ويجب أن نعلم -أيها المسلمون- أن اليهود في أفعالهم ينطلقوم من عقائدهم الباطلة، فهم يعتقدون؛ كما قال الله عنهم: (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) [آل عمران: 755]، والأميون هم: الأمم غير اليهودية، وقد جاء في توراتهم المحرفة: أن الرب قال لإبراهيم عليه السلام: (أرفع عينيك وانظر من الوضع الذي أنت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا؛ لأن الأرض التي أنت ترى لك أعطيها, ولنسلك إلى الأبد).
وجاءت تصريحات زعمائهم متفقة مع عقائدهم المحرفة, يقول رئيس وزرائهم السابق: " إن سيادة دولة إسرائيل مع كل أجزاء القدس, ومن بينها الحرم, واقع قائم لا رجعة فيه "، ويقول وزير الأديان الصهيوني: " إن جبل البيت هو لنا بحكم الشراء؛ لأن أبانا إبراهيم اشتراه, وبحكم الاحتلال ".
ولما اعتدى بعض اليهود على الأقصى, قال وزير خارجيتهم: " إن على الجميع عدم المضي في التوهم بأن علماً آخر غير العلم الإسرائيلي, قد يرفع فوق حرم القدس الشريف ".
ولقد قالت جولد مائير قديماً: " أنني أتمنى أن أصحو ذات يوم, ولا أجد طفلاً فلسطينياً على وجه الأرض".
ويجب أن نعرف -أيها المسلمون- أن الاعتداء على المتعبدات دليل على ضعف الأمة, كما قال الله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً) [الحج: 400]، والأمة العاجزة عن الدفاع عن الأعراض غيرها من باب أولى, عاجزة عن الدفاع عن مقدساتها مما يدل على ضعف الأمة, وتفرقها وهوانها عن الناس. ومع هذا الظلم الدامس, فإننا يجب أن نعرف ونوقن أن العاقبة للمتقين, وأن النصر حليف المؤمنين, والفجر لا يكون بزوغه إلا بعد اسوداد الليل, ولكن الأيام دول يداولها بين الناس؛ فلقد هزمت إسرائيل في هجومهم الأخير على قطاع غزة الصغير, وطردت من جنوب لبنان, وتعاني من تمرد جنودها, وتهربهم من الخدمة العسكرية, وقلت الهجرة إليها, وفقدت تعاطف الكثير من المؤسسات الدولية, وأمست دولة الاحتلال تُدرج ضمن الدول المعتدية, وبعض مسؤوليها عرضة للمساءلة في المحاكم الدولية.
والمستقبل يبشر بنصر المؤمنين, وتلاشي أسطورة ما يسمى: إسرائيل؛ ففي الحديث الصحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه أن الرسول قال: " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود, فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر, فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي, فتعالى فاقتله, إلاً الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود " رواه البخاري ومسلم, وغيرهما واللفظ لمسلم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج:399-400].
بارك الله لي ولكم …
#الخطبة_الثانيةالحمد لله القائل في محكم التنزيل: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [المائدة:822]. أحمده سبحانه أبان الطريق وأوضح المحجة,
وأشهد أن لا اله إلاَ الله وحده لا شريك له, أعزنا بالإسلام, ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخاتم أنبيائه القائل: " بٌعثت بين يدي الساعة, وجعل رزقي تحت ظل رمحي, وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري) صلى الله عليه وسلم