أهلًا صديقي ومرحبًا بك !!
كيف حالك، وكيف صارت حياتك في هذه الأوضاع !!
هل مازلتم تحت الحجر الصحي أم عدتم لمزاولة أعمالكم اليومية بإعتيادية ..
اردت أن أخبرك أني أصبحت أعرف كيف كانت مشاعرك الفترة الماضية وأريد أن أعتذر عن تقصيري وقصر نظري بتلك الآونة فلم أدرك وقتها ما كان يجب عليا صنعه غير مواساتك ومحاولة تغيير مشاعرك، فكما تعرف لا أحد حقاً يعرف ما تعتري خواطر شخص آخر حتى يمر بنفس اللحظة أو الموقف ..
حقاً إنه شعور رهيب مخيف لا يمكن وصفة بمجرد كلمات منمقة متراصة كل من يقول انه يستطيع وصفه بكلمات ، جمل ،أو مقالات فهو كاذب، الأمر يحتاج إلى سلسلة كاملة من التعمق وحتى بعد المرور بنفس المواقف يظل التعبير عنه صعب وغامض ..
هل هي نهاية أما مجرد البداية يا ترى؟!
لا أحد يعلم أو يجزم، لم نجد شخص مر بتجربة مُتأصلة وعاد منها إلى الحياة .. كيف هي تلك الدقائق المسكرات المتباطئة يا ترى؟!
هل تمر كأنها ثواني أو كأنها بضع شهور أو سنين!!
ماذا يشعرون؟!
هل وصلت لديهم القناعة التامة أن أجلهم قد حان وان رصيدهم في الحياة شارف على الانتهاء!! أم حدث الامر بغتة؛ فوجئوا كما فوجئنا؟!
اسئلة كثيرة تتوارد في ذهني هل الموت نهاية البداية؟! هل كانت البداية لديهم جديدة هل دربنا الذي نسير فيه صحيح هل سنجد نهاية بدايتنا جيدة صالحة ممكن أن تنتهي ونحن بسلام ؟! هل سنجد من يتكفل بالاحسان والعمل لنا والترحم والعطف علينا بعد ما نتوفى!!
هل عملنا متقبل وبالإمكان أن نقابل الله به رافعين رؤوسنا سألين رحمته ؟! أم يرد على أعقابنا كل فعل في نفس اللحظة وأن نكتشف ان رصيدنا في هذه الحياة هو صفر ولا شيء جميل .
هل بالإمكان اذا أتتني المنية أن أضمن انه هناك عمل متقبل، أو هل هناك رجاء لي ومغفرة أن تجاب إذا طلبت، أعلم ان الله أرحم وألطف من العبد بأمه ولكن هل نضمن أنفسنا أنها لم تعمل فعل لا يغتفر!! وانه لم تأخذنا العزة بأنفسنا ولمن نطلب السماح والمغفرة.
مجرد التفكير في الأمر يرعبني ..
أعلم ان الموت حق وانه آت لا محالة ..
أعلم أن القبر مظلم موحش بارداً وحيد بين أكوام التراب عن يمينك وعن الشمال وعلى مد بصرك ومتحسس أقدامك فكيف هي الشعور إن آلت نفسك لما آلو إليه ..
كيف سيكون شعورك عندما يتم تجريدك من ملابسك وقد كنت عفيفاً خجولاً يكسوك الحياء من مجرد تكشف جزء بسيط دون علم!! فكيف اذا تم تجريدك عن قصد سائر بدنك دون مقاومة حبيس مستسلم لا تملك أي حق في المقاومة تنصاع دون عزيمة ..
كيف سيكون شعورك عندما يتم أخذك بعيدا عن بيتك عن أحبابك وأقرانك وعن كل ماهو قريب لقلبك بالقوة منكسر العزيمة، فقط تسمع لنبض قلوبهم ولآنين آصواتهم وبكائهم دون المقدرة على الرد حتى لو بتنهيدة ..
كيف سيكون شعورك اذا تم وضعك في حفرة على يد حبيبك واقرب الأشخاص لك وبدأوا بكسوك بالتراب فالتراب سيكون صديقك وونيسك ورفيقك الوحيد .. فكل من كان رفيقك او صديقك او حبيبك أو ونيسك قد اخذ من قلبه قطعة وخلطها بالتراب ودفنك فكلما زاد مقدار حبه زاد مقدار دفنه لك
هل يمكن أنهم يشعرون ويسمعون؟!
هذه سنة الحياة فاللهم لا أعتراض
الموت سنة الحياة مهما طالت فلكل بداية دائما نهاية .. فاللموت خصاصة يبدأ بفاجعة ثم يتدرج حتى ينتسى أو يصبح أمر هين .. لا أدري هل هذا أمر جيد ؟!
أخبرني يا عزيزي هل من الجيد أن ننسى شخص أحببناه وكان يعني لنا الكثير، فقط لكونه لن نعود نلقاه مجددا أبدا ، أعلم ان حياة الحي أبقى من الميت ... ولكن أخبرني هل نسيت عزيزك وأصبح أمره عادي وهل هذا أمر جيد؟؟
أخبرني هل هو امر بغاية السهولة؟
أرجو أن ترد عليا بأقرب وقتاً .
مع خالص محبتي وأمتناني صديقك
#رسالة_من_المنفى#S_aldauis