"حتى الآن لم يفهمني أحد في حياتي كلها لا أحد يعرفني على حقيقتي .. لطالما اعتقدت أنني وجدت ذلك الشخص الذي يفهم الحزن الذي خلف إبتسامتي، القلق الذي خلف هروبي والخوف الذي خلف عزلتي حتى أيقنت أن لا أحد يعرفني معرفةً كاملة، أنا هنا وحدي لا أملك إلا خوفي".
في منزلنا لا نبدي اهتمامًا واسعًا لمن ينهار ويبكي نُشيح عنه وكأننا لم نرى شيئًا، وفي الليل لا أحد منا ينام ندعي جميعنا الأرق بسبب القهوة وحده الباكي من ينام في تلك الليلة.
لم أحرص على تلميع صورتي لأبدو جديرًا بالمحبّة، لن أتنازل عن غضبي لأثبت لك حناني، لن أتوقف عن فعل ما أؤمن به لأنه لا يتوافق معك ،لن أترك هدوئي وأنخرط في الزحام لأظهر بصورة الإجتماعي المحبوب، لن أصدّ عن رصد السعادات الصغيرة التي تصنع لي طمأنينة لأطمح بسعادة أكبر•
"كان لازم نفهم إن دوري ممكن يمشي لغيري فأي لحظة، إن مكانتي عند النّاس ممكن تتغير بيوم وليلة، كان المفروض نعرف إنه العشم يلي بقعد سنين نبني فيه بينهدم بمجرّد موقِف واحد، شعور صَعب إنك تعيش بعلاقات مش مفهومه وملامحها مش واضحه، بأي ثانية فيها بتنتسى وبترجع شَخص غريب بدون أي مكسَب وحامل معك هزايم وخسارات بحياتك ما كُنت متوقعها".
"أكثر ما يَستنزف الروح هو مُحاولتنا استبقاء من يُريد الرحيل، نتمثّل له بكل الصّور التي يحبّها، تتآكل ذواتنا ببطء في تلك المعركة الخاسرة، وحين نستفذ كل شيء، يرحل هو، فيما نبقى نحن نحدّق في أنفسنا، أنفسنا المكتظة بأشياء كثيرة خالِية من الرّوح."
- مدين حقًا بالاعتذار لقلبي على كل مرة لم أصدقه فيها، على كل غصة شعرت بها تجاه شخص ولم أكترث لها، مدين على كل الإرشادات والدلائل التي حاول أن ينير لي بها الطريق وأعميت بصري وبصيرتي عنها حينها، ولم أفق إلا بعد أمورًا عظيمة فتكت بي تاركة ندبات لا تمحى، ولم أعد بعدها كما كنت أبدًا.
هذا النضج الذي أرتديه لم تلبسني إياه الأيام كهدية لقد نسجته من تجارب قاسية وأخرى كادت أن تكون الأخيرة، وهذا الهدوء الذي يعلو ملامحي قد سبقه اندفاع كلفني كثيرًا وقبل أن أقف بثبات هكذا تأرجحت وسقطت مرات وعدت من حافة الهاوية، كل خيط في هذا الثوب قد دفعت ثمنه بعضًا مني.
لا شيء يمكنه أن يسعدني الآن، حتى أنتِ لا شيء يمكنه أن يقتلني الآن، فالجثة لا تموت مرتين، لا شيء يمكنه إحيائي الآن، فأنا محض قبر، لا شيء يمكنه يلحيني الآن، فأنا شِعر مكسور، لا شيء يمكنه سجني الآن، فأنا الزنزانة، لا شيء يمكنه ملئي، فأنا ثقب .
لا أريد أن أحاصرك بوجودي بعد الآن ، ولن أستمر في إخبارك عن شعوري نحوك ، ولم تعد يداي ترغب بتحسس أثرك في أيامي ، تركتك للأيام تفعل بك ماتشاء دون أن ألتفت لمرة ولو عن طريق الخطأ من أجل أطمئن عليك ، أنت الذي لطالما أرهقك اهتمامي وخوفي عليك وحبي الذي لم يستوعبه الخراب بداخلك•
حينما تتجاوز سناً معين, سوف تصبح الحياة لديك ما هي إلا خُسران مستمر ! الأشياء المهمة في حياتك تبدأ في الانزلاق من بين يديك, شيئاً تلو الآخر, مثل مشط يفقد أسنانه ! والأشياء التي تحل محلها هي أشياء زائفة عديمة القيمة ! قوتك البدنية وطموحاتك وأحلامك ومبادئك وقناعاتك, وكل المعاني.
لقد أسأتُ إستخدام قلبي مرةً أخرى، بعد أن تعاملت معه كممسحة وبعد أن أستخدمته كموقد للمشاعر الباردة، وبعدما كنت في أيام الوحدة أفككه قطعًا صغيرة أحيط نفسي بها مثل طفل مُحاط بالدمى، وفي الحب ذلك الحدث النادر جدًا في دفتر مذكراتي، حوّلته لسجادة صلاة واليوم وجدت نفسي أستعمله وسادة للغرباء .
مُنذ إكتشفت أن لي عقلاً مليئًا بالتناقضات وأنا أبذل كل جهدي في قتله، لابد أن أقتل عقلي، بالتفاؤل أقتله أو بالخرافات أعميه أو بالعقاقير المُخدرة والكحول أخفيه أو بالصلاة أربّيه، لطالما كان سلوكي كله هربًا من هذا العقل الذي أفسد علي متعة أن أكون تافهًا، فأصبحت كاتبًا متناقضًا .
"وتبقى أفضل الأمنيات هي أن يجد كل منا من يستطيع أن يسكن إليه وبه، من نبدأ معه وننتهي معه، أن لا نعاني من الفقد ثانية، وأن لا نشعر بصعوبة اللجوء لمن ليس لنا، أن نجد من يهون علينا مرّ العيش، من يبقى كما عرفناه أول مرة، أن لا نقطع طريقًا كاملًا مع شخص ثم نكتشف أن عمرنا تناثر هباءً، أن لا نُخدع، أن لا نفقد، والأهم من كل ذلك أن لا نفقد أنفسنا بعد أن عثرنا عليها مجددًا."
-كمية من الاحزان والتعاسة و خَيبات الأمل، أن يُقتلع قلبُك من مكانه نَابضاً بعد توقف طويل ثم يُقتل، أن يتحرك شغفك للحظات ثم يُطفئ، أن تظن أن العَوض في آخر الطريق فتَجد سَراب، إنه شئٌ خطير ، إنه مُتعبْ ويُجهد القلب، وإن تَراكُم خَيبات الأمل يجعل مِنك شخص باهت عجَز قبل الآوان.
أعرف غُربة الأماكن بعد أن كانت أُنس ، أعرف شعور اللامبالاة بعد كمية الإكتراث ، أعرف خطوات التجاوز بعد عشرَات الإلتفاتات ، أعرف الوقوف المُستقيم بعد عثرات السقوط ، أعرف طعم الإنتصار بعد مرارة الهزيمة..!!
لا تقع ضحية المثالية المفرطة وتعتقد بأن قول الحقيقة سوف يقرّبك من الناس، الناس تحبّ وتكافئ من يستطيع تخديرها بالأوهام، منذ القدم والبشر لا تعاقب إلاّ من يقول الحقيقة، إذا أردت البقاء مع الناس شاركها أوهامها، الحقيقة يقولها من يرغبون في الرحيل.