🌹#
التدبر_التفاعلي (11)
🌹
سورة البقرة من الآية (21-22)
للتدبر التفاعلي في الآيتين (21-22) من سورة البقرة، سنقوم بخطوات تبدأ بالتأمل في الآيات، ثم طرح سؤال تدبري لكل آية، ثم الختام بممارسة تدبر تفاعلي يمكن تطبيقه في الحياة اليومية.
1. التأمل في الآية (21)
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون".
التأمل:
تخاطب هذه الآية الناس جميعاً بنداء شامل، تدعوهم إلى عبادة ربهم، وتستند في هذا الطلب إلى أن الله هو الذي خلقهم وخلق من قبلهم. فالخلق نعمة عظيمة تستحق الشكر والعبادة، وهذه العبادة تثمر التقوى، وهي أعلى غايات الإيمان. يذكّرنا الله هنا بأن وجودنا ليس صدفة، وأن عبادة الله هي السبيل إلى تحقيق التقوى، وهي الحماية من الذنوب والانحرافات.
السؤال التدبري:
كيف يستنهض فيك تذكر أن الله هو خالقك وخالق من قبلك الشعور بضرورة عبادة الله وإخلاصها له؟
.......... ..............
2. التأمل في الآية (22)
"
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"
التأمل:
تتجلى في هذه الآية نعم الله الكثيرة التي يحيط بها الإنسان في حياته اليومية، فجعل الأرض مهيأةً للعيش، والسماء مثل البناء الذي يظلنا، والمطر الذي ينزل فيحيي الأرض ويخرج منها الثمرات رزقاً لنا. كل هذه النعم توجب الشكر لله، الذي يعطينا دون مقابل. كما تحذرنا الآية من جعل الأنداد لله، أي المساواة بين الله وغيره في التعلق أو الخوف أو التقدير، مما ينبهنا إلى ضرورة إخلاص العبادة لله وحده.
السؤال التدبري:
كيف يساعدك تذكر نعم الله عليك في ترسيخ يقينك بأن الله وحده هو المستحق للعبادة والشكر؟
......... .........
ممارسة التدبر التفاعلي
الخطوة الأولى: تأمل النعم من حولك
حاول في هذه اللحظة أن تتأمل النعم من حولك: الأرض التي تمشي عليها، السماء التي تظللك، الماء الذي تشربه، والطعام الذي تتناوله. فكر في هذه الأشياء بوصفها آيات من الله وعلامات على عظمته ورحمته بخلقه. اجعل هذا التأمل يقودك إلى الشكر والإحساس بحاجتك المستمرة إلى الله.
الخطوة الثانية: إجابة على السؤال التدبري
خُذ وقتاً للإجابة على السؤالين التدبريين بصدق وتأمل:
في الآية الأولى، كيف يشعرك التذكر بأن الله خالقك بضرورة عبادته؟ هل ترى العبادة مجرد طقوس، أم أنها علاقة حب وخضوع للخالق؟
في الآية الثانية، هل تقودك رؤية النعم المتعددة من حولك إلى الشعور بعظمة الله ورحمته؟ كيف يمكنك أن تعبّر عن هذا الشكر عملياً؟
الخطوة الثالثة: اتخاذ قرار عملي
بعد هذا التدبر، اتخذ خطوة عملية تترجم هذا التأمل إلى فعل:
قرر أن تبدأ عباداتك بخشوع أعمق، مستشعراً وجود الله في حياتك.
اكتب في مذكرتك بعض النعم اليومية التي تراها حولك واشكر الله عليها، واجعل ذلك عادة يومية.
راقب قلبك، وتجنب أي ميل للتعلق أو الاتكال على شيء غير الله، واعلم أنه لا يستحق العبادة أو الشكر سواه.
بهذا التدبر التفاعلي، يمكنك تحويل معنى الآيتين إلى جزء من حياتك اليومية، حيث تكون أكثر يقظةً للنعم وأكثر حرصاً على عبادة الله بصدق ووعي.
✍️ د.إسماعيل السَّلْفي
للإشتراك
👇
https://t.center/nh607