يَحتمي في الحُضن الآمن، آملًا عُثوره على الدِفء المَرجوّ.. والمَشهد بكُليته، من تناسُق ألوان الطّبيعة ولونَيهما إلى تلك الفُسيفساء الأرضية؛ يُجسد لوحَة فَنّ!
أجاب الشيخ قائلًا: «وعليكم السلام ورحمة الله، بالعكس.. فالذي يدعو للتوجس حقيقة هو ما فعله النظام السوري الذي ترك العدو الصهيوني يتمدد في الأشهر الماضية داخل حدود سوريا دون أن يفعل شيئا، بل قام في الوقت ذاته بالحشد في الشمال السوري والبدء بقصف أهل السنة في تلك المناطق بدعم من ميليشيات تنادي بنصرة غزة وهي محتشدة في الشمال تقصف إدلب، ولذلك قامت عمليات #ردع_العدوان الآن لردع هذا التقدم.
ثم هذا القتال ليس نزاعا داخليا أبداً، والظلم الذي تعرض له أهلنا في الشمال السوري -ولا يزال مستمرا- ليس بأقل مما تعرض له أهلنا في فلسطين، فلا يقع في نفسك حرج، وهذه الوقفة مع أهلنا في الشمال السوري وفي غزة ليست لها حسابات مصالح حزبية ولا شخصية ولا أُطُر ضيقة، بل هي نصرة للحق والعدل.»
معركة أهل الشمال السوري ضد النظام المجرم ومن يدعمه: مِن أعدل المعارك وأشرفها وأولاها بالمؤازرة، ونسأل الله أن يجعلها سبباً للتفريج عن المظلومين من السوريين الذين ذاقوا الويلات منذ ١٣ عاماً ما بين وقتل وتهجير وأسر وانتهاك للحرمات وما لا يوصف من الظلم والتسلط والقهر.
ولا يسع أي مسلم منصف إلا أن يقف مع هذه القضية العادلة.
ولا واجب على أهل الشمال السوري اليوم أوجب من اجتماع الكلمة ونبذ الخلافات، وتحقيق الإخلاص لله تعالى في دفع هذا العدو.
نسأل الله تعالى أن يقر أعيننا بنصرة أهلنا في جميع مناطق الشمال السوري وصلاح أحوالهم واستقامة أمرهم.
خلال اطّلاع الواحد منا على تراجم أهل العِلم والفَضل ممّن سَبق، يتوقّف مُتأملًا، ويتساءل مُندهشًا؛ بل وتثور حمّاسته وعزيمته لمَا يرى من همم ثوّارة وعزائمَ ربانيّة! ومن هذه التراجم المُلهمة: تَرجمة أبي الفرج بن الجَوزي (تـ٥٩٧)، ذلك الرّجل الذي كان عالمًا بحَقّ.. قيل إنه كان يحضرُ مَجالس الوَعظ وعُمره أربَع سَنوات، ثم لمّا قارَب السّابِعة لازَم مُحدِّث بغداد، ثم بَعدها في الثالثة عشرة من عُمره شَرع في التّصنيف.. ترجَمةٌ تدعو للتّأمل بحَق! فأين نحنُ من الرّابِعة أو السّابِعة أو الثالِثة عشرة.. شتّان شتّان بين السابِق واللّاحق..!
سائِل نَفسك، أين أنت من هؤلاء؟ وليَكن لك اطلاعٌ بين الفنية وأختها على تراجم بعض السَّبق من أهل العلم؛ شحذًا لهمتك وتثويرًا لعزيمتك.
قَرصة قلب قبل النوم! انشغلت الأشهر الأخيرة في تأليف كتاب في بحث استشراقي حول القرآن -أرجو أن يصدر نهاية السنة القادمة ضمن سلسلة "الانتصار للقرآن"-. وفي أثناء جمعي لمراجع الكتاب وقفت على أطروحة دكتوراه في إحدى الجامعات الغربية لباحث يبدو أنه ملحد ينصر في بحثه شبهة طاعنة في القرآن؛ فعجبت لجَلَده حتّى إنّه كتب أطروحة كاملة في هذا الموضوع الذي يحتاج صاحبه إلى معرفة لغات (شرقية) قديمة كثيرة. ولمّا اطّلعت على سيرته وجدت أنّه باحث ليس بالطاعن في السن، وقد حصل على شهادتَي دكتوراه، وتخصص في الباكلريوس في اللغات الشرقية، ويعرف قرابة 12 لغة.. فوخزني قلب -حقيقة لا مجازًا- ونمتُ ليلتي وأنا حزين وموجوع.. رجلٌ لا يرجو من من باطله أجرًا لا ينقطع بعد الموت، يسلك هذا الطريق الوعر، وكثير من الشباب يطلب العلم على طريقة "معلومة في كبسولة".. وإنّ من نكد الدنيا جلَد الفاجر والكافر وعجز الثقة.. لا أقول هذا الكلام تأنيبًا وجلدًا لأبناء الإسلام، وإنّما هي دعوة لمراجعة النفس، وأنّه من المعيب حقًا أن يجعل المسلم المتديّن فضول الأوقات للدين، في وقت يصرف بعض من لا يرجو من الله خيرًا كل وقته لباطل لا يدوم.. (وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ) #حتى_لا_تكون_فتنة [كنتُ منذ قليل بصدد ذكر أمر هذا الباحث الغربي للشيخ حسين عبد الرازق؛ فحفزني لبثّ هذه التذكرة في هذا المنشور.. فإن يكن في هذه التذكرة خير؛ فله النصيب الأوفى إن شاء الله]
من أراد النّجاة، فلا نَجاة له إلا بالعَمل الصّالح، ولا تَصدُر الأعمال الصّالحة إلا عن الأخلاق الحَسنة.. فليَتفقّد كل عبدٍ صفاته وأخلاقه، وليُعدّدها، وليَشتغل بعلاج واحد واحد فيها على التّرتيب.
إذا فَتح لك وِجهةً من التَعرّف فلا تُبالِ معها إن قلّ عَملك، فإنه ما فَتحها لك إلا وهو يُريد أن يتعرّف إليك! ألم تَعلم أن التَعرّف هو مُورِده عليك، والأعمال أنتَ مُهديها إليه، وأين ما تُهديه إليه ممّا هو مورِدُه عليك؟
تركت لكلّ واحدٍ رسالته، فمنّا من أخذ الرّسالة بقوُةٍ بدأ بها ولَم يلتفت، ومِنّا مَن أخذ جزءًا وترك الآخر مُهمَلًا، وهناك من التَفَت كأنّه غريبٌ عنها، وهناك مَن مزّق الرّسالة ومَضىٰ، كُلّ واحد سيقف يومًا، يسأل عمّا رأىٰ، وفَهِمَ، وفَعَل.