كان لخطبة السيدة زينب (ع) التأنيبية وقع شديد على قلوب أهل الكوفة، يقول الراوي: فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حياری يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ورأيت شيخا واقفا إلى جنبي يبكي وقد اخضلت لحيته وهو يقول: بأبي أنتم وأمي، کهولكم خير الكهول وشبابكم خير شبان ونساؤكم خير نساء ونسلکم خیر نسل لا يخزى ولا يبزی . ثم أخذت زینب(ع) تؤنب أهل الكوفة على فعلتهم الشنيعة ولسان حالها يقول:
ماذا تقولون إن قال النبي لكم ماذا فعلتم وأنتم آخِر الأمم بعترتي وأهل بيتي بعد مفتقدي منهم أسارَی وقتلى ضرجوا بدمِ ما كان ذا جزائي إذ نصحتُ لكم أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي إني لأخشى عليكم أن يحل بكم مثل العذاب الذي أودى على إرمِ
ثم ولت عنهم وقد ضجوا بالبكاء والعويل ودعت النساء بالويل والثبور، يقول الراوي: فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم