جئت أذكرك أن الرضيع تكلم ، والعجوز حملت والعاقر انجبت، والقمر انشق والنائمون استيقظوا بعد سنين طوال و لقله غلبت الكثره ، بطن الحوت لم يهضم ، النار لم تحرق !
جئت اذكرك بأن المستحيل يتحقق .. والله لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء فإذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون وتذكر إن الله دائمًا يُحقّق المستحيلات بالطريقة الأكثر استحالة ، فاطمئنّ💙.
ولاتقلق ولاتفكر كثيرا ، سترحل الأوجاع من الدنيا مثلما جاءت ، وسيطرق الفرح باب قلبك المنهك الضعيف في الوقت المناسب وستنسى ما كان يؤلمك فقط أحسن الظن بالله و تفاءل خيرا .
ستمرُّ ولن تلبث طويلاً، ستصبح مجرَّد ذكرى في صفحات حياتك، فدوام الحال من المُحال وما الحياة إلا كعجلة مستديرة في تقلّباتها وأنها متغيّرة بغمضة عين، ما عليك إلا أن تحرس قلبك بسور اليقين فاليأس ذئبٌ جائعٌ لا يأكل إلا من القلوب القاصية عن اليقين بالله.»
"بإذن الله ستخرج من قوقعتك،وتُغادر تلك البُقعة المُظلمة التي ظننت أنها مثواك الأخير، سيدخُل النور إلى قلبك، وتتسلل الحياة إلى جذورك من جديد، ستعود ثمار الشّغف إلى أشجارك، وستغدو صحراءك خضراء مُزهرة،إنها ليست إلّا فترة قصيرة يزورك فيها الخريف،حتى تتجدد وتنتعش وتُخرج أجمل مابداخلك"
أنت بحاجة لأن تستريح قليلًا تستريح من الخوف، من القلق، من توقع الأسوء، من عناء التفكير، من عشرات المعارك التي تخوضها بالتوازي ..
لن تمنحك الحياة أكثر مِمّا كُتِبَ لَك، ولن يمنع عنك أحد مَا كُتِبَ عليك ... فٱهدأ
تصالَح مع ابتلاءاتك التي لا تستطيع تغييرها قد يبدو الكلام سهلًا، ولكن الحقيقة أنه لا بديل ..
إمّا التَّصالُح، وإمّا أن يمضي العُمر دون أن تلتقط أنفاسك لتستشعر شيئًا جميلًا ولو للحظات ..
"لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ" تعامل مع الحياة على أنّها ليست دار راحة، ليست للسلام النفسي المُطلق، ليست للطمأنينة التي لا يشوبها قلق .. بل هي مجرد رحلة، لحظاتها تتبدّل، أحوالها تتغيّر، قد تعصف فجأة، وقد تَحلُو فترة، وفي كل أحوالها ستمضي ..
أنت بحاجة لوِسَادَة يغفُو عليها عقلك، ينفصل، يستكِين، يمنحك لحظات من الهُدنة لِتُكمِل الطَّريق .
سيبهرك التوقيت الربّاني في إنقاذك مِما غرقت فيه، في جبر قلبِك مما انكسر منه، في تعويضِك عما خسرتهُ، ستعلَم أنَّ الحكمة الإلهية في التأخير ليسَت عِقابًا لك بل جزاءً لصبركَ، وأن الحِرمان لم يكُن مقدمًا على العطاء، بل كان لطف من الله لأجلك، ستنعم بموعِد لم يكُن في حُسبانِك ينجلي فيه حُزنك، وستفرَح بشيء تأخرَ عليك تجدهُ في صفك، وستعلَم أن توقيت الله مثالِي في كُل الأحوال، وأن يد الله فَوق يدك، وأن عينهُ دائمًا ترعاك، ستشعُر بذلِك حين تُستبدل أشياؤك التي حسَبت أنت فقدانها خسَارة، فتجدُها بعد فترة مكسبًا، وأن ما حزَنت عليهِ حين أُخذ منك كان في خفايَا لُطفه أضعافه مخبّأ لك ولكن بطريقة تُذهلك، ستُجبر، وسترضىٰ، وستطمئِن. فوالله ما أبكاك إلا ليكرمك، وما حرمك إلا ليحميك وما أخر الأماني إلا ليعطيك أفضل منها فأبشِر!
(والله يعلم وأنتم لاتعلمون) هُنا نجد المواساة كلها،فلا ندري أين تكمن الخيرة فلربّما كرهنا أمرا كان به سعادتنا،ولربما أحببنا أمرا كان به تعاستنا ولكن الله صرفه عنا،ثق تماماً أن الله إذا أراد بك خيراً ساقه لك ولو كان من بين ألف طريق ضيق،حتى إنك لتتعجب من كيفية قدومه إليك ..
كله لا بعضه! حتى أمرك الذي تيسيره بيد أحد من البشر هو بيد الله أولاً، مرضك الذي عجز الأطباء عنه بيد الله قبل كل شيء، كل الأمور التي أقلقتك وأوجعك مهما كانت عظيمة هي بيد الله و بأمره تخفيفها وتهوينها .. ففوّض أمرك لله ولا تقلق فإليه يُرجع الأمر كله!
" ألك حاجة تطلبُها ؟ ألك شكوى تبثّها ؟ أيُحيق بك ضيق يلازمك، وحيرة تقطعك؟! فدونك بابُ من خزائنه لا تنفد، ورحمته لا تنقطع، لا يشغله سمع عن سمع، ولا تعجزه كثرة المسائل، ولا يتبرّم بإلحاح الملحين بل يحب الملحّين في الدعاء يقبل المذنبين ويشكر الطائعين، يغفر للمسرفين، ويزيد المحسنين ارفع قلبك قبل يديك وتوجّه بقلبك، سينزل عليك من رحمته ومنّته، فكرمه واسع وجوده لا ينضب، حاشاه أن يرد ملهوفا، وأن يطرد مفتقرا ذلّ بين يديه، وافتقر بكلّه إليه " .