صديقي شغال مهندس في شركة كويسة برة السودان ووضعه ممتاز..
في مرة استقبل رسالة من قريبته كتبت فيها..
"إززيك.. فلان ولدي جاييكم هناك.. عليك الله شوف ليهو شغل معاكم"
صديقي بصدر رحب قرأ الرسالة.. ومرت الأيام وجاء "فلان"..
وصديقي استقبله بترحاب ووضّح ليهو كل مداخل ومخارج البلد.. وفرص التوظيف..
بس بعد انتهاء فترة الزيارة.. فلان ما اتوفق ورجع السودان..
صديقي بحكي قال لي: "قريبتي في أول مكالمة لامتني عدييل وقالت لي: كان تعتبره اخوك وتساعده"..
العبارة البسيطة دي كونها تطلع بالشكل ده.. معناها وراها ملامة وعتاب أكبر..
قدر شنو صاحبي ده بقى مُلام في نظر قريبته عشان ما شغّل ليها ولدها..
في بلد لا عنده فيها سلطة ولا منصب..
القصة دي وغيرها قد توضح إننا شعب نيته طيبة وبعشم في بعض خير..
لكن للأسف العشم ده لو ما اتقابل باستجابة فبتظهر مشاعر سيئة..
لوم وعتاب يصل للمقاطعة في بعض العلاقات..
جارك المخاصم اخوهو عشان مرة طلب منه عربيته لمشوار واخوهو اعتذر..
قريبك الزعلان من جاره المسؤول الحكومي عشان ما شغل ليهو بته الاتخرجت من الجامعة بامتياز..
وزميلك المتشاكل مع صاحبه السايق عربية عشان ما ديّنو قروش لما احتاج..
ح تلقى نماذج كتيرة..
ملخصها زول طلب.. وزول اعتذر..
الإعتذار ده عندنا مرفوض..
كيف يعني تعتذر؟.. كيف أطلب منك حاجة وما تعمل لي الحاجة دي..
ما انا عشمت فيك! وانت مفروض تكسر رقبتك وتكون قدر عشمي..
ياخ ما مفروض.. ومن غير تكسر رقبتك زاتو.. عادي نعتذر.. وعادي نتقبل أعذار الناس..
للأسف حجة "العشم".. خلتنا نوجد لنفسنا كامل الحق نعاتب ونلوم على قدر عشمنا..
ونوصمك بكل السوء الفي الدنيا لو أخفقت في مقياس عشمنا ليك..
نحن البنخت الامتحان ونصحح وتبقى غلطان لو ما جبت الدرجة الكاملة..
الحاجة دي بتخلي علاقتنا ببعض مرهقة.. ومبنية على أنك دايماً تجتهد وتعصر على نفسك عشان ما تطلع الزول الكعب وما تشيل وش القباحة..
صحيح انه العتاب ده نابع من محبة وعشم بنية طيبة.. بس مؤذي يا اخوانا..
ما بأذي المتعشم.. بأذي المتعشمين فيهو ده زاتو..
في النهاية.. نحن عندنا قيّم عظيمة شديد..
فيها حب العطاء..
ونظرة الخير تجاه بعض..
خدومين.. وبنعصر على روحنا عشان الناس..
بس لازم ننتبه إنه المغالاة في الحاجة دي أثارها ممكن تنفر من الفعل الطيب ده زاتو..
ما ح أقول ما نعشم ونظن في الناس خير..
بس خلونا نتقبل انه طلبنا قد ما يستجاب..
وزي ما جينا بنية طيبة ومبتسمين.. نرجع بقلوب صافية..
نتقبل أعذار الناس.. ونتقبل إننا ما واحد..
والقدرة زاتها خشم بيوت.. وإذا قدرت الليلة عادي ما بتقدر بكرة..
وفي لحظة الطلب دي ياريت نتذكر إنه "طلب" قد يتوفق الشخص في تلبيته وقد ما يتوفق..
#علي_عباسأرشيف (2020)