قناديل كانت مشاعرنا تبث الضوء في عمق ذاك الليل البهيم، ليل يموج بأرواحنا في حلكة الشوق و تنمو فينا ثمرة القلق الأخير، قلقا يحاكي لمعة الحزن في عين السهاد، و يمر الوقت يجرّ أذيال الهزيمة عند أسوار المدينة في الحي الذي كان يسمو فيه أثير ذاك الحب الجميل، في الجب ألقينا مودتنا و من ثمّ قطعنا حبال ذاك الوصل كُرمة لعيون الشك حيث نعاقر الأوهام، كم مرة نهلنا منها كؤوس كنا نستلذّ طعم الحب فيها، ليتنا ما شربنا ولا تعاطينا سكرها، كانت الهموم تترى إلينا رغم بهجة السّرو تنمو أغصانها في أحداقنا ألقا، وهذه جنة كانت قد تراءت لنا في حلم اللقاء، و في صدر ذاك التمني كانت تزهر الأوهام قرمزية اللون تشتهيها أنفاسنا شبقا و غيّا،
في عز التّيقظ كان ينتابنا قيض يصدّع التّرب في رؤانا على وجه الحياة، لا شيء ينعي هذا الوجود الذي تحطم في برهة كان يتسع المدى فيها لأن أرى التماعة عينيك تلك التي سرعان ما انطفأت وسرّي المكنون فيها وُئدت ملامحه حين ذاك البأس الذي نزل،
ليتنا ما تدانينا ولا خفّينا الخطى نحو ذاك اللغو الذي كان سببا في كل هذا التنائي..!💥