#جديد_الفتح
يُعدّ «تفسير الجلالين» أشهر التفاسير المتأخّرة على الإطلاق، كتب الله له القبول، وأجمع عليه المسلمون، واعتنى به أهل العلم أجمعون، إذ كان وجيزًا في العبارة، وسيطًا في التبيان، بسيطًا في الفوائد، كشّافًا لمعالم القرآن، فهو لبُّ لباب التفسير، عكف عليه كثير من فطاحل العلماء لفهم معاني الكتاب العزيز، يدندنون حوله، ويستلهمون وحيه، فتنوّعت حواشيه، ومنها هذه الحاشية الزاخرة للعلّامة الفقيه المفسِّر الشيخ سليمان بن عمر العُجَيلي القاهري المعروف بالجَمَل (ت1204هـ). استمدّ العلّامة الجَمَل في معلَمته هذه من مصادرَ وفيرة، وأفاد مما قرأه على شيخه العلّامة الكبير عطية الأجهوري وغيره. زيّن الجمل كتابَه بالتوجيهات اللغوية، والتحريرات التفسيرية، ونوّع الكلام بين السيرة والرقائق وعلوم الحديث وغيرها؛ حتى قيل عنه: «له حاشية على تفسير الجلالين هي كالإثمد لجلاء العين، جمع فيها ما تفرّق من التفاسير، حتى قيل: إنه لم يَسبِق أحدٌ قبله في هذا الجمع». فدونك أخي القارئ الكريم هذا الحاشية الجليلة في حُلتها الجميلة، في 14 مجلدًا، بذل فيها محققوها جهدًا كبيرًا لتقديم نصّها مضبوطًا مصحَّحًا مخدومًا، بالاعتماد على نسخ خطية وثيقة.