الضغط الممارس على الشباب وإقحامهم في سباق النجاح والإلهام وتحدي الصعاب، جعلنا نعيش حالة من التوهم المقنن؛ أعني شعارات برَّاقة وقصص ملحمية منسوجة حول الفراغ -مع الأسف.
يجد الشاب نفسه مرغماً على امتلاك قصة ملهمة، فيضطر لتضخيم يومياته بالعدسات المكبرة، ويمضي في خياله بحثاً عن سرديات تبرزه في زي الملهم، وربما يكون أكثر أمانةً فيبحث عن المعارك بنفسه ويخوضها، فقط ليحظى بلقب المحارب.
في الأمر ضررين، الأول على من ينخدع ويتأثر بالوهم، فيتبع من ظنه هادٍ وهو المُضل، أو ينتقص من نفسه بمشاهدة سبق الآخرين وتأخره. والضرر الثاني على صاحب القصة الذي قد يصدق وهمه، فيشعر بوصوله واكتمال تكوينه وهو في أولى العتبات.
لسنا مرغمين على إلهام أحد ولا مطالبين بالإبهار، ولن يُعاب جسد لعدم حصوله على الندبات وآثار الحروب، ولن يُحتقر جُراب لخلوه من القصص والمواقف التي لا تُنسى. القصة تُروى بعد أن تُعاش، لا تُعاش -أو تُختلق- لتُروى.
هذا ونعوذ بالله من أن يكون نصيبنا من القصص الرواية لا البطولة 💙.
#محمد_عبدالرحمن