ما حكم إنكار الأحكام الشرعية؟
إن من يفعل الذنب، تارة يفعله وهو مقراً بأنه ذنب ومعصية، لكنه ارتكبه غفلة أو سهواً أو غلبته شهوته أو أو أو… الخ!
وتارة يفعله، لكنه ينكر حرمته ويزعم أنه حلال وأنه لم يفعل حراماً، لكي يريح ضميره ولا يشعر بتأنيب الضمير..!
والصنف الثاني هو أخطر وأشد بكل تأكيد، ولا يظن صاحبه أنه بإنكاره لحرمة الشيء يخلص نفسه من الذنب، بل أنه بذلك ارتكب ذنباً، وأرتكب معه عدة أمور أخطر وأشد من الذنب نفسها، إذ أن إنكار حرمة ذنب ما، تترتب عليه عدة تبعات أخطر من الذنب نفسه، ومن هذه التبعات:
1- البدعة:
إن انكار حكم شرعي أو الإتيان بحكم شرعي جديد كل هذا مما يندرج تحت عنوان البدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ولا يمكن أن يبرره بأنه ما جايب حكم جديد وكل ما في الأمر أنه ما ثابتة عنده حرمته…
فإن مجرد إنكاره للحكم الشرعي كحرمة الغناء أو الحجاب أو القمار.. يعد بدعة بكل وضوح.
ولا ينفعه التبرير بأن هذا الحكم لم يثبت عنده، فهو ليس من أهل الاختصاص لكي يعرف ويبحث بالأدلة، بل أنه غالباً لم يبحث بالأدلة ولم يتصفح الكتب الفقهية الاستدلالية، ورغم ذلك يقول أن الحكم لم يثبت عنده!
ولا أدري هل يريد الوحي أن ينزل عليه ويخبره بالحرمة أو ماذا، إذا كان هو لم يطالع حتى الكتب الفقهية الاستدلالية!
2- الإفتاء بغير علم:
إن إنكار حكماً شرعياً أو الإفتاء الذي يصدر من غير المختصين، كله يدخل تحت الإفتاء بغير علم، فما دام الشخص غير مطلع على أدلة الأحكام الشرعية ومحيطاً بها، فإن كل حكم يثبته أو ينفيه من عنده فهذا يعد إفتاء بغير علم.
وهذا هو حال جميع الذين ينكرون حكماً ما أو يحللون ما حرم الله، فجميعهم لا يعرفون الأدلة أصلاً ولا يعرفون ما الذي يصلح ليكون دليلاً والذي لا يصلح ليكون دليلاً، كل هذا لا يعرفونه، ولم يبحثوا عنه ولم يطلعوا على موارده ووو، ومع ذلك يحرمون ويحللون حسب أهوائهم، وفي الرواية:
عن أبي عبيدة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه.
3- تكذيب النبي وأهل بيته:
أحياناً، يكون الحكم واضحاً، لدرجة أن إنكاره يستلزم إنكار وتكذيب النبي وأهل بيته، واذا وصل لهذه المرحلة، فمن الواضح أنه سيلزم منه كفر المنكر، لتكذيبه النبي، فمن ينكر حرمة الغناء أو القمار أو الحجاب، رغم وضوح صدور ذلك عن النبي وأهل بيته، قد يقع والعياذ بالله بمحذور تكذيب النبي وأهل بيته!
فهذه بعض اللوازم التي تترتب على من ينكر حرمة ذنب ما، اضافة طبعاً لحرمة نفس الذنب.
ونحن لا نريد أن نستسيغ الذنب ونستسهله، فإن كل ذنب هو عظيم، إذا نظرنا لعظم من نعصيه.
لكن نقول إن الإتيان بالذنب مع الإقرار بكونه ذنب، هو أهون بكثير من الإتيان بالذنب مع إنكار كونه ذنب، والتوبة منه أسهل وأيسر، للوازم المذكورة أعلاه.
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot