#الجزء_الثاني
#صندوق_أمريكاني
-اهدوا يا جماعة، مش معقول كده، ده مكمّلش يوم يا ماما! مش ده اللي كان واحشك؟.. دلوقتي بتتعاركي معاه عادي كده!
-يا بنتي ده...
سكتت لما قطعت كلامها..
-ده ايه يا ماما؟.. كملي.
فضلت باصه لادهم وساكته..
-هببت ايه يا أدهم؟
- اقولك هبب ايه لانه مش هيقول، البيه خد الأشعة بتاعتك والتحاليل اللي كنتي عملاها قبل كده وراح بيها لدكتور أورام كبير، ومش كده وبس، لا، ده اتفق معاه على معاد العملية كمان .
-نعم! عملية مين؟ انت بتتصرف على مزاجك، هو ده موضوع يخصك أصلا؟ أنا قفلت الموضوع ده من زمان وقولت مش هدخل عمليات، أرجوكوا كفاية بقى.
-أنتي ليه مش فاهمة اني خايف عليكي؟ وبعدين العملية سهلة والموضوع بسيط، الورم هيتشال بالليزر وهتكملي حياتك عادي من غير مضاعفات، ولا أنتي بقى مبسوطة بتعب المسكنات.
- انا خدت قراري من زمان يا أدهم في الموضوع ده، ومش هعمل عمليات، طب انت عارف، انا أوقات بحسدك على شجاعتك، بس أنا مش انت ولا أنت عمرك هتكون انا، فبلاش تاخد قرارات بالنيابة عني.
-ماتخافيش يا نورهان، هتعمليها وهتبقي كويسة ان شاء الله، وبعدين ما أنا وماما جنبك، اهو هتعوزي ايه تاني بقى أو هتخافي من ايه!
-أنت ليه مصمم تضايقني؟
-هضايقك ليه يا بنتي؟.. أنا عايزك كويسة وبس.
-خلاص يا أدهم.. ماتضغطش عليا.
- عشان خاطري يا نورهان، يعني يرضيكي قلقنا ووجع قلبنا عليكي دايما ده؟!
-لا يا أدهم.. أكيد مايرضنيش، بس ده مش بايدي.
-لا بايدك.. بايدك توافقي وتدخلي العملية وتطمنينا كلنا عليكي.
-حاضر يا ادهم، هعملها عشان أريحكم، بس أنا مش مقتنعة بكل ده.
-ان شاء الله تعدي على خير وتبقي أحسن من الأول.
ومن هنا ماكنش قدامي غيري اني أوافق، ماهو مش معقول هيعمل كل ده عشاني وأخاف.. وبعد موافقتي، بصيت لماما اللي عينيها كانت مليانة دموع، ماقدرتش تفضل قاعدة قدامي؛ فقامت دخلت أوضتها وقفلت على نفسها الباب، أما أدهم، فكان قاعد وماسك دماغه ...
-شكلها خايفة أكتر مني، انت كنت مخبي عليها ومامهدتلهاش زيي ولا ايه؟
-أمهدلها إيه؟.. انتي كان مفروض تعملي العملية دي من زمان يا نورهان، يعني ماكنش ينفع أصلا تستحملي الصداع وتمشي بالمسكنات طول الفترة دي، اللي اتعمل ده الصح ومتأخر كمان، بصي، انا عايزك تجهزي نفسك وترتاحي من هنا لحد العملية، يعني تبعدي عن أي توتر أو قلق، فاهماني؟
-حاضر يا أدهم، فاهمة، هقوم بقى أشوفها بتعمل ايه.
خبطت على أوضة ماما، قلبي وجعني عليها لما لقيت عينيها منفوخة من كتر العياط، قربت منها وطبطبت عليها..
-ايه يا حاجة، هو أنا هموت ولا ايه؟.. مش زمان قولتيلي انها عملية صغيرة ومش هحس بيها والدنيا سهلة، رجعتي في كلامك ليه؟
-هعيش ليه ولمين يا بنتي لو لا قدر الله جرالك حاجة؟
-ربنا يمد في عمري ويخليني ليكي يا ماما وأفضل على قلبك وقرفاكي دايما، وبعدين ايه ده، أنتي مفروض تقويني يا ماما، مش تخافي وتعيطي، لما انتي تعملي كده، أعمل ايه أنا بقى؟
-ربنا يخليكوا ليا ومايوريني فيكي اي حاجة وحشة.
-يا رب يا ماما، ويخليكي لينا، وسعي بقى كده عشان هموت وأنام.
دخلت أريح شوية عشان أقوم أذاكر بالليل، وبعد ما نمت وصحيت، كانت الساعة عشرة ونص، دخلت الحمام وطلعت لقيت أدهم بينادي عليا، صوته كان جاي من الأوضة بتاعتي، روحت أشوفه عاوز إيه وكنت داخله عليه وانل بهزر...
-هتقولي عاوز شاي طبعا صح؟
-لا يا حبيبتي، مش عاوز حاجة، تعالي اقعدي جنبي عشان تاخدي الهدايا اللي جبتهالك.
-أنت بتستهبل يا أدهم، قولتهالك كام مرة قبل كده، انا مش عاوزة حاجة، ليه مصمم تكلف نفسك، مش كفاية العملية ومصاريفها.
-ممممم.. طب مش تشوفي جايبلك إيه الأول؟
-وريني يا عم!
-بصي يا ستي، دي شنطة فيها هدوم ليكي وبرفانات كمان.
-ربنا يخليك يا أدهم، بس ما كانلوش لزوم يعني.
-لا وكمان جايبلك (vr box ).. هيصي بقى.
-ويطلع ده بقى؟
-بصي يا ستي، ده جهاز الشركة بتاعتي اللي شغال فيها عاملاه ومديانا منه كذا جهاز للاستعمال الشخصي، بيتلبس زي النضارة وتثبتيه على دماغك، فيه تراكات موسيقى في الباك جراوند بتساعد اللي بيستعمل الجهاز على انه يوصل لأعلى درجة استرخاء ممكن يتخيلها، ده طبعا غير انك ممكن تشغلي عليه أفلام وتلعبي جيمز وكده يعني.
-الله.. كل الإمكانيات دي في الجهاز ده!
-لا وايه، فيه عدسات جوه بتخليكي تشوفي كل حاجة 3d.. كأنك عايشة جوه الفيلم، ومش بس كده، ده في ألعاب كمان لما بتلعبيها على الجهاز بتاعه.. بتخليكي تحسي إنك بتتحركي جوه اللعبة.
-ربنا يخليك يا أدهم، بس يا حبيبي انت جايبلي هدية الشركة مديهالك للاستعمال الشخصي!.. يعني بتاعتك.
- بصي.. جربيه، مش هتندمي.
@stories_adjective