الأخلاَص .

فَلَا أَدْرِي مَا بَالُ الْقَلْبِ ؟.

وَبَقِيَتِ الغُرْفَةُ الظَّلْمَاءُ مَسْكَنًا وَأَمَانًا لَنَا ، تَحْتَسِي الصَّمْتَ فِي زَوَايَاهَا ، وَيَتَجَمَّعُ فِيهَا خُيَالُ الزَّمَانِ وَالذِّكْرَى ، لَمْ تَكُنْ فَقَطْ مَأْوَى لِجُسْمٍ تَعِبٍ ، بَلْ صَارَتْ مَلْجَأً لِقُلُوبٍ تَسْتَجِيرُ بِهِ مِنْ قَسْوَةِ الدُّنْيَا وَصِعَابِهَا ، فِي ظِلِّ الظَّلِيلِ ، كَانَتْ تَحْمِلُ فِي جُوفِهَا أَمَلًا وَسَكِينَةً لَا تُحْسَبُ بِالزَّمَانِ .

وَفِي الصُّدُورِ غَصَّاتٌ تَتَوَارَى خَلْفَ السُّكُونِ ، حِكَايَاتٌ لَوْ نُطِقَتْ ، لَأَضْرَمَتْ نَارًا فِي الْوِجْدَان .
بَعْضُ الْكَلَامِ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَقُولَهُ ، فَهُوَ فِي الْقَلْبِ مَوْؤُودٌ ، لَا يَلِيقُ بِهِ أَنْ يُنْشَرَ .
كَيْفَ لِلْبَشَرِ أَنْ يَفْهَمُوا مَا يَعْجِزُ عَنْ حَمْلِهِ اللِّسَانُ ؟.
نُخْفِي وَجَعَنَا فِي ابْتِسَامَةٍ ، وَنَكْتُبُ فِي صَمْتٍ قَصَائِدَ لَا تُقْرَأُ .
لَيْسَ كُلُّ مَا فِي الصَّدْرِ يُحْكَى ، فَبَعْضُ الْأَوْجَاعِ تَسْكُنُ لِتَبْقَى ، تَأْبَى أَنْ تُشْفَى ، وَتَخْتَارُ أَنْ تَكُونَ شَاهِدَةً عَلَى مَا مَضَى .

يَسْكُنُنِي صَمْتٌ ثَقِيلٌ ، كَأَنَّ الدُّنْيَا قَدْ نَسِيَتْنِي ، كُلُّ مَا حَوْلِي يَتَلاشَى ، وَيَبْقَى دَاخِلِي ضَجِيجٌ لَا يُطَاق ، أَتَسَاءَلُ : هَلْ يُمْكِنُ لِقَلْبٍ مُثْقَلٍ بِالحُزْنِ أَنْ يَنْبُضَ مِنْ جَدِيد ؟.
أَمْ أَنَّنِي عَالِقٌه فِي ظِلِّ مَا كَانَ وَلَنْ يَكُونَ ؟.

أسَّتلقِي فِ عِتمة الغُرفة ، أُحاصِرُ نفسِي بين أفكارِي وصوت أنَّفاسِي المُثقل ، كل شيء حَولِي صامت ، لَكن داخلِي يضجُّ كَعاصِفه أحَاولُ أن أهربْ ، أن أُمسكَ بأي شعاعٍ صَغير ، لكننِي أغّرق أكثر ، أبحثُ عنِي بينَ الحُطامِ ، فلاَ أجد سِوى بقايَا قلبٍ مُرهق ، ونفسٍ تّطلبُ الرَاحه التِي لا تأتي ، أُخفِي دمُوعِي خلف ستارٍ هشٍّ من التَّصنع ، لكن الحقِيقة ؟. لا شيء بِخير .

اسَّتيقظُ الساعه الواحِده ليلاً ويّستحل البُركان وسط قلبِ فَ انظُر حولِي لا أرى شيء ، يُملى الضَجِيج رأسِي ونفسِي تُخبرنِي '
كفَى ارجُوكِ ، توقفِي .
ماذا افعل ؟.
اي شي دَعِيه يُغادرني .
ابكِي دُون توقف ، اشعرُ وكأنَ هُنا نِهايتِي ، قلبِي يؤلِمني ، وينتشر الألمَ فِ جسدِي وانا غَارقه بينَ دموعِي '
أحاول الحَدِّيث ، احاول الشرح ، احاول فِعل اي شيء ، لكننِي افشلُ '
لا اعلمُ مَ بي ولكِنهُ يُمزق فؤادِي ويسحبُني للِهلاك يسحبنِي نحوَ مكان اخر بعيداً ، شَديد السَوادٍ ، ومِنّ شدة الهُدوءِ تسمعُ نبض قلبكَ الذِي تفصلهُ دقائق ويتوقف ، تسمعُ الضجِيج داخلكَ فقظ وهذا يُصيبكَ بِالجنون ، تبحثُ فِ هذا المكانِ لكن لا تجدُ شيء سِوى العتمه ، تكَادُ تُصاب بالجنونِ ، تُداهمنِي الذكريات ف اقولُ لا بأس واحاولُ ان اتنَاسى ، لكن كُل مَ فِ الامرِ هو اننِي نسيتُ كيف انَّسى والذي اردتُ نسيانهُ محفُوراً فِ جدارِ عَقلِي ، اجَّلِسُ عَلى الأرِيكه واحتسِي قليلاً منَّ ادمِعِي ، اتركُ النَافِده مفتُوحهَ قليلاً لعلَ يأتِي الهَواء ويُسقط الذِي فِ جدارِ عقلِي ، يستحلُني هدوء بالغ ومظهر اللامُبالاة ، بينمَا انا مِن الداخلِ غارِقه فِ الظلام وبينَ دمُوعي ، ابحثُ عن نفسِي ، احاولُ فهمَ الذِّي بي ، وكُل مَ يحدث اننِي اغرق ، اتظاهر بِأن كُل بِخير ، لكن لا خيرَ فِ حياتِي .