وعلى قَدر التأخير، يكونُ العِوضُ والجبر..
يَسبُقكَ الصحبُ، وتُغلق الحلولُ في وجهك، وتَظُن أن بكَ عيبًا.
الجميعُ يسيرُ في طريقه، وأنت هُنا ما زِلتَ بمكانك، تتسائل بأيِّ ذنبٍ حُرمتَ ما تتمنىٰ أو أي ذنب يعيقُ سَيرَك للوصول إلى ما تريد أو يؤخرهُ عنك..
تَري من حولك قد جُبر فتضع يدك علي قلبك وتقولُ: وقلبي يارب..
بداخلك حديثٌ يطولُ شرحُه ووصفُه، يخرج على هيئة تنهيداتٍ ودَمعٍ أسيل،
تجلسُ تَعَضُّ يداكَ أسفًا وندمًا على ما فاتَ وولّى وماتَ، وتقولُ: يا ليتَ ولو وآهٍ؛
أنساكَ الشيطان أنه قَدرٌ قد قُدِّر، وأنَّ رزقك المتأخر قد يكونُ خيرًا وأفضل وأعظم من أرزاقهم المتقدمة، وربما يَختبِر اللّٰه صبرَك ليرىٰ مدى يقينِك وظنِّك بهِ بعدما غادركَ الجميع،
وتظنُ أنك غارقٌ وفي الحقيقة أنك ناجٍ.
فلتتوجع بـ "الحمدِ يا رفيق"، وتُسلِّم تمام التسليم بِـ "قَدَّر الله وما شاء فَعَل"،
ولتُغلِق لوسوسة الشيطان والنَفسِ بَابَك بـ "مالكٌ يَتصرفُ في أملاكهِ حكيمٌ لا يفعلُ شيئًا عبثًا"
فلا تأسف على ما فاتك فَلِكل شيء قد جرى حكمٌ خفيّ.
وتذكَّر وصية الرسول ﷺ:
«اعلم أن ما أخطأك لم يكُن لِيُصِيبك، وما أصابك لم يكُن لِيُخطِئك، واعلم أن النصر مع الصبرِ، وأن الفرج مع الكَربِ، وأن مع العُسرِ يُسرًا».🦋