من القصص
لمّا بلغت الثلاثين من عمري كنت شديدة الحرص على الزواج ، وربما قمت الليل وتحيّنت الثلث الآخر منه لأدعو بالزوج الصالح فيستجاب لي و ربما صمتُ وتصدقت حتى أدعو بالزوج الصالح فيستجاب لي وكنت أترك كثيرا من المعاصي حتى أكون أكثر قربا من الله فيستجيب دعاءي وأزف إلى زوجي
و لم أكن أتخيّل السعادة بدون حنان الزوج و حلاوة الأولاد وكنت أرّدد دوما على مسامع نفسي ما يرددّه الناس حولي "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" و أغفل عن الشطر الثاني من الآية "والباقيات الصالحات خير عند ربّك ثوابا وخير أملا"..
والباقات الصالحات هي الأعمال الصالحة التي يذهب تعبها و عناؤها ويبقى أجرها و ثوابها..
و أقول لنفسي ناصحة : إن فاتك الزوج والأولاد فاحرصي على أن لا تفوتك الباقيات الصالحات تملئين بها ميزان حسناتك فإن الدنيا إلى زوال و المصير القبر ومن بعده خلود في جنة عالية أو نار حامية..
وقد كنت فيما مضى أشعر بغيرة شديدة عندما يتناهي إلى مسامعي خبر خطوبة أو زفاف هذه أو تلك من المعارف أو القريبات ولسان حالي ما بال الدعاء الذي ألهج به دون انقطاع لا يأت بنتيجة ولماذا هي ولست أنا ؟ومثل هذا الكلام الذي يشبه الإعتراض على مشيئة الله و محاولة التدّخل في قضاء الله و قدره.
أمّا الآن بعد استمراري على قراءة سورة البقرة وحفظها قد حباني الله بالقرآن فالأمر عندي سيّان ، لم أعد أحسد أحدا على متاع الدنيا وحطامها " قل متاع الدنيا قليل"
فسورة البقرة جعلتني أزهد في حطام الدنيا الفانية و أرغب في نعيم الآخرة الّذي لا يحول و لا يزول.