أحد مراحل السلام الداخلي أن تكف عن "جلد ذاتك" و تؤمن بأنك لستَ أفضل ولستَ أسوأ من في الأرض، وأن وقوعك في الخطأ أمر وارد وطبيعي، وأن اختياراتك السيئة لا تعني نهاية العالم، و أن الخطأ وارد كذلك في تعامل الناس معك، وأن لكل شخص طباعه وأفكاره المختلفة عنك، لا تتعشم كثيراً ولا تضع أمالًا على أحد حتى لا تُصاب بالخيبة، لا تُهلك نفسك في تصحيح وجهة نظر أحد عنك أو مُحاولة التجمّل من أجل إرضاء أحد، ستنضج وتعرف أن الفقد والخذلان والخيبات كلها أشياء عادية تحدث للجميع، أنت فقط من تُقرر هل ستتجاوز وتواصل الحياة أم ستقف مكتوف اليدين، إن قررت التجاوز فهذا يعني أنك قوي بما يكفي لتُواصل الحياة، ولن تتهم نفسك بالفشل ان تعثرت بل ستحاول إيجاد حلول أُخرى للركض، ستتعامل مع الحياة بهدوءٍ تام حد اللامبالاة، لا يُهم ما حدث ولن يهُم ما سيحدث، الأهم أنك في سلامٍ داخلي مع الحياة، مُدرك تماماً بأنك لستَ أسوأ ولستَ أفضل من في الأرض، أنت فقط إنسان خُلق ليُخطأ ويتعلّم ويُخطأ ويتعلّم وهكذا .
إلى سّراء أقرئك السلام أنتِ و روحك و كل ما دُثر فوقك من تراب و بعد : أختي العزيزة.. حبيبة عيوني، أنيسة وحشتي، قريبة فؤادي، جارة روحي و كل قلبي أكتب إليكِ لأخبرك بأن مكانك فارغ فارغٌ في كل مكان، في غرفتي، وعلي مقعدك و على طاولة الطعام و قرب عطوري المُفضلة لديكِ و في القلب ما من أحد بعدك يستطيع أن يملأ تلك الوحشة وذلك المكان، أي أحد مهما بلغ فيّ المكانة لن يصل إلى هناك فالمكان لكِ فقط كل المكان فأنتِ هناك في الموضع المقدس من القلب في اعمق نقطة منه و لكِ هذا حتى بعد وفاتك فأنتِ المفضلة في الحضور والغياب و المقربة في القرب و البعد و أنتِ الأنيس في الكثرة و الوحدة
نحن الفاقدون الذين لا يعزينا في غيابك أي من مفردات العزاء عزائنا الوحيد هو أنّا فقدناك فحسب. -مريم
أحياناً تحزنني أمور تافهة .. وأعلم أنها تافهة أحياناً تبكيني أشياء لا تستحق .. وأعلم أيضاً أنها لا تستحق . لكن ما لا أحتمله أن تخبرني أنني أبالغ .. وأنه يتوجب علي ألا أحزن .. أن تهاجمني فقط لأنني أحزن .. دون أن تأخذ اعتباراً لهشاشة قلبي التي تجعلني هكذا الشخص الوحيد الذي يستحق أن تبقى بقربه .. هو من لا یعنیه سبب حزنك .. بقدر ما يعنيه أنك حزين .. شكرا لمن لا يشعرنا أننا نبالغ .. لمن يحتوينا وكأننا محقين دوماً حتى وإن كنا خلاف ذلك .. لمن ينظر لما يؤلمنا بفؤاده لا بعقله لمن يكترث بشأن شعورنا .. لمن يحترمه .. لمن لا يحلل أسبابه . لمن يعلم أن ما في قلوبنا يكفينا ولا يزيد الأمور سوءاً علينا .
انتهتِ المواسمُ يا صاحبي وقد خَلَتْ أيام الله؛ ذهبَ رمضان ومرّتِ العشرُ الأواخر، وقد مضَتْ ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر، وكبّرنا الله على ما هدانا، وانتهى عيد الفطر وقد ولّى زمنِ الاعتكاف، انتهتْ في لمح البصر الليالي العشر من ذي الحجة وقد مَنَّ اللهُ علينا ببلوغ يوم عرفة العظيم وبلوغ الدعاء فيه، ثم أتى يوم النحر فذبحنا طاعة لأمر الله، وأكلنا مما رزقنا لحمًا طيبًا، وكادت تنتهي أيام التشريق كلها.. انتهى كل شيء يا صاحبي ولم ينتهِ القرآن بعد، ولم تنتهِ الصلاة، ولم ينتهِ الدعاء والسجود والقيام والصدق مع اللهِ، فتذّكر دائمًا قوله تعالى « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ» وإياك أن تكون عبدًا موسميًا تعبده بصدقٍ في أيامٍ وتغدر وتفجر في أيام أخرى، انتهى كل شيءٍ يا صاحبي ولم يبقَ لك إلّا الله.
ذوقي غير مُستقر في الأغاني ، مثل مزاجي تماماً أحياناً أَجِد الاستماع الى الاغاني القديمة مُمل وأحياناً أقدسه ، أحياناً تزعجني الاغاني الصاخبة وأحياناً انا أزعجها من فرط إستماعي إليها ، اعتقد ان سبب عدم إستقراري على ذوق معين هو إني داخلياً غير مُستقرة ، لا أجد أن الاغاني تلعب بمشاعري ، أنا مشاعري تلعب بي دون أي واسطة ، مشكلتي أن اعجابي بالأشياء لا يدوم طويلاً ، أركز على تفاصيل كل شيء ، أغلب الأحيان ألزم الصمت ، لا افرض وجودي في التجمعات لكن هدوئي يفرض وجوده ، مهووسةٌ بالعمل على جعلي شخص اخر اكثر إيجابية لكن نوبات الإكتئاب بين الحين والآخر تحطم نصف محاولاتي ، أحب اللون الاصفر ولكنني ارتدي كل شئ عدا الأصفر ، أحب المطر و أحزن حين تمطر ، أنا عادية لدرجة كبيرة ، عاديتيّ سوف تُدهشك ، أحب الملابس الضيقة و أرتدي الواسعة ، أحب الإستيقاظ في الصباح و أعشق السهر ، لدي عادات طفولية و أجد دموعي تتسرب من عيني في أغلب الأحيان ، ما الذي يجعلك تظن بأنني قوية؟.
أُحب الكتابة و أهرع إليها في كل وقتٍ وحين ، أقدس الهدوء و كل ما هو قديم حين أمرض أُدندن بعض الألحان و يصبح صوتي جميل ، أمارس الحُب بشكل سليم و أحب الحياكة و القراءة و الرسم و كُل ماهو لطيف ،كم هو محظوظ من يقع في حُب امرأهٌ مثلي.