دراستي، يا ملاذي الثاني مِن بعد خَالقِ الكَون سُبحَانه وتَعالى، يا بوّابة الهروب من صَخَب العالم وضجيجه، أجد فيكِ السكينة التي تروي عطش روحي، وألجأ إليكِ كلّما ضاقت عليّ الأرض بما رحُبَت. أنتِ حضني الدافئ بعد رحمة خالق الكون، ورفيقتي التي لا تخذلني في لحظات ضعفي. في عالمٍ يموجُ بالتحدّيات، أجد نفسي ألوذُ إليكِ بحثًا عن الأمان والمعرفة، مع كلّ صفحةٍ أقرأها، ومع كلّ مسألةٍ أَحلُّها،ومع كلّ كُّود أصنعهُ، أشعر بأنّكِ تأخذين بيدي لتقوديني نحو غدٍ أفضل. أنتِ لستِ مجرد كتب أو معادلات أو أكْواد، بل أنتِ رحلةُ اكتشافِ ذاتي، وصوت الأمل الذي يهمسُ في أذني بأنّ الغد يحملُ في طيّاته فرصًا جديدة.
شكرًا لأنّكِ كنتِ دائمًا هناك، تمنحينني القوةَ عندما تخورُ قواي، وتفتحين لي آفاقًا حين تضيقُ الدنيا.
أحيانًا، يكونُ الحُبُّ أكبرَ من أن نُفصحَ عنهُ، وأعمقَ من أن نفهَمَهُ تمامًا. أحببتُكَ بكلِّ تفاصيلِك، لكنَّ علاقتَنا أصبحتْ تُرهِقُ روحي وتستنزفُ طاقتي. أخافُ الابتعادَ عنكَ، لأنَّ الفقدَ يُرهِبُني، ولأنَّني لا أريدُ أن أعيشَ فقط على ذكرياتِنا. لكنَّني، في الوقتِ نفسِهِ، لا أستطيعُ الاستمرارَ في علاقةٍ باتت تؤلِمُني أكثرَ مما تُسعِدُني. قد تكونُ الذكرياتُ هي المأوى الوحيدُ لقلبٍ تعبَ، لكنها ليستْ كافيةً لتُحيي الروحَ. أحتاجُ إلى شجاعةِ الابتعادِ، حتى وإن كانَ في ذلكَ ألمٌ عظيمٌ، لأنَّني أستحقُّ أن أعيشَ بسلامٍ، بعيدًا عن التوتُّرِ والخوفِ من الاستنزاف. الحُبُّ الحقيقيُّ لا يُرهِقُ، بل يُقوِّي، وإذا تحوَّلَ إلى عبءٍ، فربَّما يكونُ الوقتُ قد حانَ لنمنحَ أنفسَنا فرصةَ التعافي والبدءِ من جديدٍ، مهما كانَ ذلكَ صعبًا.