مشكلة الناس الأزلية هي عدم الموازنة والقدرة على الفصل، وتناولهم للقضايا يكون بإما أبيض وإما أسود..
والدنيا فيها رمادي عادي وبها أمور يغلب عليها السواد أو يغلب عليها البياض مع كونه من المثالية والنظرة الطوباوية أن الأمور تصفو أو لا يشوبها شائبة..
فيكون الحكم على الرمادي المائل للبياض بالأسود أو الأبيض، أو المائل للسواد بالبياض أو السواد.. كلاهما أغلاط وغباء وقلة عقل.. بل المسلك فيهم التقريب والموازنة.
معتقدات المرء والبيئة التي يربى فيها لا تنفك عنه في رؤيته للأحداث والحكم عليها..
الكلام من قبيل "البنت مدعاة لجلب الفضيحة" ثقافة غبية متوارثة وهي أقرب ما يكون للجاهلية منها إلى الإسلام أو حتى هي أقرب للخبل من سلامة المنطق والعقل..
أولهم: أن أغلب أوجه الإنكار هنا تكون لا لفداحة الفعل وإخلاله بالشريعة بل تكون ويوقف عندها لمجرد الفضيحة المجتمعية وأنظار الناس، فلو أتى رجل بمثل ما أتت فالموضوع أهون ووطأته أخف..
وتابعات سقوط محك الشريعة كمعيار أول لوزن الأمور تابعات لا تحمد فيها العاقبة.
الثاني: أن الإنسان في عمومه غير منفي عنه إتيانه بمعصية يتراوح هذا ما بين الصغائر للكبائر.. فلا هي مرتبطة بنوع جندري أو نزوع جنس معين لفعل معين كما تروج له تلك الثقافة والخبالة المتوارثة عن جهل وجور..
فما بعد المعصية إن يحاسب عليها الشريعة والقانون، فهو مستحق للعقوبة وأما الأحكام فإن ثبت على شخصٍ سوء السجية ورداءة الخلق فهو مثبت عليه موصوف به لا يبرأ منه، وما دونه خطأ مستحقٌ للعقوبة قد يعذر صاحبه أو يتوب فيغفر الله له بدون تولي الناس مسؤولية القاضي والجلاد لكل من أخطأ بمنطق مستبعد لوقوعه.. بل يقدم بين المسلمين الشفقة والرحمة والإعذار، وأما حدود الله فتطبق وهذه غير تلك.
مناقشة قضايا مجتمعية بهذه الحساسية تحتاج إنسانًا بمنطق سليم وحنكة، ملم بجوانب الأمر بجوانبه الشرعية والمجتمعية.. فيحسن طرحه ويحسن التوجيه ويحسن فيه الكلام بدين وعلم ورؤية متزنة يميز فيها بين آرائه الشخصية ونتاج بيئته الفكرية وبين ما هو مفترض أن يقال وكيف ومتى وأين يقال..
جل خلافاتي مع المجتمع هو الصيغة والأسلوب وطرق الطرح وليس إنكار مناقشة قضايا معينة أو لأ، مكان زي السوشيال ميديا أصبحت القضايا فيه رأي عام فإما أن تطرح الطرح المتزن أو لمجرد أنه "الله محتوى" وإشباع لغريزة الكلام والتنظير وبفرغ عن نفسي بكلمتين فهيشيلوك ليلة مش ليلتك.. وما أكثر الآراء من السفهاء وغيرهم.
وإن كان هذا نقد على أسلوب الطبيبة، لأني لا أقبل مناقشة قضايا حساسة بهذا الأسلوب الركيك وبدون علم وبثقافة مجتمع نتنة، إلا أني لا أجدها أيضًا بما اتصفت به ممن يحبون أن تشيع الفاحشة وغيرها من الأحكام والتهم الجائرة ضدها.. حدث عفوي بحت يصدر من أي بشر أرى به الخطأ والصواب لكنه ليس بما أجرمت به.
مجتمع ينقصه الاتزان والإنصاف والإعذار، وهذا بعض مما وقعت فيه هي بعدم الإعذار والإنصاف.
«المتدين إنما يتديّن على طبيعته وخُلقه، يتديَّنُ على مزاجه النفسيّ وإرثه من التجارب السيئة.. ثم هو لا ينفكّ عن تأثير النشأة ووطأة الإلف والعادة، وغلبة روح العصر..
فإذا رأيت متديّنًا يأتي شيئًا ليس من الدين الحق فحذار أن تحمل الدين جريرة هذه النفوس، لأن المتدين إنما يتدين على طبيعته وخُلقه ومزاجه النفسيّ..»
نستهل التوضيح بمقدمة عن فروق الجماعات المنبثقة من جماعة الإخوان المسلمين..
هتنقسم لفروق كمية وكيفية:
أما الأول فهو موجود بين جماعة الإخوان في مصر والأردن،
والفروق الكيفية بين اللتان سبق ذكرهم وبين وليدة الإخوان المسلمين التي تمحورت في المنهج لأفضل نسخة منه في غزة وهي كتائب عز الدين القسام أو حماس..
سبق تعقيبي عن بيان سابق للجماعة في الأردن أنها تتخذ سياسة تأجيل الصدام وتفادي العواقب وياليتها ستتفاداها، وهو تكرار للخطأ ذاته وبيان عدم تبصر وتعلم من الأحداث المحيطة.. وهو نفس الخطأ على حد علمي وفهمي أنا الذي اتبعَته جماعة الإخوان في مصر ما بعد الثورة وما قبل الانقلاب، سياسة التأجيل المستمر للصدام إلى أن أُفنوا عن بكرة أبيهم من المشهد السياسي..
وذاك نقد في السياسة العامة للجماعة لا في سلوك فئة عن فئة ناهيك عن الصراعات الداخلية في تلك الفترة.. والعبط السياسي الممارس من الجماعة في الخارج..
هل أنا مختلفة مع كلام البشمهندس؟ لأ على الإطلاق وشبه مش متفاجأة منه أصلًا..
لكن أنا عبرت عن النقطة ووصفتها نفسها أنها تصعيد قوي واتهام مباشر يحدث خلل في السردية المتبعة من الجماعة.. ويؤثر في السردية التاريخية كلها، لكن ينقصه تفصيل وإسهاب لشرح وجهة النظر وعرضها كاملة وسبب التعميم العام على الجماعة كلها لا على الفئة المحدثة للخلاف والتي جارت السلطة في 2015..
م. إلهامي عبر تعمقه في التاريخ فهو له وزنه والكلام له ثقل وإن اختُلف معه بالمناسبة، فموقفي من الجماعة نفسها وإن كنت أؤيد أحيانًا وأعارض أحيانًا أخرى ليس موقف متعصب في التأييد أو التجريح.. ألزم الحق حيث كان معهم أو ضدهم وليس لي خصومة شخصية أو انحياز نفسي ضد فئة بعينها.. فالتعليق على ذاك الجزء كان التعبير عن سير أفكار بما أنه تعدد التعليق عليه.
وليس معنى تبيين الأخطاء أني عدو، ولا الموالاة في مواقف أني صديق.
تصعيد فظيع من البشمهندس إلهامي في كتابه أو بالأصح الكتيب المنشور منذ أيام.. وتصعيد يخلد في صفحات التاريخ وليس في صالح الجماعة للأسف ده بجانب المآخذ التي تؤخذ عليهم أصلًا إلا أنه أشدها.. ويعتبر به عند خروجه من هم مثل إلهامي.. ويظن فيه تخليص قوله من الهوى ومن التحزبات الجزئية.
حديث غرس الفسيلة محوري وهو من ضمن التصورات الفاسدة، كما أوضح البشمهندس فرج الله عنه في فساد التصور التاريخي..
وفساد تصور الوحي في الحكم على الأمور وأن الإنسان مكلف بما استطاع وهو متعبدٌ لله بوسعه وبما قدر عليه، والله غني عنه إنما هو يسقط عنه السؤال ولو شاء الله لنصر عباده دون رفع سيف أو نزف دم، ولكنها سنة التدافع واتخاذ الشهداء، وبلاء الأخبار، واختبار الإيمان..
وليست الأمور بما يقاس بالمسائل الرياضية ولا سيادة تلك النظرة المادية، فوقك والقائم على أمرك خالق مدبر أنت به معان غير منصورٍ بعدة أو عتاد.. وفي هذا السياق يكثر ذكري للأبيات:
«وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شِلوٍ ممزع»
العبرة ليست في كمال الوسيلة قدر أنها في تمام التسليم لقدرة الله والمشيئة، وتحريك اليد والاستعانة التامة والتسليم الكامل والسير ولو بأرجل تعرج والوصول ليس بما يفكر فيه قدر أن تفكر في البدء بالسير وما بعده فعل الله لا فعلك.
ثلاثة أرباع التساؤلات الغبية من أول فترة الطوفان للآن أو كلها.. حلها إصلاح التصورات والعقيدة وطرق التفكير المادية ووجهات النظر الطوباوية الفاسدة التي لا تمت للواقع أو ما أرساه الوحي، وإعادة وضع مركزية الله في النفوس التي علا عليها التفكير المادي والنظر للأسباب المادية المحضة دون اعتبار للقوة الإلاهية وأنه "ليس لك من الأمر شيء".
«علم النفس ما بين المنهج الإسقاطي والاتجاه الدوائي "الإكلينيكي"»
علم النفس سابقًا كان تحت مظلة الفلسفة، والفلاسفة كانوا هم علماء نفس بطبيعة الحال إلى أن فُصل على يد فونت الألماني بإنشاء أول معمل تجريبي..
وانتقل حينئذ من المرحلة الاستنباطية والاسقاطية للمرحلة التجريبية والمعامل..
يتوسطهم المدرسة التحليلية التي على رأسها فرويد بمنهجه الشهير أن كل دوافع الإنسان تعزى للغريزة..
ثم تبعت الانفتاحة المعملية عدة مدارس أشهرهم المدرسة السلوكية، والتجارب على الحيوانات وأشهرها تجربة بافلوف على الكلاب.. والربط بين المثيرات وردود الأفعال.
(مقدمة بسيطة مختصرة ينقصها ربما توضيح لكن توضيحاتها في كل الكتب المختصة بعلم النفس تقريبًا)
علم النفس الإكلينيكي:
فرع من فروع علم النفس مرتبط بالمجال الطبي يدرس أثر الوراثة والبيولوجيا والاختلالات الجسمية على سلوكيات الإنسان وردود أفعاله..
كل التفسيرات هنا بتخضع لاضطرابات جسمية بحتة أحيانًا بيشترك معها عامل نفسي لكنه ليس بالمؤثر الأساسي، وبالتالي علاجها دوائي في المقام الأول..
الهوس/الضلالات، الوسواس القهري كاضطرابات عقلية.. المراحل المتقدمة من اضطراب الـ ADHD كاضطراب سلوكي، اللي بيكشف عنه بالتعاون مع طب الأعصاب أنه بيكون بسبب خلل في الوصلات الكهربية في الدماغ.. فالخلل ده يعالج بأدوية وضبط التصرفات ببرامج سلوكية لها خلفية عن أسباب المرض والمرحلة اللي بيكون فيها الطفل مع الأدوية بتواصل دائم مع الطبيب.
علم النفس في المقام الأول يهتم بتفسير سلوكيات الإنسان وسبب أفعاله وارتباط المثير بالفعل.. ثم بيتفرع لعمليات أشد خصوصية بالتفكير والإبداع والذاكرة والإدراك..
فيدخل في عمليات التعلم وعلاقة ذكاء الإنسان العام بعملية التعلم فيدرس صعوبات التعلم وأسبابها وطرق التغلب عليها، والتربية من توضيح للفروق الفردية واستراتيجيات وأفضل الطرق للتعامل مع نفسية الطفل وتنشئته..
ثم يرتقي للجوانب المهنية وأثر بيئات العمل على انتاجية الإنسان، نمو الإنسان الجسدي والنفسي وأثر التكامل بينهم في وجود شخصية سوية أو غير سوية..
شخصية الإنسان والعوامل المكونة للشخصية وسبب التمايز بين الشخصيات.
لينتج عدة فروع:
علم النفس الاجتماعي، الصناعي، السياسي، العسكري، الإداري، الإكلينيكي، علم نفس الشخصية، سيكولوجية الطفل والنمو، سيكولوجية المراهق والمسنين، علم نفس ذوي الاحتياجات الخاصة، علم نفس الإدمان بتفرعاته للإدمان السلوكي أو الكيميكالي..
التوجه العام لعلم النفس حاليًا نحو المجال الإكلينيكي/ السريري.. لا ينفي دخول علم النفس في كافة التخصصات والمجالات الأخرى التي بطبيعة الحال شبه مهملة.
من أول الذكاء وقدرات الإنسان لأخص خصائصه في بيئات العمل وتفسير الظواهر الجماعية والفردية والبحث خلف سلوكياته في البيت والعمل منفردًا أو في جماعة، في الدراسة والتنشئة، ميله للغضب أو الهدوء، الميل للاكتئاب أو للتفاؤل، وضع الإنسان في الطفولة والشباب والشيخوخة.
أسباب الإصابة بالأمراض العقلية والنفسية، فيجيب عن سؤال هل يصاب الإنسان بالأمراض النفسية والعقلية لأنها وراثية أم هي أثر الضغوط البيئة..
إن كان السيكاتري "الطب النفسي" يقدم العلاجات الكيميائية فعلم النفس يبحث خلف الظاهرة وليكن كمثال "طيف التوحد Autism spectrum" وأسبابها وتفادي حدوثها، وكيفية التعامل مع المصابين بيها، والأعراض الظاهرة، وأسباب حدوث نوبات الغضب والتعامل معها، الطرق المناسبة للتعلم وقياس مستويات الذكاء، والذاكرة السمعية والبصرية والبرامج التعليمية اللي هتكون مناسبة تبعًا لما سبق قياسه..
تعديل السلوكيات اللاإرادية، والتعامل مع التصرفات الفجائية، الكشف عن تحسسهم من الأوضاع الجديدة، وتغير المزاج مع فصول السنة..
والأهم العمل على تنمية القدرات العقلية اللي بيلغيها الاضطراب، وزيادة حصيلة الكلمات، وتنمية التكامل الحسي والقدرة على التعبير.. باختصار محاولة خلق فرصة لتحسين أحواله لأفضل صورة تكون عليها
وقبلهم كلهم كيفية الكشف عن الاضطراب ده بعينه وموعد ظهوره وأعراضه الأولية اللي نقول منها أن الطفل ده مصاب بطيف توحد والنسب التي يوجد بها والقصور اللي هيتكون بسبب الاضطراب وأوجه الاختلاف بينه وبين الإنسان الطبيعي ودرجاته وتباين درجة الإصابة..
جانب الاضطرابات الإكلينيكية مجرد جانب من جوانب كتير.. طول ما الإنسان موجود فكل جوانب حياته تحتاج لتفسير وتبيين وبحث خلف السلوكيات..
بالتالي علم النفس موجود بوجود الجنس البشري متطور بتطور أوضاعه يستجد فيه قدر استجداد أحوال معينة على البشر.
أول طبعة صدرت من الكتاب كانت في عام ١٩٨٨، أعوام يتكرر فيها عرض المشكلات نفسها، الأعطاب ذاتها، بنفس العلل ومنغصات الواقع..
أحاول بشكل أو بآخر معرفة سبب إعاقة التطبيق رغم أن هناك رؤية نظرية هنقول سليمة، إلا أنني لا أستطيع وضع يدي على علة بعينها..
من فترة كنت أشارك هنا مقتبسات من طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي..
وكأنه رغم مرور السنين يقص مشكلات الواقع، هي نفسها باختلاف أنها كانت كتب نخبوية تلك الفترة والمهتمين بها قلة قليلة_أو هكذا يهيأ لي_ والاختلاف أن تلك الفئة اتسعت بعض الشيء هذه الآونة.. لكن الحال على حاله.. وأعزي نفسي أحيانًا تعزية اليائس الآمل أن الوعي بالمشكلات ينتج حلولًا واقعية وتطبيقات عملية.. يتمخض عنها واقع مغاير.
أحب استدراكه بعد عدة أسطر رغم أن من يقرأ يقدر على استنباط مقصده بدقة.. «وليس معنى ذلك أن نغلق قلوبنا وعقولنا دون تجارب البشرية النافعة، فلا ذلك مما يأمر به العقل، ولا هو من أوامر الإسلام، الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها..
إنما معناه على وجه التحديد أن تكون قاعدة الحياة ومنهجها، هو الإسلام»
العلة في استقاء الثقافة كاملة وفلسفة الحياة من الأمم الأخرى دون تمحيص أو رد، بلا أساسٍ ثقافي وعقدي، يكون لك هويةً ومرجعًا.. فتأخذ دون أن تتشرب وتعكر به صفو أساسك..
وتضيف جديدًا دون أن تكون منبطحًا ذليلًا ممسوخ الهوية.. فلا أنت صرت ما مفترض بك أن تكون عليه ولا أنت صرت بمقبولٍ هناك.
«وإن فريقًا من الناس ليستبطئون الطريق.. طريق الدعوة طويل الذي لا يغيّر الأحوال في سنوات قليلة، وقد لا يغيرها في جيل واحد من الزمان، إنما يحتاج إلى جهد متواصل في أكثر من جيل..
فأما الذين يستبطئون الطريق وهم مصرون على الإسلام لا يرضون به بديلًا لأنهم يعرفون أنه الحق، ويعرفون أنه خير الدنيا والآخرة، فهم يفكرون في حلول سريعة لعلها تكون أقدر على تحقيق الأمل المنشود في فترةٍ قصيرةٍ من الزمان..
وأما الذين يستبطئون الطريق والإسلام ليس همهم الأول، أو ليس همهم على الإطلاق.. فيقولون: وما لنا ألا نأخذ "الحلول الجاهزة" فننهض سريعًا من كبوتنا..
فأما الفريق الأول فهو جاد ومخلص، ولكن عجلته لا تؤدي به إلى شيء!
فمنذا الذي يسند الحكم الإسلامي حين يقوم؟ أتسنده القوة العالمية في الشرق أو الغرب وهي التي تتربص بالمسلمين الدوائر، وتحارب حركات البعث الإسلامي بأيديها أو بأيدي عملائها تلك الحرب الضارية الضروس؟ أم لا بد له من قاعدةٍ صلبة من الداخل تحميه؟ وكيف تتكون هذه القاعدة إلا عن طريق الدعوة الطويل!
وأما الفريق الآخر فهو فريق الكسالى العازفين عن الجهد، المشفقين من حمل التكاليف.. أو هم فريق من المستعبدين بأفكارهم وأرواحهم "للسادة" في الشرق والغرب سواء!
وإلا فليراجع هؤلاء تجربة قرن كاملٍ أو قرابة القرنين كان المسلمون يجرون خلالها وراء الحلول الجاهزة.. ما الذي أنتجته تلك التجربة الطويلة وما دلالتها؟ هل تغير وضع المسلمين وما هم فيه من خزيٍ وهوان؟» [أ.محمد قطب|منهج التربية الإسلامية- ج.٢]
«إن التربية اللطيفة الحانية كثيرًا ما تفلح في تربية الأطفال على استقامة ونظافة واستواء.. ولكن التربية التي تزيد من الرقة واللطف والحنو تضر ضررًا بالغًا لأنها تنشئ كيانًا ليس له قوام..
والنفس في ذلك كالجسد، إذا رفق به رفقًا زائدًا فلم تحمله جهدًا خشية التعب، ولا مشقةً خشية الإنهاك، فالنتيجة أنه لا يقوى أبدًا ولا يستقيم له عود..
وإذا رفقت بنفسك رفقًا زائدًا فلم تحملها أبدًا على ما تكره، فالنتيجة أنها تتميع وتنحرف ولا تستقيم.. وتشقى بصاحبها فلا تدع له فرصةً يتعود فيها على ضبط مشاعره وشهواته، فيصطدم بالواقع الأرضي الذي لا يعطي الناس قطّ ما يشتهون»