سـيـرة الشيـخ الحصـري!🤎🎙️في بسملتهِ إيذانٌ بالجمال.. كأن أحرف بسمِ اللّٰه تنادي الرحلَ المسافرَ إلى شرُفاتِ السماء، الماضي على معارجِ النور.
🔭إذا قرأ فقال ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ لامستكَ السكينة المُنزّلة على أصحابِ الشجرة،
🔭وإذا تلا ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ﴾ رأيت يوم الموقفِ في غير يوم الموقف
🔭وإذا انتهى إلى قولِ يعقوب ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ وقف معه الزمان وقفة المتبتلِ الأسيف.
🏡نشأ الشيـخ الحصـري بمحافظة الغربية،
🏆 وسُميّ بالحصري نسبةً إلى صناعة الأب المكافح الذي كان يبيعُ الحُصرَ للناسِ بعد أن يجدِلها بيديه، وكان كلما وجد مصلى بلا حصير أو مفروشًا بقشِ الأرز هرع إليه وفرشه بالحصيرِ الجديد، كان الحاج خليل مشهورًا بتقواه وورعه
😱وفي يومٍ جاءته رؤيا عجيبة.. حيث رأى عموده الفقري يتشكل ويتدلى عنقودًا من العنب، والناسُ تأتي جماعات جماعات، يأكلون من عنقودِ العنب، وعنقودُ العنبِ لا ينفد!
👆↙️ولما تكررت الرؤيا ذهب لأحد الشيوخ وقصها عليه، فسأله الشيخ إن كان له ذُرية، قال: ولدي محمود عمره عامان،
فأخبره الشيخ بأن يلحقه بالأزهر، يتعلم العلوم الشرعية، وبإذن الله يكن له شأن كبير، وقد كان! ولا نزالُ نأكل من عنقودِ العنب، وعنقودُ العنبِ لا ينفد.
👍اعتدنا جميعًا على صوت الحصـري ودائمًا ما ينصحنا الشيوخ بالاستماع له،
كان الشيخ الحصـري من أبرز قرّاء القرآن في القرن العشرين، كان
↩️ أول شيخ يسجّل القرآن الكريم كاملًا مرتلًا بصوته،
↩️ وأول شيخ يسجّل "المصحف المعلم" والذي كان له دور كبير في نشر القرآن بطريقة صحيحة ومفهومة وفق قواعد التجويد،
↙️وأيضًا سجّل الشيخ القرآن بروايات مختلفة منها حفص وورش وقالون والدوري، وكان هذا التنوع في التسجيلات من أحد الأسباب التي جعلت صوت الشيخ الحصـري مرجِعًا لمدارس قرآنية كثيرة في كل أنحاء العالم، كان الشيخ الحصري قارئًا عالميًا،
↩️ أول قارئ للقرآن يسافر دول غير إسلامية كالولايات المتحدة والهند لتلاوة القرآن، وقد أسهمت تلاواته في تعريف غير المسلمين بجمال التلاوة وفصاحة اللغة العربية.
🌹لم يكن الشيـخ الحصـري مجرد قارئ فقد كان أيضًا باحثًا في علوم القرآن وله أكثر من 10 مؤلفات، ومنها:
💫-أحكام قراءة القرآن.
💫-معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء.
💫-الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير.
💫-أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر.
🎙كان الشيخ محمود من أوائل القراء الذين شاركوا في تأسيس إذاعة القرآن الكريم في مصر،
↩️ كانت تلاواته من أول ما بُثَّ في الإذاعة، ومازالت ليومنا هذا لها وقع خاص على الآذان والقلوب.
⏪يُروى أن الشيخ قد رأى في منامه النبي -صلَّ اللّٰه عليه وسلم- وسمعه يطلب منه أن يتلو القرآن أمامه، وبعد الرؤية ازداد التزام الشيخ الحصري بتلاوة القرآن وفقًا لأعلى معايير التجويد والإتقان، وكان يرى أن تلاوته رسالة سامية يجب أن يؤديها بأفضل صورة ممكنة.
↙️كان الشيخ محمود قارئًا خاشعًا، فاهمًا لكتاب الله، عاملًا على خدمته وحفظه، وعاملًا بآياته، ذاكرًا خاضعًا، زميلًا للقرآن وآياته
وكان من أقواله (إنّ الإيمانَ إذا دخلَ قلبًا خرج منه كل ما يزيغُ العقل).
إن الشيخ الحصري كرّمه الله -عزّ وجل- أعظم تكريم، فما من يوم يمرّ إلا وتجد ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تستمع إلى صوته تاليًا ومرتلًا لآيات الله عزّ وجل.
تقريبًا الشيخ الحُصري -رحمه اللّٰه- لم يكن يعلم أن الله سيُخلد ذكراه ويُخلد ترتيله! لم يكن يعلم أن كل من سيبدأ في حفظ القُرآن سيوصيه شيخه بالسماع للحصري حتى وإن رشح له بعض المشايخ الآخرين، ولكن بالنهاية يقول له والحصري أفضلهم لك لحين تنظبط تلاوتك!
📖كان مُحبًا للقرآن صادقًا في حبه، ربما دعا الله ألا ينقطع صوت ترتيله عن الدنيا، وكرم الله دائمًا ما يفوقُ التوقعات،
😳سبحان الله! أيُّ فضلٍ هذا، وأيُّ خبيئةٍ تلك التي كانت بينه وبين الله!
👏عاش الشيخ متفانيًا في خدمة القرآن وفي 24 نوڤمبر 1980 وبعد أداء صلاة العشاء توفي من أزمة قلبية إثر مضاعفات ومشاكل في القلب، رحل عن عالمنا شيخ القرّاء عن عمر 63 عامًا وبقي صوته يجوب العالم، ويُعلّم الأجيال، ويُمتّع الآذان، ويثلج الصدور بقراءته العذبة المتقنة
⏫😔 رحل الحصري بجسده ولكن صوته الخاشع لا يزال يرافقنا في الصلاة ويذكّرنا برحمة الله وحكمته.. رحِمَ اللّٰه مُعلِمنا.