السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-•✵ #حديث_اليوم ✵•-
صنع رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أمرًا فترخَّصَ فيهِ . فبلغ ذلك ناسًا من أصحابِه فكأنهم كرهوهُ وتنزَّهوا عنهُ . فبلغَه ذلك فقام خطيبًا فقال " ما بالُ رجالٍ بلغهم عني أمرٌ ترخصتُ فيهِ فكرهوهُ وتنزَّهوا عنهُ فواللهِ لأنا أعلمُهم باللهِ وأشدُّهم لهُ خشيةً "
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2356 خلاصة حكم المحدث: صحيح
—•✵-•-✵•—
#شرح_الحديث :🍃
في هذا الحَديثِ تُخبرُ أمُّ المؤمنين عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ قام بعَمَلِ شَيءٍ مِن المباحاتِ، ولم يُذكَرْ هذا الشَّيءُ، ورخَّص ﷺ في هذا الشَّيءِ، بمعنى: سَهَّل ويسَّر فيه من غيرِ مَنعٍ، وفِعْلُه ﷺ لهذا الشيءِ يدُلُّ على إباحتِه، غيرَ أنَّ قومًا من الصَّحابةِ الكرامِ تَباعَدوا واحْترَزُوا عنه صِيانةً لدِينهم في ظنِّهم، فبَلَغ ذلك النَّبيَّ ﷺ فخَطَب النَّاسَ لِتَعُمَّ الفائدةُ، «فحَمِد اللهَ تعالَى، ثُمَّ قال: ما بَالُ أقوامٍ»، أي: ما حالُهم؟ ولم يُسمِّهم سَترًا عليهم وتأليفًا لهم، «يَتنَزَّهون عن الشَّيءِ أَصنَعُه؟!» فإنْ كان هذا منْهم لأمرٍ شَرعيٍّ «فواللهِ إنِّي لَأعلَمُهم باللهِ»؛ لأنَّه ﷺ هو رسولُه والمخبِرُ عنه، «وأشَدُّهم له»، أي: أكثرُهم للهِ «خَشْيَةً»، والخَشيةُ: هي الخَوفُ مع العِلم، فلمْ يَبْقَ لهم عُذرٌ في تَرْكِ ما صَنَع نَبِيُّ اللهِ ﷺ وفي الحَديثِ: رِفقُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأُمَّتِه، وعدَمُ مُواجهتِه بالعِتابِ لِمَن يُعاتِبُه. وفيه: خُطورةُ التَّنقُّصِ مِمَّا ثَبَت عن النَّبيِّ ﷺ فِعلًا وترْكًا. وفيه: أنَّ العِلمَ باللهِ والخَشيةَ منه هي ما يُجنِّبُ المُسلِمَ الزَّلَلَ والضَّلالَ.
-•✵ من دل على خير
فله مثل أجر فاعله ✵•-