المنحنى الإسرائيلي الكردي في طريقه للالتقاء في نقطة الانكسار المستعصية "قاعدة التنف الأمريكية" لترسيخ تقاطع الحلمين الخطيرين للصهاينة والأكراد على حد سواء.
ففيما تحتاج إسرائيل للسيطرة الكردية لإحداث منفذ بري لها يربطها بشرق العراق للسيطرة على الحدود السورية العراقية -لدعوى قطع الإمداد عن الحزب اللبناني من لبنان- والحقيقة تثبيت الأقدام نحو "حلم إسرائيل العظمى" !!
يحتاج الأكراد لسيطرة إسرائيلية على الأرض السورية لضمان منفذٍ بحري يمثل طريق دعم لوجستي للدولة الحالمة والتي تتجاوز من خلاله الخنق العراقي والتركي المحتمل.
الاحتلال أعلن على لسان رأس الهرم في الكيان -نتنياهو- أنه عازم على تثبيت ممر داوود واقعاً جيوسياسياً جديداً، وبدأ خطوات التنفيذ السريعة المتمثلة بـ:
• قصف كل مقومات القوة لدى الدولة السورية "البرية والبحرية والجوية" في أكبر هجوم جوي وبحري على سوريا.
• قضم الأراضي السورية واحتلال مواقع فيها؛ وقد تجاوز فقط في غضون (48 ساعة الأخيرة) احتلال مساحة أكبر من احتلال غزة ولبنان في غضون (14 شهراً) في الحرب الدائرة.
• العمل الحثيث على تثبيت القواعد الجديدة في القنيطرة ودرعا الآن.
على الشق الآخر من المنحنى بدأ الأكراد عملياً جملةً من الخطوات المؤسسة لمشروعهم الحالم والمتمثلة بـ:
• السيطرة الفعلية على مساحة ثلث سوريا.
• الاستحواذ على أكثر من 80% من النفط السوري.
• الاستئثار بالدعم الأمريكي اللامحدود.
• الانتشار الأفقي جهة دير الزور والبوكمال، وبقي القليل حتى يصلوا "لنقطة الإنكسار" -قاعدة التنف الأمريكية- وصولاً لدرعا والقنيطرة التي تعمل بها إسرائيل الآن !!!!
ما يُراد لسوريا كبير، وليس المشروع الصهيوني الوحيد في هذا المكر الكبير -وإنْ كان أكبرَه- فسوريا فيها طوائف كثيرة تتطلع للاستقلال، وتجد في تحارب الدول الكبرى على مصالحها في أرض الشام فرصةً سانحةً لتحقيق أحلامها، وتنفيذ الأجندات الغربية كأحد أبرز علامات الدور الوظيفي المنتظر.
لم يكن الوضع في "ليبيا، والسودان، ومصر، واليمن" بأسوأ من سوريا، بل كان أفضل بكثير لازدواجية الأقطاب فيها؛ ومع هذا حصل الانقسام الحدي الذي تعيشه هذه الدول ولازالت.
حصل هذا رغم ازدواجية الأقطاب فيها -على الأغلب-، فكيف سيكون الوضع في سوريا التي تعددت فيها الأقطاب الطامحة من: علويين، ودروز، وأكراد، وتركمان، وشركس، وايزيديين، وسنة" ومن خلفهم قوى لها أطماع غير خفية؟!.
في الوقت الذي لابد أن يستشعر الثوار عظيم الخطر المحيط؛ في ذات الوقت الذي يجب أن يدفعهم هذا الخوف للعمل الدؤوب الكبير، والاعتماد على الله وحده في جَلاء هذه المطامع كلها، فليس مع الجهاد عسير، وليس مع السيف مكر كبير.
سوريا تمضي لقدرها كما غزة تماماً، لن تهدأ على المدى القريب حتى يحصل التصادم القدري المحتوم مع الجاهلية مجتمعة وفي مقدمها الكيان الغاصب.
أعان الله المجاهدين على عظيم الأمانة؛ والأمة اليوم مدعوة لمساندتهم وإخوانهم في غزة، فهم بوابة الفتح المنتظر، وآمال جيل الأمة التواق لساحات الجهاد والتحرير.
اللهم انصر المجاهدين في غزة وفي الشام، ويسر لهم باب فتح المسجد الأقصى، وكنس الكيان عن مرابعه.
#الإعلام_المقاوم