في السُّنَن، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "من سألَ الناسَ وله ما يُغنيه، جاء يوم القيامة ومسألتُه في وجهه خُموشٌ - أو: خُدوش، أو كُدوح -" . الشك من الراوي.
قال ابن تيمية رحمه الله: المنصوص عن أحمد أنّ السؤال لغير ضرورةٍ حرام. 📚 شرح العمدة (٥٥/٤)
ونقَل الأثرم: قيل لأبي عبد الله: فإن اضطُر إلى المسألة؟ قال: هي مباحة إذا اضطُر. قيل له: فإن تعفَّف؟ قال: ذلك خيرٌ له ، ثم قال: ما أظن أحدًا يموت من الجوع، ﷲُ يأتيه برزقه.
قال في كتاب الجنائز من (الزاد): "وإنفاذِ وصيّته" هو بالكسر ؛ عطفًا على "تجهيز". نبّه على هذا العلّامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (٢٦٠/٥). وقد وقع في عدد من نسخ (الزاد) و(الروض)، بما فيها الطبعة التي خرجت بعناية كاتبه، وقع فيها بالرفع " وإنفاذُ "، فليُصحح. وشكر الله للأخ الفاضل عبد الرحمن القاضي تنبيهه.
من استأجر سكنًا، وكان زُوّاره كثيرين عادةً ، فهل يُخبر صاحب المسكن بهذا ، أو لا ؟
قيل للإمام أحمد رحمه الله ورضي عنه: الرجلُ يكتري البيتَ، فيَجيءُ إليه الزوّار، عليه أن يُخبر صاحب البيت بذلك ؟ فقال: ربما كثُروا ، وأرى أن يُخبر . فراجعَه الرجلُ ، فقال: إذا كان يجيئه في الفرد ، أي: إنه ليس عليه أن يُخبره .
" وأنفعُ ما تكون الحِميةُ للناقهِ من المرض، فإنّ طبيعته لم ترجع بعدُ إلى قوّتها، والقوةُ الهاضمةُ ضعيفة، والأعضاءُ مستعدة، فتخليطُه يُوجب انتكاسَها، وهو أصعب من ابتداء مرضِه. والفاكهةُ تضرُّ بالناقِه من المرض؛ لسرعةِ استحالتها، وضعفِ الطبيعة عن دفعها، فإنها لم تتمكن بعدُ من قوّتها، وهي مشغولةٌ بدفعِ آثار العلّة، وإزالتها من البدن "
📚 زاد المعاد ٩٦/٤
والناقه : من برئ من مرضه، وتعافى منه. وفي (الصحاح) : صح، وهو في عقيب علته.
جاء في الإنصاف (٢١٧/١٤) : "وقال الشيخ تقي الدين: السباخ على المالك، ولكن تفريقه في الأرض على العامل".
فقوله: "السباخ"، تصحيف، والصواب: "السياج"، كما في الفروع (١٣١/٧) وغيره. وأما السقط، فقوله: "وكذلك تسميد الأرض بالزِّبلِ إذا احتاجت إليه"، قبل قوله: "ولكن تفريقه ...".
في مذهب السادة الحنابلة (أدام الله فضلهم) عددٌ من الأعلام خفيَت تراجمهم، ولا يُدرى من هم بالتحديد ، من مثل 👇: - أبي الوقت الدينوري (ذكره ابن مفلح في الفروع في أربعة مواضع. وقد قال بعضهم: إنه إبراهيم بن عبد الله بن مهران، من أصحاب الإمام أحمد والرواة عنه، وهذا لا يستقيمُ مع طريقة نقل ابن مفلح عنه). - أبي علي ابن شهاب العكبري (قال ابن رجب: ما وقعت له على ترجمة). - ابن عبدوس المتأخر، صاحب التذكرة والتسهيل.
°° وفيه أيضًا كتابان لا يُدري لمن هي 👇: 📚 الوسيلة (وإن كان بعض المعاصرين قد ذكر أنها لابن عقيل، إلا أن ظاهر صنيع ابن مفلح في الفروع - ومن أتى بعده - في النقل عنه، مُشعرٌ بخفاء مؤلفه). 📚 الروضة في الفقه، أو: الروضة الفقهية (قال المرداوي: لم يعلم من هو مصنفها. وقال في موضع آخر: قيل إنها لأبي الفتح نصر بن علي الضرير الحلواني (ولا تعرف له ترجمة!). قلت: وقد جاء في هامش إحدى نسخ الفروع الخطية أنها لعبد الرحمن المقرئ البغدادي، ولم يعرف)
قال ثَوبان رضي الله عنه: كان رسول الله ﷺ إذا انصرَف من صلاته استغفَر ثلاثًا، وقال: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركتَ يا ذا الجلال والإكرام".
وقد استُشكِل استغفارُه ﷺ، مع أنه مغفورٌ له. قال ابن سيّد الناس: هو وفاءٌ بحق العبودية، وقيامٌ بوظيفة الشكر، وليُبيّنَ للمؤمنين سُنتَه فعلًا كما بيّنها قولًا. وقيل: استغفَر ﷺ تحقيرًا لعمله، وتعظيمًا لجنابِ ربِّه، وكذلك ينبغي أن يكون حال العابد، ينبغي أن يُلاحظ عظمةَ جلال ربّه، وحقارة نفسه وعمله لديه، فيزداد تضرعًا واستغفارًا كلما ازداد عملًا.
وهل يعقد الاستغفارَ بأصابعه؟ ج: نعم، قال ابن مفلح: "ويَعقدُه (أي: التسبيح والتحميد والتكبير) والاستغفارَ بيده، نصَّ عليه.
روى الإمام مالك في (الموطأ): أن أبا بكر الصديق رضي ﷲ عنه قرأ ( سرًّا ) في ثالثة المغرب بعد الفاتحة : {ربّنا لا تُزِغ قلوبَنا بعد إذ هديتَنا وهَب لنا من لدُنك رحمة إنك أنت الوهّاب}.
قال ابن هانئ للإمام أحمد: تأمُرُني أن أقرأ كما قرأ أبو بكر؟ قال: نعم، افعَل فهو حسن، وأمرني بها.
فالمُنصِفون من الناس - ولو من غير المسلمين - يعترفون أن الإذن في تعدد الزوجات، مع مراعاة العدل بينهنّ، ضروريٌّ في الأُمّة إذا أرادت أن تعيش في عفافٍ وعزّةٍ بكثرةِ نسلها وصيانةِ أعراضها، وهذا ما توخّاه الإسلام في إباحة تعدد الزوجات، مع رعاية شروطه.
قال ابنُ مفلح رحمه الله عند ذكره للأذكار التي تُقال بعد المكتوبة: "قال بعضهم: ويقرأ بالمُعوِّذتَين، وهو متجه، ولم يذكره الأكثر ... عن عقبة بن عامر قال: أمَرني رسولُ الله ﷺ أن أقرأَ بالمُعوِّذات دُبرَ كلِّ صلاة. له طُرق، وهو حديثٌ حسن أو صحيح، رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي. قال بعض أصحابنا(*): وفي هذا سرٌّ عظيمٌ في دفع الشر من الصلاة إلى الصلاة. 📚 الفروع (٢٢٩/٢)
(*) يعني به ابن قيم الجوزية رحمه الله، وكلامه هذا في زاد المعاد (١٦٧/٤). ومن عادة ابن مفلح رحمه الله في (الفروع) أن يكني عمن ينقل عنه في كثير من المواضع.
قال ابنُ العديم في (تاريخ حلب ٤٧٨/٢) عن الحافظ الفقيه أحمد بن عبد الواحد، أبو العباس البخاري المقدسي (ت: ٦٢٣)، وهو أخو الحافظ الضياء، صاحب (المختارة)، رحمة الله عليهما، قال: "وهو ممن يشتغل بالعِلم من صغره إلى كِبره، وبرزَ على أقرانه ... وأقام في سفره (في طلب العلم) نحوًا من أربعة عشرة سنة، ورجع إلى وطنه، ووجد أصحابُنا به راحةً عظيمة، من قضاء حوائجهم عند السلاطين والحكام والولاة، مع عفّةٍ ودينٍ وأمانة، وقَلَّ من رآه وعرفَه إلا أحبَّه، من قريب أو بعيد، حتى إني سمعت من بعض الفضلاء ممن يُخالفنا أنه قال لشخص: لِمَ لا تكونوا مثلَ البخاري، الذي يدخُل حبُّه القلبَ بغير استئذان".
قال الواحدي: «المراد بالمن في الآية: المن الذي هو: الاعتداد بالصنيعة، وذكرها الذي يكدرها. والعرب تتمدح بترك المن بالنعمة، قال قائلهم: زاد معروفك عندي عظما ... أنه عندك مستور حقير تتناساه كأن لم تأته ... وهو في العالم مشهور كبير.
قال المفسرون: معنى المن المذكور في الآية: هو أن يقول: قد أحسنت إلى فلان، ونعشته، وجبرت حاله، وأعنته، يمن بما فعل». اهـ من «التفسير البسيط»
وقول الله تعالى: {بل الله يمن عليكم}. قال ابن عطية: «يحتمل أن يكون بمعنى: ينعم كما تقول: مَنَّ الله عليك. ويحتمل أن يكون بمعنى: يذكر إحسانه، فيجيء معادلا لـ {يمنون عليك}. وقال الناس قديما: إذا كفرت النعمة= حسنت المنة. وإنما المنة المبطلةُ للصدقةِ المكروهةُ= ما وقع دون كفر النعمة».
قال ابنُ حزم رحمه الله: ولا يحِلُّ لأحدٍ أن يمُنَّ بما فعَل من خير، إلا من كُفر إحسانُه وعُومِل بالمَساءَة؛ فلهُ أن يُعدِّد إحسانَه. ثم استدل على إباحة تعديد الإحسان بحديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه