الحمدللّٰه الذي أشهدنا هذه الأيّام، الحمدللّٰه الذي أجاب دعواتنا، اللّٰهُمّ لكَ الحمد لا نحصي ثناءً عليكَ أنتَ كما أثنيت على نفسكَ!🥺🤍 اللّٰهُمَّ أشهدنا فتح كلّ بلادنا، اللّٰهُمَ انصر جندك وثبّتهم.. اللّٰهُمَّ كما أنعمتَ، اللّٰهُمَّ تمّم.
•• لمَ الحزن؟ معركتنا معلومة نتائجها؛ فيها غنائم، فيها بشائر، فيها فرح وتكبير وتهليل، فيها شهداء، فيها دماء ودمعات، فيها مقاومة وإباء. لا لمجرّد جمعوا شياطينهم، وحزموا عدّتهم البالية، نيأس ونحزن! أيخشى الأسد الجرذ الأبله!
جئناهم بالدّعوات، جئناهم بجنود لا يهابون الموت، أسود يرخصون أنفسهم وأرواحهم فداءً لهذا الدّين، جئناهم بعقيدة وإيمان بربّ لن يخذلنا ولن يضيّعنا -حاشاه ربّي وتعالى-.
عندما دخل المجاهدون مدينة حلب، كانت الأجواء مشحونة بالترقّب والأمل. مدينةٌ عاش أهلها تحت وطأة الألم والقهر، يراقبون أيّامهم تمر ببطء، حيث كانوا يجحفون في طوابير طويلة أمام الأفران، ينتظرون ربطة الخبز، وقد عرفت أسعاره إغراقًا في الغلاء، فكانت حياتهم تضيق أكثر فأكثر، بينما كانت أرواحهم تتوق إلى الحريّة.
لكن، ما إن أطلّ المجاهدون، حتى بدأت المدينة تُعود للحياة من جديد، واندفعت قلوب النّاس نحو الأمل. فقد جاءوا بنهجٍ مختلف، يتجلّى في سلوكهم الكريم ومعاملتهم الإنسانيّة، مؤمنين سلوكًا يتماشى مع نهج النّبي صلّى اللّٰه عليه وسلّم في الغزوات. لم يكن هدفهم القتال من أجل السّيطرة، بل جاءوا ليرفعوا راية الإسلام ويُعيدوا الحقّ لأصحابه.
كان للمجاهدين رؤيةٌ واضحة، إذ أعدّوا الطّعام والشّراب لتقديمه للأسرى والضّعفاء، مُضحّين بالرّاحة من أجل أن يُطمئنوا قلوب الأمهات والآباء الذين يعانون. رأوا في الأسرى ضحايا للحرب، فأحسنوا معاملتهم، وقدّموا لهم ما يكفي من الطعام، وعاملوا المدنيين برحمةٍ وسماحة، مِمّا طمأنهم بأنّهم ليسوا وحدهم.
حلب التي كانت قد غرقت في ظلمة النّظام، عادت لتتراءى من جديد كمدينة ملؤها النّور. تتساقط الابتسامات على الوجوه، وتنساب الدموع فرحًا بعودة الأمل المفقود. وشاهدوا تلك المقاطع التي كانت تُصوّر واقع حلب، محطّات يتذكّرها الجميع، حيث كانت تروي حكاية المقاومة والصّمود، وترسم معالم الحقّ الذي في جانب المجاهدين.
إنّها حقيقةٌ يتحدّث عنها الجميع، فشاهدوا تلك الصّور والمشاهد، وسُتدركون بمحضّ رؤيتكم من هو الأحقّ، ومع من يكون الحقّ. مع المجاهدين الذين طفقوا يُلملمون جراح المدينة، أم مع الجبابرة الذين أذاقوا النّاس مرارة العيش والاضطهاد. لقد جاء المجاهدون برسالةٍ عقلانيّة تجسّد العدل، والّرحمة، والتضحية، فكانوا درعًا للضّعفاء، وأملًا للمُستضعفين في حلب، ينشرون بها روح الإنسانيّة في زمن تكاد فيه القلوب أن تتجرّد من المشاعر. ثبّتهم اللّٰه، آواهم اللّٰه،جبرهم اللّٰه.