مالي أرى الشمع يبكي في مواقده...
من حرقـة النار أم من فرقة العسلِ؟
نظم الشاعر أبو إسحاق الغزي بيتـاً بشكل سؤال:
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده...
من حرقـة النار أم من فرقة العسلِ؟
فأعلنت إحدى الصحف، عن جائزة لمن يستطيع الإجابة على هذا السؤال.
أجاب بعض الشعراء، بأن السبب هو الألم من حرقة النار.
وأجاب آخرون بأن السبب هو فرقة الشمع للعسل الذي كان معه.
ولكن أحداً لم يحصل على الجائزة.!
وما إن بلغ الخبر الشاعر صالح طه، حتى أجاب بقوله:
من لم تجانسْه فاحذر أنْ تجالسَه...
ماضر بالشـمع إلا صحبة الفتـلِ..
وفاز بالجائزة!
نعم! إنَّ سبب بكاء الشمع وجود شيء في الشمع ليس من جنسه، وهو الفتـيلة التي ستحترق وتحرقه معها.
وهكذا يجب علينا انتقـاء من نجالسه، ويناسبنا من البشر، حتى لا نحترق بسببهم، ونبكي يوم لا ينـفع البكاء.
وقد قيل: "ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة، خيراً من أخ صالح.
فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه، فليتمسك به".
من لم تجانسْه فاحذر أنْ تجالسَه...
ماضر بالشـمع إلا صحبة الفتـلِ.
قال تعالى:
"الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ"
وقال الحسن البصري رحمه الله: إستكثروا في الأصدقاء المؤمنين، فإن لهم شفاعة يوم القيامة.
فالصديق الوفي هو من يمشي بك إلى الجنة.
وقال ابن الجوزي رحمه الله: إن لم تجدوني في الجنة بينكم، فاسألوا عني،
فقولوا: يا ربنا عبدك فلان كان يذكرنا بك !!!
ثم بكى رحمه الله رحمة واسعة.
وأنا أسألك بالله!
إن لم تجدني في الجنة فاسأل عني،
لعلي ذكرتك بالله ولو لمرة واحدة
اللهم إنا نسألك رفقة خيرٍ تعيننا على طاعتك، وأدِم اللهم تآخينا فيك إلى يوم لقاك.
أشهد الله اني احبكم فيه.