Смотреть в Telegram
ما إن أرى مسجدا يقصف، أو طفلا يشتكي البرد، أو صبيّةً تصارح الصحفي بجوعها... حتى أتألم من أعماق قلبي، فوالله لكأن الأمر بدأ للتو، ثم أقول لنفسي: هل ملَّ الناس؟ سامحونا! الأشلاء المتقطعة، والبطون الجائعة، والأقدام الحافية، والازدحام على تكيّة الأرز... المناشدات العاجلة، والحالات الطارئة، والسؤال عن الطحين، والبحث عن الغطاء... أمور نكثر من ذكرها؛ لأنها بالفعل كثيرة... فسامحونا! الحرب أذلت العزيز، وأفقرت الغني، وأصمَّت السامع، وأخرست الناطق، وأعمت البصير، وقتلت الأحياء... اليوم ذكرت لشيخي موقفا مرَّ بي، وحصل معي: كنت قبل الحرب، إذا ذهبت للشراء من متجر كبير معروف، في يوم وافق كونه نقطة استلام طرود غذائية للبعض مجانا، رجعت بيتي وفي يدي مالي دون شراء؛ لا يتحدث الناس أني آخذ شيئا دون دفعه... ومثلي كثير من الشباب. والله والله، ما آسَفُ على حبيب قضى، أو صديق مضى، ولا حزني سببه خراب العمران وتدمير البنيان... ولكنه ذاك الشعور الذي ما يزال يخنقني، حتى لقد أقسم عليَّ ألا يسلمني للنوم ليلةً، قبل سكب العبرات، وبث الزفرات... شعور أن مسلمي غزة كُتِب عليهم الشقاء، والله إن القلب ليحترق كمدا وهمّا وأنا أرى مسلمة تنام في مدرسة لا فراش فيها، ولا ماء ولا كهرباء... وأنا أرى أمي وأمكم هربت من جحيم القصف في الشمال، إلى نار الغلاء في الجنوب، حتى استوطنت خيمة على شاطئ البحر، فغرقت خيمتها، ثم صرخت تنادي بعدها: يا موت زُر!
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств