▪️سلسلة روائع يوم القيامة بين الحقيقة والخرافة▪️◽تابع الحلقة الثانيةقال:
(اشتغلوا في التراث على الرعب والفزع علشان يبعدوا الناس عن التفكير، وخلوا الناس عايشة في الرعب مع أن الرعب سيطرة، والسيطرة منهي عنها في الدين الحق)
ثم استشهد بقوله تعالى: (لا إكراه في الدين.)
وقوله تعالى:(فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر).
◀️ (لا إكراه في الدين) نعم
بل واستمع لقوله تعالى:
(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
لا يُكره الإنسان على الدخول في الاسلام، ولكن إذا دخلت في الاسلام فعليك الإلتزام بحدوده وأحكامه، فلا نأتي لأحد مسلم ونقول له: صلِ يقول: لا إكراه في الدين.
فلو كان الإنسان كافر فلا نقول له صلِ أو لا تشرب الخمر مثلاً، فهو في الأساس خارج دائرة الإيمان، ولكن إذا دخل
⬅️ وجب عليه الإلتزام به. فلا يقول حينئذ أنا حر..
فعند ذهابك لدولة من الدول بمجرد دخولك حدودها وجب عليك الإلتزام بقوانينها، وإلا ستعاقب بقوانين هذه الدولة، فالأحرى وأنت داخل دائرة الاسلام وجب عليك الإلتزام بحدوده وأحكامه.
وأما استشهاده بقوله تعالى: (فَذَكِّرۡ إِنَّمَاۤ أَنتَ مُذَكِّرࣱ لَّسۡتَ عَلَیۡهِم بِمُصَیۡطِرٍ)
يقول الشيخ السعدي
أي: ذكر الناس وعظهم، وأنذرهم وبشرهم، فإنك مبعوث لدعوة الخلق إلى الله وتذكيرهم.
ولم تبعث مسيطرًا عليهم، مسلطًا موكلًا بأعمالهم، فإذا قمت بما عليك، فلا عليك بعد ذلك لوم، كقوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾.
يذكر من؟
⬅️ يذكر من يخاف وعيد.
ويذكر بماذا؟
⬅️ بالقرآن الذي به الوعد والوعيد.
ولو فتحت كتاب الله واطلعت على التفسير لعلمت أن الله أرسل رسوله
بشيرا ونذيرا : ﴿فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ﴾ يبشر بالثواب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها. وينذر بالعقاب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها.
وأين نذهب بآيات العذاب التي وردت في كتاب الله؟!
فكلمة (
عذاب) فقط بمشتقاتها وردت في أكثر من 300 موضع في كتاب الله.
وكلمة (
النار) قد وردت في ١٣٩ موضع، وغيرهما من الوعيد.
فلا أعلم أي دين حق تقول أنه نهى عن الترهيب والتخويف؟!!
ولربما كما ذكرت في مقدمة السلسلة انه أوحى إليك بدين جديد لم نسمع عنه من قبل!!
هنا خَلَط مُقدم البرنامج مرادات النصوص من أجل تقديم فكرة تعطيل جانب الترهيب.
◀️ اسمع ولكل من يستمع إليك ...الدين مبني على الترهيب والترغيب معًا، وإن كنت ترى جانب الترهيب يعد سيطرة وكلبشة للإنسان فيجعله لا يبدع ولا يفكر كما تقول، وتدَّعي أنك على علم من الناحية النفسية، فاعلم أنك مهما وصلت إلى علم فلم يمثل شيئًا مقابل علم الله بالنفس الذي خلقها فسواها، ويعلم ما يصلحها على وجه الحقيقة،
فجعل صلاحها في الدنيا والآخرة بين الترهيب والترغيب، فالمؤمن يطير بين جناحي
⬅️ الخوف والرجاء.
يقول الله تعالى: (وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ)
أي: وللذي خاف ربه وقيامه عليه، فترك ما نهى عنه، وفعل ما أمره به، له جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وبنيانهما وما فيهما، إحدى الجنتين جزاء على ترك المنهيات، والأخرى على فعل الطاعات. تفسير السعدي
الأفكار التى تدعو إلى الترهيب دون الترغيب ضد المنهج الربَّاني حيث أن الوحي - القرآن والسنة- قد نزل بما يشتمل على جانبي الرجاء في رحمة الله والخوف من عقابه.
وعلى المؤمن أن يجمع بين الخوف والرجاء فلا يُغَلِّب جانب الرجاء فيقع في الأمن من مكر الله ولا يُغَلِّب جانب الخوف فيقع في اليأس من روح الله.
فإنَّ مِن الذنوب العظيمة عند الله الأمنَ مِن مكر الله، والقنوطَ مِن رحمة الله.
قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ﴾ أي: عذابنا ونكالنا ليلًا وهم نائمون، ﴿أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾ (الأعراف: ٩٨)؛ أي: في نهارهم وهم في شُغلهم وغفلتهم، ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (الأعراف:٩٩)
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تعليقه على قوله: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ﴾، (هذه الآية الكريمة فيها من التخويف البليغ على أن العبد لا ينبغي له أن يكون آمنًا على ما معه مِن الإيمان، بل لا يزال خائفًا وَجلًا أنْ يُبتلى ببليَّة تسلُب ما معه من الإيمان، وأن لا يزال داعيًا بقوله: يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك، وأن يعمل ويسعى في كل سبب يخلِّصه من الشرِّ عند وقوع الفتن، فإن العبد ولو بلغَت به الحال ما بلغَت فليس على يقين مِن السلامة).
✍ غادة شكري
#sawn_al_akol