(حسرة ما بعدها حسرة)
كثيراً من الأوقات ما أفقد عقلي وحِلمي مع بعض أصدقائي ممن أرجو بهم الخير، ممن تهيأت لهم الفرص، يا شباب استيقظوا!
أكاد من فرطِ غضبي -مع حلمي عادةً- أزجره حتى أكسره، يا فُلان انتبه! فوالله لفعلك نذيرُ شؤمٍ...
ترى الله عزوجل هيَّأ له كثيراً من الظروف، ثم يتركها بنفسه معرضاً عن بعضها، غير مؤدٍ لكثير من حقها، تسأله أين يضيع وقته فلا يدري..
يجلس الساعاتِ في مواقع التواصل، في التفاعليات، أو بعد كل صلاةٍ مع أصحابه ساعةٍ واثنتين .. وذلك الكتاب المهجور -القرآن- لم يُعطَ حقه ..
يقول الإمام ابن القيم:
إن الرجل إذا أتيحت له فرصة القربة فالحزم كل الحزم في انتهازها، فإن العزائم سريعة الانتقاض قلما تثبت، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ يُعَاقِبُ مَنْ فَتَحَ لَهُ بَابًا إلى الخير فلم ينتهزه بأن يحول بينه وبين قلبه وإرادته
ما أصعبها من جملةٍ لمن عقلها ووعاها ..
يا شباب الإسلام .. إلّم تستطيعوا الصبر على فتنة مواقع التواصل وفتنة الكلام، وفتنة الشتات، كيف ستصبرون غداً على ما سمّاها الله عزوجل حقّاً فتنة؟ يقول مولانا جل جلاله: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) وذلك في سورة (التغابن) ليبين لكم غبن من يُشغل عن الدار الآخرة وإن كان في المباحات ..
ويقول الله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله) وذلك في سورة (المنافقين) لأنهم (لا يذكرون الله إلا قليلا)
كيف ستصبرون غداً يا شباب الإصلاح حينما يجب عليكم المصروف، وتكون لكم زوجةٌ وأولاد إن ما صبرتم على هذه الفتنة؟ والله إني لأخشى عليكم .. وإنما أنا لكم ناصح وإن قسوت..
#معايير