسي غير وفي إيد مسكاني من كتفي وبتهزني، ساعتها شيلت الجهاز وبصيت حواليا، كانت ماما هي اللي واقفة وبتبصلي بحزن...
-هتفضلي كده لحد امتى يا ضنايا؟
-كده ازّاي يعني؟.. في ايه يا ماما؟
-من أول ما مسكتي المخروب ده وانتي حابسة نفسك في الأوضة، انا مش بشوفك غير صدفة يا حبيبتي؛ ولما خرجتي امبارح فضحتيني قدام صاحباتي.
-إيه؟.. انا مش فاهمة حاجة، يعني ايه فضحتك قدام صاحباتك؟
-يا سلام!.. عاملة نفسك مش فاكرة يعني!
-أنا فعلا مش فاكرة حاجة خالص من اللي بتقولي عليها، امتى فضحتك قدام صحابك؟.. وبعدين صاحباتك مين أصلا؟
-لما زقتيني ودخلتي جري على أوضتك ومادتنيش فرصة أقولك إن طنط سعاد وناهد معايا.
- يالهوي، أنا آسفة يا ماما، حقيقي آسفة، ماتزعليش مني، بس انا والله مش فاكرة وأكيد ماكنتش في وعي.
سابتني وخرجت من الأوضة من غير كلام، كنت حاسة إني متلخبطة وكل حاجة متكعبلة فوق دماغي، حاولت أصالحها وفين وفين على ما قبلت إنها تكلمني، بس مع قبولها، شرطت عليا إني أسيب الجهاز اللي أدهم جايبهولي وأقضي الوقت معاها، فماكنش قدامي حل غير إني أوافق، بس وقتها كنت حاسة إن روحي بتنسحب مني، ببقي قاعدة معاها في الصالة وسامعه أصوات غريبة حواليا بتناديلي، وكمان نور الأوضة كان بيشتغل وبينطفي لوحده، ومن هنا، اقدر اقول ان اليوم الواحد من غير الجهاز، عدى عليا كأنه سنة، وعشان كده بعد العشا قولتلها إني هدخل أنام، ودخلت الأوضة وقفلت عليا الباب وقربت من الدولاب وفتحته وطلعت الجهاز.. طلعته بشويش وخدته وقعدت تحت البطانية، شغلت الساوند اللي كان عليه الدور في الليسته وغمضت عينيا وسرحت معاه.
****
كنت واقفة في الممر اللي بين الأوض بتاعتي انا وماما وسامعه صوت دوشة جاية من أوضتي.. قربت لحد ما سمعت صوت عياط جاي من جوه، دخلت وانا مش فاهمة ايه اللي بيحصل، كان في واحد قاعد على السرير، أول ما دخلت، لف وبصلي وابتسم...
-ازيك يا حبيبتي، عامله ايه؟. فكراني ولا لأ!
-انت.. انت شبه حد انا أعرفه.. بس الحد ده ميت.
-ميت!
-اه.. بابا، حضرتك شبهه أوي.
-لا مش شبهه.
-شبهه والله، انا ممكن حتى أوريك الصور عشان تتأكد.
قربت من الكوميدينو، وقبل ما امد ايدي وافتح الدرج بتاعه، رفعت راسي واتسمرت مكاني، الهدوم اللي لابسها الراجل هي نفس الهدوم اللي بابا كان لابسها في صورة من الصور اللي في الالبومبتاع الصور اللي عندنا، رجعت كام خطوة لورا وحسيت ان الاوضه كلها جوها اتغير من حواليا؛ بقت بارده أوي، كان بيقرب مني ببطء لحد ما لقيت نفسي بخبط في الحيطة، في اللحظة دي اتوترت وبلعت ريقي...
@stories_adjective