أتخيلُنا ونحنُ عائدين إلى الشمال، إلى بيوتنا ومسقط رأسنا، سِرب سياراتٍ وأزمةٌ مرورية على طريق صلاح الدين، الكُل بحتفل ويهتف بتحقق حُلمٍ طال انتظاره، بأملٍ منشود أصبح حقيقة ملموسة، أتخيلنا ونحن نقفز فوق الركام من مكان لآخر بحثًا عن ما تبقى من بيوتنا..وأتخيل الكُل مبتسمٌ ويضحك، لأن هذه الفرحة لا تُعادلها فرحة، أتخيَّلنا ونحنُ نَخِرُ سُجَّدًا شاكرين الله..ولأن قلوبنا تخدرت من الألم، من فقد بيته يبتسم بالعودة إلى رُكامه، حتى من فقد أهله يبتسم أنه عاد إلى مسقط رأسه، لأنه والله لا يوجد أقسى من أن تكون بعيدًا عن بيتك، وما أروع أن تكون في كنفه ودفئه.