أحسن الحسنات حبنا أهل البيت

#الشيخ
Канал
Логотип телеграм канала أحسن الحسنات حبنا أهل البيت
@shathrat14Продвигать
829
подписчиков
10,5 тыс.
фото
579
видео
4,81 тыс.
ссылок
К первому сообщению
#شرح_دعاء_ابي_حمزة_الثمالي
#الشيخ_حبيب_الكاظمي
#شهر_رمضان_المبارك
 شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
الحلقة: #الحادية_عشرة:
#المقام_المقدس

- إن من المقامات المقدسة والنورانية التي يعوّل عليها ، وتقترب فيها الإجابة ، هي : مقام إبراهيم ، والحطيم ، والميزاب ، والمستجار ، والمسعى ، وأرض عرفة ، ومشاهد أئمة أهل البيت (ع)... إلا أن هنالك مقام مقدس آخر ، ألا وهو مقام المصلي بين يدي ربه ، حيث يقف الإنسان في مصلاه لمناجاة الله عزوجل.. فهذا المقام مقام جليل ، سواء كان في شهر رمضان ، أو في غيره من الشهور.. ومن هنا فإنه يستحب للمؤمن أن يتخذ في بيته مسجدا ، بأن يخصص له مكان يفزع إليه كلما أراد أن يناجي ربه.. حتى أنه ورد أيضاً استحباب نقل المحتضر إلى موضع صلاته في منزله ؛ لأنه مقام مقدس ، مقام ناجي فيه ربه.. ومن المعلوم بأن البيوت التي يذكر فيها الله عزوجل ، ويتلى فيها القرآن الكريم ، فإنها تضيء لأهل السماوات كما تضيء النجوم لأهل الأرض..
ولهذا فإن الإمام (ع) في هذه العبارة يذكر هذا المقام المقدس لربه ، فيقول : (يَا رَبِّ هَذَا مَقَامُ مَنْ لاَذَ بِكَ وَاسْتَجَارَ بِكَرَمِكَ..).. ومن الممكن أن الله عزوجل إذا رأى عبده في تلك الهيئة ، وهو في حال خضوع وخشوع ، فإنه يباهي به الملائكة المقربين ؛ فالملائكة موجودات مجبولة على العبادة ، قوتها التسبيح والتهليل ، بينما هذا العبد -الذي يصفه القرآن الكريم بالتجافي عن المضاجع- قام باختياره لمناجاة ربه تاركاً للذيذ فراشه.
 
- (وَقَدْ تَوَثَّقْنَا مِنْكَ بِالصَّفْحِ الْقَدِيمِ..).. أي أن الرب تعالى معروف بالصفح القديم ، هذا الصفح الذي تجلى في حياة الأنبياء والمرسلين في مواقفهم مع الطواغيت والكفار والفجرة.. وقد سجل التاريخ لنا موقف النبي الأكرم (ص) عندما دخل مكة فاتحاً.. فبرغم كل الإساءة والأذى النفسي والجسدي الذي تعرض له هو وأصحابه صلوات الله وسلامه عليه ، إلا أنه عفا عنهم ، وكانت تلك كلمته الخالدة : (اذهبوا فأنتم الطلقاء) !.. فإذا كان النبي هكذا وهو المبعوث من قبل الله عز وجل ، فكيف برب العالمين ؟!.. وهو الذي سبقت رحمته غضبه ، وهو الذي تسمى بالغفور الرحيم ، وهو الذي كان يوصي الأنبياء باللين في القول في التعامل مع الطواغيت ، كما في أمره تعالى لهارون وموسى عند ذهابهما إلى فرعون : {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.
 
- (يَا رَبِّ إِنَّ لَنَا فِيكَ أَمَلاً طَوِيلاً كَثِيراً..).. لا شك أن رب العالمين إذا رأى في عبده هذه الثقة ، وهذه الحالة من الركون إلى رحمته ؛ فإنه لن يخيب عبده أبدا.
 
- (يَا غَفَّارُ بِنُورِكَ اهْتَدَيْنَا، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْنَا، وَبِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا، ذُنُوبُنَا بَيْنَ يَدَيْكَ، نَسْتَغْفِرُكَ اللَّهُمَّ مِنْهَا وَنَتُوبُ إِلَيْكَ..).. ما أجمله من مقطع !.. وأنعم باتخاذه ورداً لمناجاة الرب عزوجل في كل حين ، في قنوت ، أو في خلوة !..
فإذن ، إن تذكر التعامل الإلهي مع عباده في طوال التأريخ ، ذلك التعامل المليء باللطف والكرامة ؛ من موجبات سكون العبد وارتياحه إلى المغفرة الإلهية.. وما ذلك على الله بعزيز !..

https://t.me/shathrat14/21855
#شرح_دعاء_ابي_حمزة_الثمالي
#الشيخ_حبيب_الكاظمي
#شهر_رمضان_المبارك
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
الحلقة: #العاشرة :
#دور_المراقبة_في_السير_التكاملي

- إن الإمام (ع) عندما يناجي ربه ويتذكر ذنوبه وخطاياه السابقة يقول : (لاَ لأَنَّكَ أَهْوَنُ النَّاظِرِينَ إِلَيَّ، وَأَخَفُّ الْمُطَّلِعِينَ عَلَيَّ، بَلْ لأَنَّكَ يَا رَبِّ خَيْرُ السَّاتِرِينَ، وَأَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، وَأَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ..).. وكأنه (ع) يقول : أنا يا رب عندما عصيتك ، لا لأنك أهون الناظرين ، وأخف المطلعين علي ، بل لأنك يا رب خير الساترين ، وأحكم الحاكمين ، وأكرم الأكرمين.. يا رب، أنا عندما عصيتك لم أكن في موقف المواجهة ، ولست في موقف المحادة ، والوقوف أمامك ، فمن أنا لأقف أمام رب العالمين ؟!.. وإنما جرأني على المعصية ، سترك المرخى علي ، لا اعتقادي بأنك لا تراني ، فلا تجعل هذه المعصية بمثابة موقف اعتقادي.. لو أن الإنسان وصل إلى درجة عالية من اليقين ، بأن الله عزوجل مطلع عليه في كل الأحوال ؛ لكفاه ذلك رادعاً عن أي معصية.. ولو أن أي زوجين استحضرا هذه الآية ، في قوله تعالى : {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} ، فهل يمكن أن تحدث أي مشادة بينهما في جوف الليل ، حيث لا رقيب ولا عتيد ولا أقارب ولا حاكم شرعي ؟!..
ومن هنا فإن الإنسان يلزمه أن يعمق حالة المراقبة لديه ؛ حتى لا يتورط في المعصية.. وتحسن هذه المقولة لعلمائنا الأجلاء : (بأن ترك الحرام بشكل مطلق لا يكون إلا بالمراقبة المتصلة).. إذ أن دعامة الأخلاق ، ودعامة السير إلى الله ، هي المراقبة المتصلة ؛ لا مراقبة الجوارح فحسب ، وإنما مراقبة الجوانح الباطنية.
 
ويقسم العلماء المراقبة إلى شقين :
شق مع الرب : وهي النظر إلى مقام الربوبية في النفس ، وتوقيره الله تعالى في حركة الحياة.. فبقدر ما لله في النفس ، ينظر الله عزوجل لها بعين اللطف والرحمة.
وشق مع النفس : وهي النظر إلى الهواجس والأفكار.. فمن المعلوم بأن عالم الأوهام مقدمة للتصديقات ، والتصديقات مقدمة للحركة الخارجية نحو المعصية.. فإذن ، الذي يراقب الخلجانات الباطنية ، ويراقب الأوهام والخواطر ، فقد اجتاز مرحلة عالية من حركة المراقبة والدقة ، في سير النفس وحركتها التكاملية إلى الله.
 
ويا ليت أحدنا يتأسى بالله عزوجل في صفة الستر والغفارية !.. فلا يتباطأ في قبول عذر من أساء إليه - كما يفعل بعض الناس- ، وخاصة إذا كانت الإساءة بغير قصد ، أو سهو ، أو جهالة.. فإن الله تعالى كم يحلم عن عباده !.. وإذا به تعالى بجلسة واحدة في جوف الليل يتجاوز عن تاريخ من المعاصي والذنوب !..
ومن هنا فإن العلماء يوصون بأن من يريد أن يفتح صفحة جديدة مع ربه : أن يغتسل غسل التوبة ، ويصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه ، ثم يستغفر سبعين مرة في السجود ؛ ليجد الله تعالى بعدها تواباً رحيما.. ومن أراد أن يعلم علامة الاستجابة في التوبة ، فلينظر إلى سلوكه بعد ذلك ، فإن رأى في نفسه عزوفاً عن المنكر ، وزهداً في المعاصي ؛ فليعلم أنه على خير ، وقد قبل الله تعالى توبته.

https://t.me/shathrat14/21847